بعد هذه Ø§Ù„Ù„Ù…ØØ§Øª عن مواقÙها من معركة كربلاء وما تلاها من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الجسام التي صمدت Ùيها العقيلة كالطود الشامخ وضعضعت كبرياء أولئك الجلاَّدين وقلبت الدنيا على رؤوسهم ØŒ وقبل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن مرقدها أرى من Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ Ù„ØÙ‚Ù‘Ùها العظيم عليَّ وعلى كلّ٠مَن آمن برسالة جدّÙها وأبيها وأخويها التي كانت تجسدها ÙÙŠ جميع مواقÙها من الطغاة ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين ØŒ أن نشير ولو بصورة موجزة عن المراØÙ„ التي مرَّت بها ÙÙŠ صباها وشبابها وأمومتها تلك المراØÙ„ التي أهَّلتها وأعدَّتها لأن تكون ÙÙŠ عداد العظماء من أبطال التاريخ ومن طلائعهم بعد أبيها وإخوتها.
لقد كانت ولادتها ÙÙŠ مطلع جمادي الأولى من السنة الخامسة لهجرة جدّÙها من مكَّة إلى المدينة كما جاء ÙÙŠ بعض المرويات ØŒ وجاء ÙÙŠ بعضها أنَّ ولادتها كانت ÙÙŠ مطلع شعبان من السنة السادسة بعد أخويها Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ولمَّا ÙˆÙلدت جاءت بها أمها الزهراء إلى أبيها ØŒ وقالت له: (سمّ٠هذه المولودة) Ùقال: (ما كنت لأسبق أبيك رسول الله Ù€ صلَّى الله عليه وآله) ØŒ وكان غائباً عن المدينة يومذاك ØŒ ولمَّا رجع من Ø³ÙØ±Ù‡ سأله أمير المؤمنين عن اسمها ØŒ Ùقال على ØØ¯ تعبير الراوي: ما كنت٠لأسبق خالقها ÙÙŠ اسمها ØŒ Ùهبط عليه الأمين جبرائيل وقال له: إنَّ الله قد اختار لها اسم زينب ØŒ وأخبره Ù€ كما يدَّعي الراوي Ù€ بما يجري عليها من المصائب ØŒ ÙØ¨ÙƒÙ‰ النبي (صلى الله عليه واله) وقال: (Ù…ÙŽÙ† بكى لمصاب هذه البنت كان كمَن بكى لمصاب أخويها Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†).
وكانت تكنَّى كما يدَّعي الشيخ ÙØ±Ø¬ القطيÙÙŠ ÙÙŠ كتابه المرقد الزينبي بـ: أم كلثوم وأم Ø§Ù„ØØ³Ù† . وتلقَّب بالصديقة الصغرى وعقيلة بني هاشم على لسان جماعة ØŒ وعلى لسان آخرين عقيلة الطالبيّÙين ØŒ إلى غير ذلك من Ø§Ù„ØµÙØ§Øª Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© التي تغلب على الاسم Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹.
لقد ولدت الØÙˆØ±Ø§Ø¡ زينب ÙÙŠ بيت لا شيء Ùيه من متع الدنيا ولهوها وزخرÙها ØŒ ورأت النور ÙÙŠ ذلك البيت الطاهر الذي ضمَّ أباها Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ الوصيّÙين وأمَّها سيدة نساء العالمين وأخويها Ø±ÙŠØØ§ØªÙ†ÙŠ Ø±Ø³ÙˆÙ„ ربّ٠العالمين.
