إن خصوصية العمل الرسالي المقبول عند الله يتوق٠عادةً على جملة من العوامل المتداخلة مع بعضها البعض ØÙŠØ« تجعله Ù…ÙˆØµÙˆÙØ§Ù‹ بذاك الوص٠ومعنوناً بذاك العنوان، ومن تلك العوامل ما يكون من السهل على المرء الالتزام به لأنه لا يتطلَّب منه بذل الأشياء العزيزة عنده والغالية لديه كما لو تصدَّق الغني المالك للمال الكثير ببعض الدراهم القليلة على الÙقراء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØªØ§Ø¬ÙŠÙ† ØŒ ومن تلك العوامل ما يكون من الصعب التخلي عنه Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬ الانسان ÙÙŠ ذلك إلى Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ والØÙˆØ§Ùز الذاتية والخارجية التي تجعله يقدم على التخلي من الموقع الإرادي Ø§Ù„ØØ± الذي يمتلك الإنسان Ùيه ØØ±ÙŠØ© اتخاذ القرار الاختياري ØŒ وهذا ما يستلزم أن يكون المرء Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ بما يقدم عليه من ØÙŠØ« الوقائع المقبل عليها والنتائج المترتبة عليها كذلك.
ÙØ§Ù„شباب ÙˆØ§Ù„ÙØªÙˆØ© من أروع ÙØªØ±Ø§Øª عمر الإنسان ÙÙŠ هذه الدنيا ØŒ لأنها التعبير الاخر عن اكتمال الاستعدادات Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والÙكرية والجسدية لدخول من هم ÙÙŠ هذه السن إلى معترك الØÙŠØ§Ø© من بابها الواسع ليتمتعوا بما أنعم الله عليهم وبما سخَّره لهم من كل ما يرغبون Ùيه من النعم الدنيوية المتنوعة ما بين المأكل والمشرب والملبس ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙƒØ ÙˆØºÙŠØ± ذلك كثير كما قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙŽØ¹ÙØ¯Ù‘Ùوا Ù†ÙØ¹Ù’مَةَ اللَّه٠لَا ØªÙØÙ’ØµÙوهَا} [النØÙ„ : 18].
والإنسان ÙÙŠ هذه السن ØŒ ØÙŠØ« القابلية موجودة والقدرة متØÙ‚قة ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ على أشدّه للانغماس والانخراط ÙÙŠ خضم الØÙŠØ§Ø© بكل ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ومجرياتها ØŒ قد يصعب على من هم ÙÙŠ هذا السن الإقدام على التضØÙŠØ© والبذل وتقديم Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ØŒ لأن الشباب قد ينظر إلى أن ذلك يمنعه من التمتع بتلك السنوات التي لن تعود إذا لم ÙŠØ³ØªÙØ¯ منها ÙÙŠ ØªØØµÙŠÙ„ Ø§Ù„Ù†ÙØ¹Ù… الدنيوية التي تتلاءم عادةً مع تلك السن Ø§Ù„Ù…ØªÙØªØØ© والمقبلة على الدنيا، كما نرى ذلك عند الشباب غير الملتزم والمنساق وراء الشهوات والملذَّات واللاهث وراء هذه المتع الرخيصة Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من مرور الوقت وضياعه بنظره Ùيما لو لم يستغله ÙÙŠ تلك الأمور، إلاَّ أن هذه النظرة الخاطئة لدور الشباب هي التي توجد عادةً عند غير الملتزمين بالخط الإلهي الرسالي، والغارقين من جهة أخرى ÙÙŠ مستنقعات التيه والضلال ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù Ùنراهم يصرÙون أعمارهم ÙÙŠ العبث واللهو واللغو، ÙØ§Ù„مهم عندهم هو الاستمتاع بوقتهم ولو كان ذلك على ØØ³Ø§Ø¨ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة والدور الإنساني ÙÙŠ هذا العالم، وعن المصير والنتيجة لعالم ما بعد الموت الذي قد يغÙÙ„ عنه الكثير ممن هم ÙÙŠ هذا السن بسبب Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Øª الأكبر إلى الدنيا ونعيمها الزائل.
