وبعد ذلك السؤال قد ÙŠØ·Ø±Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„ آخر يثيره (دعاة تذويب الشخصيّة الإسلاميّة Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الغربية) غالباً ÙÙŠ هذه الأيام Ø› إذ قد يقال : سلّمنا بأنّ تاريخ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مؤثر ÙˆÙ…ØØ±Ùƒ ØŒ وعرÙنا أنه لا بدّ من Ø¥ØÙŠØ§Ø¦Ù‡ بعمق , وإقامة العزاء ÙÙŠ ذكراه ØŒ ولكنكم تقومون بشيء آخر ÙÙŠ مراسم العزاء Ø› Ùلا تكتÙون بالذكر Ø§Ù„ØØ³Ù† والثناء العطر للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) والبكاء على ما جرى من Ø£ØØ¯Ø§Ø« مؤلمة ÙÙŠ استشهاده ØŒ وإنما تصبّون اللعنات على أعداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ Ùلماذا هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŸ ولماذا هذا اللعن لأعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ
إنّ هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø± لوناً من العن٠والتشاؤم ØŒ إنها مشاعر سلبية ولا تنسجم مع عقلية (الإنسان Ø§Ù„Ù…ØªØØ¶Ù‘ر) . ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا ØªÙØ³ØªØ«Ø§Ø± مشاعركم ØØ§ÙˆÙ„وا أن تشبعوها
بالبكاء والعزاء ØŒ ولكن لا ØªØªÙ„ÙØ¸ÙˆØ§ Ø¨Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ اللعن ØŒ ولا تقولوا : (أتقرب إلى الله بالبراءة من أعدائك)(1) .
لماذا ترسلون اللعن مئة مرة إلى أعداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ زيارة عاشوراء ØŸ استبدلوا بهذا اللعن السلام على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مئة مرة .
لماذا هذه اللعنات التي تسمم الأجواء وتخلق ÙÙŠ الناس رؤية تشاؤميّة بالنسبة للآخرين ØŸ إنّ هذا زمان لا بدّ Ùيه من التعايش مع جميع الناس بسلام وابتسام ووجه طلق مبتشر ØŒ إنّ هذا زمان لا بدّ Ùيه من Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن الØÙŠØ§Ø© ØŒ وعن Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور ØŒ وعن السلام والوئام ØŒ أمّا عقلية اللعن والتبرؤ والإعراض عن الآخرين ومقاطعتهم Ùهي من ألوان العن٠التي تنتسب إلى ما قبل أربعة عشر قرناً ØŒ وهو الزمان الذي Ù‚ÙØªÙ„ Ùيه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ Ùهي عقليّة تتناسب مع ذلك الزمان ØŒ أمّا اليوم ÙØ¥Ù†Ù‘ الناس لا ÙŠØØ¨Ù‘ذون مثل هذه الأساليب Ø› Ùلنستبدل هذه الأساليب البالية Ø¨Ø£ÙØ³Ù„وب الوئام والسلام , ولنبتسم ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ وجوه أعدائنا ونعاملهم Ø¨Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ØŒ أليس الإسلام هو دين Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ودين Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© ØŸ هل يتناسب هذا الدين مع لهج ألسنتنا باللعن والكلام Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø±Ø ØŸ
الجواب :
إنّ هذا السؤال لو كان Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ§Ù‹ عن جهل ÙØ¥Ù†Ù‘ جوابه سهل يسير ØŒ لكننا Ù†ØØªÙ…Ù„ بقوة أن كثيراً ممن ÙŠØªØØ¯Ø« بهذه الطريقة إنّما ÙŠØÙ…Ù„ Ø£Ùكاراً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ , وتدور ÙÙŠ مخيلته أغراض خاصة , ومن Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ جداً أنه يقتÙÙŠ أثر سياسات Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØŒ أو أنه ينÙّذ خططاً قد رسمها آخرون .
وعلى كل ØØ§Ù„ ÙÙ†ØÙ† Ù†ÙØªØ±Ø¶ أن هذا السؤال كان Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ عقلي وعلمي ØŒ وهو Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى جواب علمي .
