قال ابن جرير : لما ورد نعي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جلس عبد اللّه بن Ø¬Ø¹ÙØ± للعزاء Ùˆ أقبل الناس يعزونه Ùقال مولاه (أبو السلاس) «1» هذا ما لقيناه من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†!! ÙØØ°ÙÙ‡ بنعله Ùˆ قال يا ابن اللخناء Ø£Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† تقول ذلك؟! Ùˆ اللّه لو شهدته Ù„Ø£ØØ¨Ø¨Øª أن لا Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ØØªÙ‰ أقتل معه ØŒ Ùˆ اللّه إنه لما يسخي Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù† ولديّ Ùˆ يهون عليّ المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي Ùˆ ابن عمي مواسيين له صابرين معه ثم أقبل على جلسائه Ùˆ قال الØÙ…د للّه لقد عزّ علي المصاب بمصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن لا أكون واسيته Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠØŒ Ùلقد واساه ولداي «2» .. Ùˆ من عجب التاريخ ØØ¯ÙŠØ« البلاذري «3» Ùˆ Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† التنوخي «4» ÙˆÙود عبد اللّه بن Ø¬Ø¹ÙØ± على (يزيد) Ùˆ إكرامه إياه أكثر مما يكرمه أبوه معاوية.
إن من يدرس Ù†ÙØ³ÙŠØ© ابن Ø¬Ø¹ÙØ± يتجلى له كذب القصة التي أرسلها المدائني Ùˆ استند إليها البلاذري Ùˆ التنوخي! ÙØ¥Ù† الواق٠على الرجال الموتورين لا يعدون الجزم بالتهاب قلوبهم نارا على واترهم Ùˆ يترقبون Ø§Ù„ÙØ±Øµ للأخذ بالثأر! .. يشهد له ØØ¯ÙŠØ« عبد اللّه بن أبيّ بن سلول مع النبيّ، Ùˆ ذلك أن (أبيا) لما صدر منه ما ØÙƒØ§Ù‡ الكتاب العزيز: {لَئÙنْ رَجَعْنَا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْمَدÙÙŠÙ†ÙŽØ©Ù Ù„ÙŽÙŠÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙŽÙ†Ù‘ÙŽ الْأَعَزّ٠مÙنْهَا الْأَذَلَّ} [المناÙقون: 8] , ÙØ¬Ø§Ø¡ عبد اللّه إلى نبي الإسلام Ùˆ قال لقد بلغتك هذه الكلمة من أبيّ قال نعم Ùقال إنك تعلم ما Ø£ØØ¯ بار بأبيه مثلي، ÙØ¥Ù† أردت قتله ÙØ£Ù…رني به، لأني أخا٠أن تأمر غيري Ùˆ لا Ø£ØØ¨ أن أنظر إلى قاتل أبي ÙØ£Ø¹Ø¯Ùˆ عليه ÙØ£Ù‚تله Ùˆ أكون ÙÙŠ النار «5» ... Ùˆ هذه القصة تعطينا نيرة عما عليه البشر من Ø§ØØªØ¯Ø§Ù… أولياء المقتول على القاتل Ùˆ تربصهم Ø§Ù„ÙØ±Øµ للأخذ بالثأر منه، Ùˆ لو كان القتل من جهة الشرك ... Ùˆ لهذه الغريزة المطبوعة عليها جبلة الناس كان عمر بن الخطاب يقول لسعيد بن العاص Ùˆ قد اجتمع عنده ÙÙŠ بعض الليالي هو Ùˆ عثمان Ùˆ علي Ùˆ ابن عباس، ما لك معرضا عني كأني قتلت أباك! إني لم أقتله Ùˆ لكن أبا ØØ³Ù† قتله، Ùقال أمير المؤمنين اللهم ØºÙØ±Ø§ ذهب الشرك بما Ùيه Ùˆ Ù…ØØ§ الإسلام ما قبله ØŒ Ùلماذا تهيج القلوب يا عمر؟! Ùقال سعيد : لقد قتله ÙƒÙØ¤ كريم Ùˆ هو Ø£ØØ¨ إليّ من أن يقتله من ليس من عبد منا٠«6».