ولدت ÙÙŠ بيت كان النبي لا يشغله عنه شاغل ولا ينساه ÙÙŠ ليله ونهاره ØŒ وكلَّما دخله يقبّل Ù…ÙŽÙ† Ùيه من Ø£ØÙاده ويشمَّهما ويبتسم لهما وينعم Ùيه بالسكينة والاطمئنان ØŒ ÙÙŠ ذلك البيت ولدت الØÙˆØ±Ø§Ø¡ ورضعت من ثدي الطهر ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© بضعة الرسول الأعظم ØŒ ودرجت مع أخويها Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ÙŠ Ø´Ø¨Ø§Ø¨ أهل الجنَّة ØŒ وأخذت العلم عن أبيها باب مدينة العلم ØŒ ورأت جدَّها الرسول Ù…Ùمَثَّلاً ÙÙŠ أمّÙها ÙØ§Ø·Ù…Ø© بجميع ØµÙØ§ØªÙ‡ ومزاياه ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا Ùقدت أمَّها ÙÙŠ السنة السادسة من عمرها قالت: يا أبتاه يا رسول الله ØŒ الآن Ùقدناك Ùقداً لا لقاء بعده . وهي تعني بذلك أنَّها بÙقد أمّÙها التي كانت ØªØ¬Ø³Ù‘ÙØ¯ أباها قد Ùقدت جدَّها أيضاً.
لقد انعكست ØµÙØ§Øª الزهراء سيدة نساء العالمين ومزاياها ÙÙŠ Ù†ÙØ³ ابنتها عقيلة بني هاشم ØŒ وظهرت ÙˆØ§Ø¶ØØ© جليَّة ÙÙŠ زهدها وعبادتها وصبرها ÙÙŠ الشدائد ØŒ وقال Ù…ÙŽÙ† ØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« عنها من الرواة: إنَّها لم تدَّخر شيئاً من يومها لغدها ØŒ وتمضي عامرة لياليها Ø¨Ø§Ù„ØªÙ‡Ø¬Ù‘ÙØ¯ وتلاوة القرآن ØŒ ÙˆØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ ليلة Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ØŒ وهي تتلوَّى من آلام تلك المجزرة الرهيبة وإخوتها صرعى مجزَّرين كالأضاØÙŠ ØŒ لم تدعْ صلاة الليل وتلاوة القرآن ØŒ وقد ØªØØ¯Ù‘َثنا عن صبرها وشجاعتها وبعض مواقÙها الخالدة التي كانت ولا تزال من أغنى المواق٠البطولية بالقيم ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ«ÙÙ„ العليا ÙÙŠ تاريخ الأبطال.
لقد بقيت زينب ابنة علي مع أمّÙها ست سنوات ØŒ ÙˆÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© من Ø·Ùولتها كانت ترى أمَّها الزهراء تقوم للصلاة والعبادة ØØªÙ‘Ù‰ ينقضي الشطر الأكبر من الليل ØŒ وتبيت طاوية وتطعم ما عندها الأيتام والمساكين ØŒ وتلبس الثياب الخلقة البالية وتكسو الÙقراء جديد الملابس ØŒ ورآها سلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ Ù…Ø±Ù‘ÙŽØ© ÙØ¨ÙƒÙ‰ وقال: إنَّ قيصر وكسرى بناتهما ÙÙŠ السندس ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ± وابنة Ù…ØÙ…د رسول الله ÙÙŠ تلك الثياب البالية.
ولا شك ÙÙŠ أنَّ تلك الصور التي كانت تشاهدها العقيلة وهي ÙÙŠ هذا السن من Ø·Ùولتها قد انعكست ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ وراÙقتها ØØªÙ‘Ù‰ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الأخير من
ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ ØŒ لأنَّ مشاهدات Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وما ÙŠØÙŠØ· بها ÙÙŠ المراØÙ„ الأولى من ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… وما يمرّ٠عليهم ÙÙŠ سنّ٠الطÙولة تترك آثاراً ÙÙŠ Ù†Ùوسهم تراÙقهم ÙÙŠ الغالب ما داموا بين الأØÙŠØ§Ø¡.
ÙˆÙŠØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ علماء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ أنَّ الطÙÙ„ ÙÙŠ السنة الثالثة من عمره تبدأ مرØÙ„Ø© التواÙÙ‚ بينه وبين بيئته ومرØÙ„Ø© التمييز بين Ø§Ù„Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ والمعاني ØŒ وأنَّ نموه العقلي ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© يتَّجه به إلى كش٠ما ÙŠØÙŠØ· به ممَّا يرى ويسمع ØŒ وهذا الكش٠يترك آثاراً تعمل عملها ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الطÙÙ„ تراÙقه إلى أخر يوم من ØÙŠØ§ØªÙ‡.
هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنَّ السيدة زينب (سلام الله عليها) بعد ÙˆÙØ§Ø© أمّÙها الزهراء عاشت برعاية أبيها أمير المؤمنين الذي كان ÙŠØ¬Ø³Ù‘ÙØ¯ جدَّها الرسول من جميع نواØÙŠÙ‡ بين أخويها Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ وتولَّت ØØ¶Ø§Ù†ØªÙ‡Ù…
امرأة من كرام النساء ÙˆØ£ÙØ§Ø¶Ù„هنَّ Ø› وهي أمامة بنت زينب بنت رسول الله ØŒ وكان قد تزوَّجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ÙˆÙØ§Ø© الصديقة الزهراء (عليه السلام) بوصية منها ØŒ وجاء ÙÙŠ وصيَّتها له كما ترويها جميع الآثار: (يا بن عم ØŒ ما أراني إلاّ لما بي ØŒ وأنا أوصيك أن تتزوَّج بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي) ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ Ùلقد كانت أمامة كما كانت ترجوه منها خالتها من ناØÙŠØ© عطÙها ورعايتها لأولادها Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ما كانوا ينعمون به من رعاية أبيهم الذي كان يلقّÙنهم من أسرار الكون وغوامضه ØŒ وظلَّت العقيلة ÙÙŠ رعاية ذلك البيت الكريم ØŒ بيت النبوَّة والإمامة ØŒ إلى أن تجاوزت سن الطÙولة إلى مطلع الصبا والشباب . وقد كان من عادة نساء المسلمين يومذاك أن يخرجن ليلاً لزيارة قبر النبي وأداء ÙØ±ÙŠØ¶Ø© العشاء إلى جواره كما كان ÙŠÙØ¹Ù„ الرجال ØŒ ثم يرجعن إلى بيوتهنَّ ÙˆÙ…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø³Ø±ÙˆØ± والبهجة بادية على وجوههنَّ ØŒ وأرادت العقيلة أن تخرج لزيارة قبر جدّÙها والصلاة إلى جواره كما ÙŠÙØ¹Ù„ النساء ØŒ ولكنَّ والدها لم يشأ لها أن تخرج كما يخرج غيرها من النساء والمسجد مملوء بالزائرين والمصلّÙين من الرجال ØŒ Ùكان يخرج معها بعد أن يعود الزائرون إلى بيوتهم ويخرج Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن يمينها وشمالها ويتقدَّمهم هو ليخمد ضوء القناديل إذا وجد ÙÙŠ مرقد جدّÙها Ø£ØØ¯ من الرجال ØŒ وذات ليلة أرادت أن تخرج ÙÙŠ أوَّل الليل مع الزائرات اللواتي كنَّ يخرجن لأداء الصلاة ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ يتقدَّمها Ù„ÙŠØ®ÙØª ضوء Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ ØŒ ÙˆÙØ¬Ø£Ø© Ø£ØØ³Ù‘ÙŽ المصلّÙون من الرجال والنساء أنَّ ضوء Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ø£Ø®Ø° ÙŠØ®ÙØª ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ بعد ÙˆØ§ØØ¯ Ø®Ùوتاً ظاهراً وعلى عجل ØŒ وظلَّ يضيق ÙˆÙŠØ¶Ø¹Ù ØØªÙ‘Ù‰ شمل المسجد كله ضوء مختنق ولم تبق من الضوء إلاّ ومضات ضئيلة توشك أن تنطÙىء Ùيعمّ٠الظلام المسجد ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù… من كل جوانبهما ØŒ ÙØªØ·Ù„َّعت العيون الأشعث بن قيس الكندي كما جاء ÙÙŠ بعض المرويات ØŒ لتتعرَّ٠مَن هو الذي أضع٠تلك Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ بعد ÙˆØ§ØØ¯ ولم يترك منها سوى ومضات ضئيلة لا تجديهم شيئاً ØŒ ولمَّا عرÙوه ØŒ تركوه ÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء Ø› لأنَّه لا ÙŠÙØ¹Ù„ غير الصواب ØŒ ÙˆØ±Ø§ØØª العيون تتطلَّع لتعر٠الأسباب التي ØÙ…لته على ذلك ØŒ ÙØ±Ø£Øª Ø£Ø´Ø¨Ø§ØØ§Ù‹ ثلاثة قد تقدَّمت Ù†ØÙˆ قبر النبي (صلى الله عليه واله) ØŒ وما أن وصلوا إليه ØØªÙ‘Ù‰ وقÙوا إلى جانبه Ù„ÙØªØ±Ø© طويلة ÙÙŠ خشوع وتضرع ØŒ ثم رجع الثلاثة عن القبر الشري٠يمسØÙˆÙ† دموعهم وانصرÙوا باتجاه باب Ø§Ù„ØØ±Ù… راجعين إلى بيت أبيهم الكريم ØŒ وتقدَّم أمير المؤمنين (عليه السلام) Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ ÙŠÙÙƒ خناقها ويعلي أضوائها ØŒ وكان الثلاثة الذين تقدَّموا Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ±Ù… ÙÙŠ ستر ذلك الضوء الخامد أولاده Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبينهما ابنته زينب أرادت أن تزور قبر جدّÙها ÙÙŠ الوقت الذي يجتمع Ùيه الزائرون ØŒ ÙØªÙ‚دَّمها ليخمد الضياء ومضت إليه بين أخويها ØØªÙ‘Ù‰ لا يرى شخصها Ø£ØØ¯ من الناس.
وبقيت العقيلة ÙÙŠ ذلك البيت الكريم ÙÙŠ رعاية أبيها وأخويها وخالتها أمامة وزوجة أبيها أسماء بنت عميس التي لم تكن بأقلَّ Ø¹Ø·ÙØ§Ù‹ ÙˆØÙ†ÙˆØ§Ù‹ على أولاد ÙØ§Ø·Ù…Ø© من أمّÙهما والتي Ø§ØØªØ¶Ù†ØªÙ‡Ø§ لتكون زوجة لولدها عبدالله بن Ø¬Ø¹ÙØ± بعد سنوات قليلات.
زواجها من عبدالله بن Ø¬Ø¹ÙØ±
لمَّا بلغت الØÙˆØ±Ø§Ø¡ مبلغ الزواج وتخطَّت عهد الطÙولة ØŒ طلبها الكثيرون من الأشرا٠، وكان الأمام يردّÙهم برÙÙ‚ ولين لأنَّه كان Ù€ كما يبدو Ù€ قد صمَّم على زواجها من ابن أخيه عبدالله بن Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار كما كان النبي يردّ٠خاطبي أمّÙها الزهراء Ù„ÙŠØ²ÙˆÙ‘ÙØ¬Ù‡Ø§ من ابن عمّÙÙ‡ أوّÙÙ„ القوم إسلاماً وأكثرهم جهاداً وتضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيله بأمر من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ . وكان ممَّن خطب الØÙˆØ±Ø§Ø¡ الأشعث بن قيس الكندي كما جاء ÙÙŠ بعض المرويات ØŒ ÙÙÙŠ بعض الأيَّام والإمام (عليه السلام) جالس ÙÙŠ داره دخل عليه رجل بَيّÙÙ† الطول عليه Ù…Ø³ØØ© من الجمال ومظهر من مظاهر العن٠والبطش ØŒ وكان قد صار على أبواب الكهولة وبدأ يخطو Ù†ØÙˆ الكبر ØŒ Ùوقع نظره على ÙØªØ§Ø© قد أضاء صباها ولمعت Ù…ØØ§Ø³Ù†Ù‡Ø§ ØŒ وهي تدرج بين يدي أبيها ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا رأته Ø§Ù„ÙØªØ§Ø© قد دخل على ØÙŠÙ† غÙلة أسرعت إلى ØºØ±ÙØ© ÙÙŠ الدار عجلى تتعثر ÙÙŠ أذيالها ØŒ لاسيما وقد رأته ينظر إليها وتكاد نظراته تستبق خطواتها Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±ÙØ¹Ø© ØŒ وكان قد ملأ عينيه منها قبل أن تغيب عنه وأعجب Ø¨ØØ³Ù†Ù‡Ø§ وشمائلها ØŒ ÙˆØ£ØØ³Ù† ما رأت عيناه من Ø§Ù„Ø®ÙØ±Ø§Øª الØÙسان.