وبغض النظر عن التقييم ÙÙŠ مجال Ø·Ø±Ø Ù…Ø«Ù„ هذه الأسئلة ØŒ Ù†ÙØ±Ø¶ أن شاباً توجّه إلينا بالسؤال : لماذا لا بدّ من لعن قاتلي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ ÙØ¨Ø¯Ù„ أن نلعن أعداءه مئة مرة ÙÙŠ زيارة عاشوراء Ùلنسلّم على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ولنØÙŠÙ‘Ù‡ مئة مرة ØŒ أليس ÙÙŠ السلام على سيد الشهداء ثواب عظيم ØŒ Ùما الداعي إلى كل هذا اللعن وإظهار البراءة ØŸ
والجواب العلمي لمثل هذا السؤال هو :
كما أنّ ÙØ·Ø±Ø© الإنسان لم تتشكّل من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ùقط , بل من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعواط٠، Ùكذا الأمر ÙÙŠ مجال العواط٠والمشاعر Ùهي لم تتشكل من العواط٠والمشاعر الإيجابيّة Ùقط ØŒ بل الإنسان موجود يتمتّع بالمشاعر الإيجابيّة والمشاعر السلبيّة , بالعواط٠الإيجابيّة والعواط٠السلبيّة Ø› Ùكما Ø§Ù„ÙØ±Ø موجود ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„ØØ²Ù† موجود Ùيها أيضاً .
هكذا خلق الله الإنسان ØŒ أي إنسان لا يستطيع أن يعيش بلا ØØ²Ù† وبلا ÙØ±Ø ØŒ Ùكما زوّدنا الله تعالى بالاستعداد للضØÙƒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ زوّدنا بالاستعداد للبكاء أيضاً Ø› ÙÙÙŠ المجال المناسب للضØÙƒ لا بدّ أن يضØÙƒ الإنسان ØŒ ÙˆÙÙŠ المجال المناسب للبكاء لا بدّ أن يبكي Ø› ÙØªØ¹Ø·ÙŠÙ„ جانب من وجودنا يعني عدم Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¹ من بعض نعم الله التي ÙˆÙّرها لنا .
إنّ السبب ÙÙŠ أنّ الله تعالى خلق Ùينا الاستعداد للبكاء هو أنه لا بدّ من البكاء ÙÙŠ بعض الموارد ØŒ ويجب علينا أن Ù†Ø¨ØØ« ونشخّص هذه الموارد ØŒ وإلاّ Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ¹Ø¯Ø§Ø¯ للبكاء لغواً ÙÙŠ وجودنا .
لماذا جعل الله هذا Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ ÙÙŠ الإنسان بØÙŠØ« يستولي عليه Ø§Ù„ØØ²Ù† والغم , وتجري الدموع من عينيه ØŸ ÙÙŠÙØ¹Ù„Ù… من هذا أنّ للبكاء ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الإنسان دوره ومجاله المناسب .
إنّ للبكاء من الله Ù€ مثلاً Ù€ Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ الخو٠من عذابه , أو Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ الشوق إلى لقائه دوراً ÙÙŠ تكامل الإنسان ØŒ Ùهذه هي طبيعة الإنسان ØŒ إنّها تقتضي أن يرقَّ
قلبه ÙÙŠ بعض الموارد وعندئذ تنهمر الدموع من عينيه .
لقد غرس الله تعالى ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ØØªÙ‘Ù‰ نظهر Ø§Ù„ØØ¨ للذين يستØÙ‚ون منّا ذلك ØŒ كمن يسدي لنا خدمات أو كمن يتمتّع بكمال ما Ø› ÙØ§Ù„إنسان مشدود Ø¨ÙØ·Ø±ØªÙ‡ إلى الكمال Ø› سواء أكان كمالاً جسمياً أم عقلياً أم Ù†ÙØ³ÙŠØ§Ù‹ أم عاطÙياً ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ شعر الإنسان بوجود كمال أو ØµØ§ØØ¨ كمال ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ ÙŠØØ¨Ù‡ ويتعلق به ØŒ وعلاوة على هذا Ùقد جعل الله البغض والعداوة ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الإنسان ÙÙŠ نقطة مقابلة Ù„Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ø© .
Ùكما أنّ الإنسان Ù…ÙØ·ÙˆØ± على أن ÙŠØØ¨ من قدّم إليه خدمة Ùهو Ù…ÙØ·ÙˆØ± أيضاً على أن يكره ويبغض من ألØÙ‚ به ضرراً . وليس هناك ضرر أبلغ وأشدّ على الإنسان من هدم دينه Ø› إذ إنّ الأضرار الماديّة الدنيويّة لا أهمية لها عند المؤمن Ø› لأنّ الدنيا برمّتها لا قيمة لها عنده .