وعلي الأكبر ( عليه السلام ) هو شاب ÙŠØ§ÙØ¹ ÙˆÙÙŠ أول ريعان الشباب ÙˆØ§Ù†ÙØªØ§ØÙ‡ على الدنيا، ممتلىء بالØÙŠÙˆÙŠØ© والنشاط ØŒ ويمتلك القدرة الكاÙية للانخراط ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© الدنيوية بكل ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ØŒ لكن من موقع كونه مؤمناً بالله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى ØŒ وملتزماً بأØÙƒØ§Ù… الشريعة التي ملأت قلبه وعقله ØŒ ÙØ¬Ø¹Ù„ته شاباً سوياً مستقيماً ÙÙŠ سيرته وسلوكه ØŒ وتربى ÙÙŠ ØØ¬Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ØŒ Ùنهل من علوم ال Ù…ØÙ…د ما كان عوناً له على Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الصراط المستقيم ÙÙŠ هذه الدنيا، Ùلم يعش الشباب لذةً وشهوةً ولهثاً وراء الشهوات والمغريات، وإنما عاشه التزاماً ووعياً ÙˆØ§Ù†ÙØªØ§ØØ§Ù‹ على الله وعلى الØÙŠØ§Ø© ÙØµØ§Ø± بذلك قدوةً ونموذجاً للشباب المسلم المؤمن الرسالي الذي يعتبر أن الØÙŠØ§Ø© هبةً ونعمة إلهية على الانسان أن يتعامل معها من موقع المسؤولية والأمانة التي ائتمنه الله عليها، ولهذا لم يكن شبابه ولم تكن ÙØªÙˆÙ‘ته وعنÙوانه مانعاً عنده من Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بركب أبيه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ÙÙŠ طريقه Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø© الإسلامية وإنقاذها من الأخطار الكبيرة Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘قة بها نتيجة الØÙƒÙ… الظالم الجائر المتسلط الذي كان بنو أمية يتسلّطون به على الأمة المقهورة المظلومة وقد سار ÙÙŠ ركب الجهاد لا بسبب أنه ابن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وإنما Ø¨ØµÙØªÙ‡ ثائراً يريد أن يجاهد ÙÙŠ سبيل الله من أجل ØªØØ±ÙŠØ± أمثاله من الشباب الذين لم يدركوا أبعاد المؤامرة الأموية ضد الإسلام كدين وضد المسلمين كأمة.
وهكذا وصل علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) إلى أرض الكرب والبلاء، أرض Ø§Ù„Ø§Ù…ØªØØ§Ù† الإلهي للمؤمنين الصادقين، وخاصة منهم الشباب الذين ينظرون الدم المتساقط من أجساد الشهداء مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ومع كل ذلك نرى علياً بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ إلى ميدان القتال ضارباً عرض Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· كل الوسوسات الشيطانية التي تريد إغواءه بالشهوات والملذات الدنيوية لكي ÙŠÙ†Ø³ØØ¨ وينهزم، وكان قد سأل أباه أثناء الطريق إلى كربلاء " أولسنا على الØÙ‚ يا أبتاه؟ " قال الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) : " بلى " قال علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) " إذن لا يهم أوقعنا على الموت أم وقع الموت علين " وقد Ù„Ø§ØØª أمامه ÙØ±ØµØ© لانقاذ Ù†ÙØ³Ù‡ عندما بادره رجل من جيش الأمويين بالقول : إن لك قرابة من أمير المؤمنين يزيد من جهة أمك ØŒ ونØÙ† نريد أن نرعى الرØÙ… ÙØ¥Ù† شئت امناك ØŒ لكن Ù†ÙØ³ ذلك الشاب الولهة والعاشقة لله والمطيعة لإمامها وسيدها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) والمستوعبة والواعية لدورها وهدÙها ÙÙŠ الدنيا والاخرة لم توهن تلك الدعوة إلى النجاة من الموت عزيمته ولم تضع٠توجهه ØŒ ولم تهزم قراره ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ ذلك المنادي بقوله ( عليه السلام ) " إن قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) Ø£ØÙ‚ أن ترعى " ثم هجم على الجيش المعادي وهو يرتجز شعراً :