وكان الرجل ÙÙŠ خمول وضعة ÙÙŠ أوساط المسلمين ØŒ وإلى جانب ذلك ÙØ§ØªÙƒØ§Ù‹ شجاعاً جميلاً ØŒ وهو أخمل ØØ³Ø¨Ø§Ù‹ وأوضع نسباً إذا قيس ØØ³Ø¨Ù‡ ونسبه بالقرشيّÙين ÙØ¶Ù„اً عن أهل هذا البيت الذين بلغوا القمَّة ÙÙŠ كل ما ÙŠØªÙØ§Ø¶Ù„ Ùيه الناس من كل نواØÙŠÙ‡Ù… ØŒ ولكن الذي جرَّأه على Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع أمير المؤمنين بأمر من هذا النوع أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأول ابن أبي Ù‚ØØ§ÙØ© كان قد تلطَّ٠به وزوَّجه من أخته أم ÙØ±ÙˆØ© ØŒ ÙØ¬Ø±Ù‘َأته هذه المصاهرة على Ø§Ù„ØªØ·Ù„Ù‘ÙØ¹ إلى بنات الأنبياء والأوصياء .
وما كادت الØÙˆØ±Ø§Ø¡ زينب تصل إلى داخل البيت بتلك السرعة Ø§Ù„Ø®Ø§Ø·ÙØ© ØØªÙ‘Ù‰ قال الأشعث لعلي (عليه السلام) : Ù…ÙŽÙ† هذه Ø§Ù„ÙØªØ§Ø© يا أبا Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŸ ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه قائلاً: (هذه زينب ...) Ùقال له : زوجنيها يا أبا Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ®Ù به أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: (أغرب بÙيك الكثكث ولك الأثلب ØŒ أغرَّك ابن أبي Ù‚ØØ§ÙØ© ØÙŠÙ† زوجك أم ÙØ±ÙˆØ©ØŸ وأنَّها لم تكن من الÙواطم ولا العواتك من سليم ... )(1).
وقد ØÙ…له الصل٠والغرور على أن يردَّ على أمير المؤمنين بقوله: لقد زوَّجتم Ù…ÙŽÙ† هو أخمل منّÙÙŠ ØØ³Ø¨Ø§Ù‹ وأوضع منّÙÙŠ نسباً وهو المقداد بن عمرو المعرو٠بالمقداد الأسود ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه أمير المؤمنين قائلاً: (ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙØ¹Ù„Ù‡ ØŒ وهو أعلم بما ÙØ¹Ù„ ØŒ ولئن عدتَ إلى مثلها لأسوأنَّك).
لقد كان الأشعث ÙØ¸Ù‘َاً غليظاً ثقيلاً على أكثر المسلمين لغلظته وجÙوته وجرأته على الØÙ‚ ØŒ وكان من المتآمرين على أمير المؤمنين بعد أن تولَّى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ويعمل Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© معاوية ØŒ وقد لعنه علي (عليه السلام) أكثر من مرَّة وزجره ÙˆØØ§ÙˆÙ„ أن يضع ØØ¯Ù‘َاً لتجاوزاته ومؤامراته ØŒ وأخيراً اشترك ÙÙŠ قتله مع عبد الرØÙ…Ù† بن ملجم وجماعة ممَّن سخَّرهم معاوية لذلك ØŒ كما وأنَّ ابنته جعدة قد ØÙ‚َّقت لمعاوية ما كان يتمنَّاه ويعمل من أجله Ø› ÙØ¯Ø³Ù‘َت السمَّ إلى Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي (عليه السلام) بعد أن أغراها معاوية بالمال ووعدها بأن ÙŠØ²ÙˆÙ‘ÙØ¬Ù‡Ø§ ولده الخليع يزيد بن ميسون ØŒ واشترك ولده قيس بن الأشعث ÙÙŠ جميع الجرائم التي ارتكبها معاوية وولده يزيد مع العلويّÙين وشيعتهم.