ÙØ§Ù„عدو الØÙ‚يقي للإنسان هو من ÙŠØØ§ÙˆÙ„ أن يسرق من الإنسان دينه ØŒ والعدو الذي لا يدّخر جهداً ÙÙŠ أن يسلب من الإنسان سعادته الأبدّية هل يمكن السكوت عنه ØŸ يقول الله تعالى ÙÙŠ القرآن الكريم : {Ø¥Ùنَّ الشَّيْطَانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ عَدÙوٌّ ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠عَدÙوًّا } [ÙØ§Ø·Ø± : 6]Ù‹ , Ùهل يمكن الابتسام للشيطان ØŸ وهل يمكن الوئام والسلام معه ØŸ
إذا تورط الإنسان ÙÙŠ ذلك ÙØ³ÙŠØµØ¨Ø شيطاناً مثله . إذا كان من الضروري Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© لأولياء الله ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ من الضروري أيضاً العداوة لأعداء الله ØŒ هكذا هي ÙØ·Ø±Ø© الإنسان ØŒ وهذا هو عامل تكامل الإنسان وسعادته ØŒ إذا لم تتØÙ‚Ù‚ (العداوة) مع أعداء الله ÙØ¥Ù†Ù‘ سلوك الإنسان معهم يرق تدريجيّاً , وتنشأ الصداقة Ùيما بينه وبينهم . ونتيجة لمعاشرته لهم سيتأثر بسلوكهم , ÙˆØ³ÙŠÙØªØ قلبه وعقله لأقوالهم ØŒ ويغدو شيئاً ÙØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ شيطاناً مثلهم .
قال تعالى : {ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ رَأَيْتَ الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ®ÙوضÙونَ ÙÙÙŠ آيَاتÙنَا ÙÙŽØ£ÙŽØ¹Ù’Ø±ÙØ¶Ù’ عَنْهÙمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ÙŠÙŽØ®ÙوضÙوا ÙÙÙŠ ØÙŽØ¯Ùيث٠غَيْرÙÙ‡Ù} [الأنعام : 68] اذا رأيت اÙناساً ÙŠØªØØ¯Ø«ÙˆÙ† عن الدين بصورة السخرية والاستهزاء , وبطريقة مهينة Ùلا تقترب إليهم , ولا تصغَ إلى ما يقولون ØØªÙ‘Ù‰ ينتقلوا إلى موضوع آخر .
ÙˆÙÙŠ آية كريمة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ يقول الله تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكÙمْ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù أَنْ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ Ø³ÙŽÙ…ÙØ¹Ù’تÙمْ آيَات٠اللَّه٠يÙكْÙَر٠بÙهَا ÙˆÙŽÙŠÙØ³Ù’تَهْزَأ٠بÙهَا Ùَلَا ØªÙŽÙ‚Ù’Ø¹ÙØ¯Ùوا مَعَهÙمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ÙŠÙŽØ®ÙوضÙوا ÙÙÙŠ ØÙŽØ¯Ùيث٠غَيْرÙه٠إÙنَّكÙمْ Ø¥ÙØ°Ù‹Ø§ Ù…ÙØ«Ù’Ù„ÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ Ø¬ÙŽØ§Ù…ÙØ¹Ù الْمÙنَاÙÙÙ‚Ùينَ وَالْكَاÙÙØ±Ùينَ ÙÙÙŠ جَهَنَّمَ جَمÙيعًا} [النساء : 140]
Ùمن ÙŠØØ¨ الذين يستهزؤون بالدين ويبتسم ÙÙŠ وجوههم ÙØ¥Ù†Ù‘ كلامهم سيؤثر Ùيه تدريجياً , ويخلق الشك ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وعندئذ ÙŠØµØ¨Ø Ø¥Ø¸Ù‡Ø§Ø±Ù‡ للإيمان Ù†ÙØ§Ù‚اً Ø› إذ إنّ Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ هو أن لا يكون الإيمان ÙÙŠ قلب الإنسان , ولكنه ÙÙŠ الظاهر يدّعي أنه مؤمن .
ÙÙˆØ§ØØ¯Ø© من النتائج التي تلØÙ‚ المرء بركب المناÙقين هو الوئام معهم ØŒ وإذا Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¡ مناÙقاً ÙÙŠ الدنيا بسبب مجالسته ومعاشرته Ù„Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ† ÙØ¥Ù†Ù‡ ÙÙŠ الآخرة سو٠يكون رÙيقهم ÙÙŠ جهنم : {Ø¥Ùنَّ اللَّهَ Ø¬ÙŽØ§Ù…ÙØ¹Ù الْمÙنَاÙÙÙ‚Ùينَ وَالْكَاÙÙØ±Ùينَ ÙÙÙŠ جَهَنَّمَ جَمÙيعًا } [النساء : 140] .