أنا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي Ù†ØÙ† ورب البيت أولى بالنبي
تالله لا ÙŠØÙƒÙ… Ùينا ابن الدعي أضرب Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙ Ø£ØØ§Ù…ÙŠ عن أبي
ضرب غلام٠هاشمي قرشي
بتلك الروØÙŠØ© الإيمانية الصلبة ØŒ وبذاك الوعي الرسالي Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØªØ ØŒ وبالعزم المØÙ…دي العلوي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù†Ø·Ù„Ù‚ إلى أرض المعركة مجندلاً الأبطال وقاهراً Ø§Ù„ÙØ±Ø³Ø§Ù† ØŒ لم ترعبه كثرتهم ولم يخ٠من قوة سيوÙهم ØŒ وظل يقاتل إلى أن سقط شهيداً ÙÙŠ الميدان ÙÙØ§Ø¶Øª روØÙ‡ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© شهيداً ÙÙŠ سبيل دين الله وعظمة الإسلام ØŒ ÙØµØ§Ø± خالداً بخلود كربلاء ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ ÙˆÙƒÙØªÙبَ اسمه ÙÙŠ ديوان الخالدين كرمز من الرموز الإلهية الكبيرة التي كلما مرَّ الزمان عليها كلما زادها تألّÙقاً ووهجاً نورانياً يهتدي به السائرون ÙÙŠ خط الجهاد ØŒ لأنه صار من موقع ÙØªÙˆØªÙ‡ وعنÙوان شبابه Ø§Ù„ØØ¬Ø© البالغة لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى على كل الشباب من أمثاله الذين لا يرقون إلى مقامه العالي ØØ³Ø¨Ø§Ù‹ ونسباً وعلماً ووعياً وإدراكاً ويقيناً.
وبذلك اقترن اسمه بتلك المعركة الخالدة ØŒ ÙØµØ§Ø± يذكر كلما ذÙÙƒÙØ±ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ وليس بعد هذا الشر٠شر٠، ولا بعد تلك الكرامة كرامة.
ÙØ§Ù„سلام على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وعلى علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وعلى أولاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعلى Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ونسأل الله تعالى أن يوÙّقنا للجهاد ÙÙŠ سبيله ØŒ وللقتل شهداءً ØªØØª راية وليّه الأعظم أرواØÙ†Ø§ لمقدمه Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡.
واقتداءً بعلي الأكبر ( عليه السلام ) انطلق شباب المقاومة الاسلامية البواسل مجاهدين ÙÙŠ سبيل الله ÙÙŠ مواجهة Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الصهيوني وغطرسته واستطاعوا بدماء شهدائهم وعرق مجاهديهم أن ينتصروا على ذلك العدو الظالم وأن يعطوا المثل والأنموذج للأمة الاسلامية كلها بأن الدم منتصر على السي٠لا Ù…ØØ§Ù„ة، كما انتصر دم علي الأكبر وشهداء كربلاء على السي٠اليزيدي Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±.
وكذلك نرى أن الشباب المسلم ÙÙŠ Ùلسطين قد اقتدى أيضاً بالشباب المجاهدين من أبناء المقاومة الاسلامية وها هم اليوم ÙŠÙ†ØªÙØ¶ÙˆÙ† Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø± وبصدورهم العارية ÙÙŠ مواجهة الالة العسكرية الصهيونية ويمرغون كبرياء ذلك العدو ÙÙŠ ÙˆØÙˆÙ„ الهزيمة وهذا كله من بركات دماء علي الأكبر الذي زرع ÙÙŠ Ù†Ùوس أولئك الشباب ÙÙŠ لبنان ÙˆÙلسطين تلك الارادة الصلبة وذلك العشق العظيم للجهاد والشهادة ما دام ذلك ÙÙŠ سبيل الØÙ‚ ولنيل مرضاة الله عزَّ وجلَّ.