لقد بقيت العقيلة ÙÙŠ بيت أبيها والخطَّاب ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† عليه من هنا وهناك ØŒ وكان يردًّهم وكأنَّه كان قد صمَّم على أمر ينتظر الوقت المناسب لتنÙيذه ØŒ لا سيما وقد سمع النبي (صلى الله عليه واله) يقول وهو ينظر إلى أولاد علي ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± قبل أن يتجاوزوا سنَّ الطÙولة: (بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا) كما جاء ÙÙŠ بعض المرويَّات عنه.
وإذا لم يكن النبي (صلى الله عليه واله) جدَّاً لأولاد Ø¬Ø¹ÙØ± ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ لهم بمنزلة الأب والجد وهو وليّÙهم ØŒ ولا شيء Ø£ØØ¨Ù‘٠إلى الجدّ٠من اقتران Ø£ØÙاده بعضهم ببعض Ø› لأنَّه يعتبر ذلك تأكيداً لنسله وامتداداً لنوع من أنواع وجوده ØŒ ولا بدَّ وأن يكون علياً (عليه السلام) الذي كان ÙÙŠ كل مراØÙ„ ØÙŠØ§ØªÙ‡ يقتدي بأقوال الرسول ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ قد سمع من الرسول هذه المقالة واعتبرها تأكيداً Ù„Ùمَا كان يضمره Ù†ØÙˆ Ø£Ø·ÙØ§Ù„ أخيه Ø¬Ø¹ÙØ± شهيد مؤتة وبطل الإسلام الخالد ØŒ وكان ÙƒÙيلهم ووليّ٠أمرهم بعد استشهاد أخيه ØŒ ÙÙ†Ùَّذها كما أراد رسول الله (صلى الله عليه واله) وردَّ جميع الخطَّاب الذين كانوا ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† عليه من هنا وهناك Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على شر٠المصاهرة الذين ÙŠØØµÙ„ون عليه بزواجهم من ابنة علي والزهراء ØŒ ولا Ø£ØØ³Ø¨ أنَّ Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ كان أقرب إلى قلب علي (عليه السلام) بعد أولاده من أولاد أخيه Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب وعلى رأسهم عبدالله بن Ø¬Ø¹ÙØ± ØŒ وكانوا ÙÙŠ عداد أولاده ونشأوا ÙÙŠ بيته ØŒ وبخاصة بعد أن تزوَّج من أمّÙهم أسماء بنت عميس بعد استشهاد زوجها Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار ÙˆÙˆÙØ§Ø© أبي بكر عنها.
وقبل أن نتابع Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن زينب وزوجها عبدالله ÙÙŠ بيتهما الجديد كزوجين كريمين من أكرم ما عرÙÙ‡ بيت أبي طالب بعد بيت أبيها وإخوتها ØŒ أرى من Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لبيت أبي طالب الذي كان له Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الأكبر على الإسلام والمسلمين كما ØªØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ جميع الشواهد التي مرَّ بها الإسلام ورسول الإسلام ÙÙŠ مراØÙ„Ù‡ الأولى ØŒ أنَّه لولا بيت أبي طالب لكان مصير Ù…ØÙ…د ورسالته كمصير زكريا ويØÙŠÙ‰ وغيرها من الأنبياء الذين كانوا يتعرَّضون للقتل والمصادرة من بني إسرائيل قبل أن تنتشر رسالاتهم ØŒ وقديماً قال Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¯ÙˆÙ† لنبوَّة شعيب كما ØÙƒÙ‰ الله عنهم ÙÙŠ كتابه: (وَلَوْلاَ رَهْطÙÙƒÙŽ لَرَجَمْنَاكَ).