وبعبارة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : إنّ العداوة مع الأعداء هي نظام Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ ÙÙŠ مقابل الأضرار والمخاطر ØŒ Ùكما أنّ جسم الإنسان مزوّد بعامل الجذب , يجذب المواد Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹Ø© Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ مزوّد أيضاً بنظام Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ ÙŠØ·Ø±Ø¯ السموم والجراثيم ØŒ ويقاومها ويقضي عليها ØŒ وهذه هي مهمة الكريات البيض ÙÙŠ الدم ØŒ أمّا إذا Ø§ÙØµÙŠØ¨ النظام Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ Ù„Ù„Ø¨Ø¯Ù† Ø¨Ø§Ù„Ø¶Ø¹Ù ÙØ¥Ù†Ù‘ الجراثيم تنمو ÙˆØªØ³ØªÙØÙ„ ØŒ ويؤدي ذلك إلى إصابة الإنسان بالأمراض ØŒ ولعله بالتالي يواجه الموت .
ÙØ¥Ø°Ø§ قلنا : إنّ دخول الجراثيم إلى بدن الإنسان لا مانع منه ØŒ ورØÙ‘بنا بها على أساس أنّها ضي٠كريم يجب Ø§ØØªØ±Ø§Ù…Ù‡ , Ùهل يبقى البدن سالماً ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ØŸ
إنّ الإنسان العاقل لا يمكن أن يتصر٠بهذه الصورة Ø› إذ لا بدّ من القضاء على الجراثيم ØŒ هذه سنة إلهية Ø› Ùقد أخذت الØÙƒÙ…Ø© الإلهية بعين الاعتبار نظامين لكل موجود ØÙŠÙ‘Ù : Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا نظام للجذب , والآخر نظام للطرد . Ùكما أن جذب المواد Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹Ø© ضروري لنمو كلّ٠موجود ØÙŠ ÙØ¥Ù†Ù‘ طرد السموم والمواد الضارة من البدن أمر ضروري أيضاً ØŒ ولو لم يطرد الإنسان السموم من بدنه ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا يستطيع أن يستمر ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ .
إنّ ÙÙŠ بدن الإنسان والØÙŠÙˆØ§Ù† أجهزة Ù€ مثل الكلية والمثانة وغيرهما Ù€ تقوم بهذه المهمة بشكل طبيعي ØŒ وتطرد المواد الضارة إلى خارج البدن ØŒ ÙˆÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù† تهاجم البدن جراثيم من الخارج Ø› Ùهنا تنشط الكريات البيض ÙÙŠ الدم وتتصدى لها , وتقاومها وتقضي عليها , ثمّ تطردها خارج البدن ØŒ وكذا الأمر ÙÙŠ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† , Ùلا بدّ من وجود مثل هذا الاستعداد Ùيها ØŒ لا بدّ من وجود عامل جذب Ù†ÙØ³ÙŠ Ùيها ØØªÙ‘Ù‰ يأنس وينجذب لكلّ٠مَن ÙŠÙ†ØªÙØ¹ من وجوده ØŒ ÙÙŠØØ¨Ù‘Ù‡ ويتقرّب إليه ØŒ ويكتسب منه العلم والكمال والأدب ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والأخلاق , Ùلا بدّ من إظهار Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© للناس Ø§Ù„Ø·ÙŠÙ‘ÙØ¨ÙŠÙ† الذين هم منشأ للكمال ØŒ ولهم تأثير ضخم ÙÙŠ تقدّم المجتمع وإزدهاره .