لم يكن من الهين على سعيد قتل أبيه Ùˆ إن كان ÙƒØ§ÙØ±Ø§ Ùˆ قتل بسي٠الدعوة المØÙ…دية Ùˆ القاتل شري٠جم المناقب Ùˆ لم ÙŠØÙزه على إراقة دمه إلا نداء الرب جلّ Ùˆ علا الموØÙ‰ به إلى رسول السماء، غير أن الخو٠من صارم العدل ØØªÙ… عليه التظاهر بالرضا مع انØÙ†Ø§Ø¡ أضالعه على Ø£ØØ± من جمر الغضا مرتقبا Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ÙÙŠ الأخذ بثأره ØŒ Ùˆ قد ظهرت نار البغض على لسان ولده عمرو بن سعيد (الأشدق) يوم تولى المدينة من قبل يزيد Ùلقد واجه Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠ صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم بلسان طويل مجاهر بقوله : يوم بيوم بدر يا رسول اللّه! Ùˆ لما سمع صراخ نساء بني هاشم على سيد شباب أهل الجنة قال : واعية بواعية عثمان «7».
ÙØ¹Ø¨Ø¯ اللّه بن Ø¬Ø¹ÙØ± يتقد قلبه نارا على ابن ميسون Ùˆ يود لو تمكنه Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© Ùˆ تأخذ المقادير إلى تدميره Ùˆ القضاء عليه Ùˆ على أهله Ùˆ ذويه ... Ùˆ مهما يكن ناسيا للأشياء Ùلا ينسى قتله (أبيّ الضيم) Ùˆ نجوم الأرض من آل عبد المطلب Ùˆ البهاليل من ØµØØ¨Ù‡ØŒ ثم نكته بالقضيب ثنايا Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول اللّه صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم! Ùˆ هل يستطيع ابن Ø¬Ø¹ÙØ± Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© هذه أن يبصر يزيد Ùˆ سيÙÙ‡ يقطر من دمائهم Ùˆ قد صك سمعه إظهاره الشماتة بنبيّ الإسلام :
قد قتلنا القرم من ساداتهم Ùˆ عدلنا ميل بدر ÙØ§Ø¹ØªØ¯Ù„
ثم إلى إنكاره الرسالة :
لعبت هاشم بالملك Ùلا خبر جاء Ùˆ لا ÙˆØÙŠ Ù†Ø²Ù„
وهل ينسى ابن Ø¬Ø¹ÙØ± ليله Ùˆ نهاره ÙˆÙ‚ÙˆÙ ØØ±Ø§Ø¦Ø± النبوة Ø¨ØØ§Ù„Ø© ÙŠØªØµÙØ وجوهها القريب Ùˆ البعيد Ùˆ أهل المناهل Ùˆ المعاقل .. Ùˆ الذي يهون الأمر أن المرسل Ù„Ù„ØØ¯ÙŠØ« هو المدائني (الأموي النزعة Ùˆ الولاء)ØŒ Ùˆ كتابه مملوء Ø¨Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¹Ø© للبيت الأموي Ùˆ الواضعة من كرامة البيت العلوي لا ÙŠÙ„ØªÙØª إليها إلا العار٠بأخبار الرجال Ùˆ شخصيات الرواة.
_____________
(1) ÙÙŠ الإرشاد للشيخ المÙيد Ùˆ كش٠الغمة للأربلي ص 194 أبو السلاسل.
(2) تاريخ الطبري ج 6 ص 218.
(3) أنساب الأشرا٠ج 4 ص 3.
(4) المستجاد من ÙØ¹Ù„ات الأجواد ص 22.
(5) أسد الغابة ج 3 ص 97.
(6) Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ج 3 ص 335 طبع أول مصر Ùˆ تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 134 ترجمة سعيد بن العاص.
(7) راجع ما تقدم بعنوان (عمرو الأشدق) من كتابنا هذا.