لقد وق٠أبو طالب وزوجته ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد وأولادهم إلى جانبه منذ إعلان الدعوة ØŒ وأعلن أبو طالب بأنَّه سيمنع عنه كل Ù…ÙŽÙ† ØªØØ¯Ù‘ÙØ«Ù‡ Ù†ÙØ³Ù‡ بالإساءة إليه والنيل منه ØŒ كما Ø£ÙˆÙ‚ÙØª زوجته ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ لخدمته ÙÙŠ اليوم الذي مات Ùيه جدّÙÙ‡ عبد المطَّلب ØŒ وكانت كما وصÙها هو (صلَّى الله عليه وآله) ØªÙØ¶Ù‘Ùله على أولادها ÙÙŠ المأكل والملبس ÙˆÙÙŠ كل شيء ØŒ وظلَّ يذكرها ويترØÙ‘ÙŽÙ… عليها ØØªÙ‘Ù‰ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الأخير من ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ وسبق ولداها علي ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± جميع المسلمين إلى الإسلام والإيمان برسالة Ù…ØÙ…د ØŒ Ùكان أوَّلهم علي بعد خديجة الكبرى ØŒ ومرَّ أبو طالب وعليّ٠يصلّÙÙŠ ÙˆØØ¯Ù‡ إلى جانب Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه واله) ØŒ Ùقال لولده Ø¬Ø¹ÙØ±: صل Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ø¨Ù† عمّÙÙƒ ØŒ ÙØ£Ø³Ù„Ù… بعد أخيه علي بأمر من أبيه ØŒ وظلَّ أبو طالب ØÙŠØ§ØªÙ‡ بعد مبعث النبي (صلى الله عليه واله) ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ ويناضل عن رسالة Ù…ØÙ…د بكل طاقاته وإمكانيَّاته ØŒ ويقول :
ولقد علمت٠بأنَّ دين Ù…ØÙ…د من خير أديان البريَّة دينا
ومع ذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ رواة السنة ÙˆÙ…ØØ¯Ù‘ÙØ«ÙŠÙ‡Ù… الذين كانوا ولا يزالون يجترّÙون مرويَّات أذناب الأمويّÙين وصنائعهم الذين سخَّروهم للكذب ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¡ على الإسلام ÙˆØÙماة الإسلام ÙˆØ¯ÙØ¹Ø§ØªÙ‡ المخلصين ØŒ هؤلاء يدَّعون بأنَّ أبا طالب مات ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ برسالة Ù…ØÙ…د وأبا سÙيان بن ØØ±Ø¨ ØŒ العدو اللدود للإسلام ولكل Ù…ÙŽÙ† آمن به وجاهد ÙÙŠ سبيله ØŒ مات مؤمناً ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّه كان ÙÙŠ أكثر مواقÙÙ‡ لا ÙŠØªØØ§Ø´Ù‰ المجاهرة بشركه ووثنيَّته ØŒ وقد ذكرنا سابقاً أنَّ أبا طالب لو لم يكن أبا لعلي (عليه السلام) لكان من الصدّÙيقين ومن خيار المسلمين.
_______________
(1) الÙواطم جمع ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØŒ وقد Ø£ØµØ¨Ø ÙƒØ§Ù„Ø¹Ù„Ù… على مجموعة من الهاشميَّات Ø› Ùهنَّ: ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء ØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد ØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت الØÙ…زة ØŒ وغيرهنَّ ØŒ كما وأنَّ العواتك جمع عاتكة Ø› وهو اسم لمجموعة من نساء الهاشميّÙين البارزات ØŒ منهن: عاتكة بنت عبد المطَّلب عمَّة النبي ØŒ وأم زينب بنت Ø¬ØØ´ التي تزوَّجها النبي بعد أن طلَّقها زيد بن ØØ§Ø±Ø«Ø©.