ÙˆÙÙŠ المقابل لا بدّ من إظهار العداوة عملياً لمن يلØÙ‚ون الضرر بمصير المجتمع ØŒ قال الله تعالى ÙÙŠ القرآن الكريم : {قَدْ كَانَتْ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø£ÙØ³Ù’وَةٌ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ ÙÙÙŠ Ø¥ÙØ¨Ù’رَاهÙيمَ وَالَّذÙينَ Ù…ÙŽØ¹ÙŽÙ‡Ù Ø¥ÙØ°Ù’ قَالÙوا Ù„ÙقَوْمÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّا Ø¨ÙØ±ÙŽØ¢Ø¡Ù Ù…ÙنْكÙمْ ÙˆÙŽÙ…Ùمَّا ØªÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùونَ Ù…Ùنْ دÙون٠اللَّه٠كَÙَرْنَا بÙÙƒÙمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكÙم٠الْعَدَاوَة٠وَالْبَغْضَاء٠أَبَدًا ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ØªÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠وَØÙ’دَهÙ} [الممتØÙ†Ø© : 4] ÙØ¥Ù†Ù‘ الله تعالى أمرنا بالتأسّي بإبراهيم ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ونØÙ† نعلم أنّ لإبراهيم (عليه السّلام) مكانة رÙيعة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإسلاميّة Ø› ÙØ§Ù„نبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ذاته ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø£Ù†Ù†ÙŠ تابع لإبراهيم ØŒ والإسلام هو الاسم الذي أطلقه إبراهيم (عليه السّلام) على هذا الدين ØŒ يقول تعالى : {Ù‡ÙÙˆÙŽ سَمَّاكÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ³Ù’Ù„ÙÙ…Ùينَ Ù…Ùنْ قَبْلÙ} [Ø§Ù„ØØ¬: 78] ØŒ Ùماذا كان ÙŠÙØ¹Ù„ إبراهيم (عليه السّلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŸ
كانوا يعادون عَبَدة الأصنام ويطردونهم , ويعلنونها بوجوههم : {Ø¥Ùنَّا Ø¨ÙØ±ÙŽØ¢Ø¡Ù Ù…ÙنْكÙمْ} [الممتØÙ†Ø© : 4] ØŒ ولا يكتÙون بالبراءة منهم , بل يقولون لهم : بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة إلاّ إذا ØªÙˆÙ‚ÙØªÙ… عن الخيانة .
ونØÙ† إذ نعلن العداوة والبغضاء للشيطان الأكبر وأعداء الإسلام Ùهذا إنّما هو تأس٠بإبراهيم (عليه السّلام) Ø› Ùقد أمرنا القرآن الكريم بالتأسي بإبراهيم (عليه السّلام) بعداوتنا لأعداء الدين Ø› ÙØ§Ù„إنسان العاقل لا يوزّع الابتسامات ÙÙŠ كل آن ومكان ØŒ بل لا بدّ له أن يعبس ÙÙŠ وجوه البعض ويقولها ØµØ±ÙŠØØ© له : أنا عدوك , وليس بيني وبينك سلام إلاّ إذا ÙƒÙÙØª عن خيانتك ØŒ هذا هو أمر القرآن .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن ÙØ±ÙˆØ¹ الدين عشرة ØŒ وبعد (الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر) ÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ من ÙØ±ÙˆØ¹ الدين (التولّي والتبرّي) ØŒ أي من جملة الواجبات التي لا بدّ أن يهتم بها جميع المسلمين ويعملوا بمضمونها هو أن Ù†ØØ¨Ù‘ÙŽ أولياء الله , وأن نعادي أعداء الله أيضاً , ولا يكÙÙŠ Ù…ØØ¨Ø© أولياء الله Ø› ÙØ§Ø°Ø§ لم تكن العداوة لأعداء الله ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© للأولياء سو٠تزول وتضمØÙ„ ØŒ Ùلو انعدم النظام Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ Ù„Ù„Ø¨Ø¯Ù† ÙØ¥Ù†Ù‘ نظام الجذب سو٠يتعطل أيضاً .
والشيء المهم هو أن نعر٠بدقة مجالات الجذب والطرد Ø› Ùقد تختلط الاÙمور ÙÙŠ كثير من الأØÙŠØ§Ù† Ø› إذ ÙÙŠ المورد الذي لا بدّ أن نقوم Ùيه بالجذب ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ قد نخطئ ونستخدم الطرد ØŒ Ùمثلاً لا ينبغي معاداة الشخص الذي أخطأ ÙÙŠ القول عن جهل ØŒ وزلت قدمه ثمَّ ندم واعتر٠بخطئه عند بيانه له .
إنّ مثل هذا الشخص لا ينبغي معاداته , ولاينبغي طرده من المجتمع ØŒ بل لا بدّ من التصدّي لإصلاØÙ‡ ØŒ Ùهو مريض لا بدّ من معالجته ØŒ ÙˆÙÙŠ مثل هذا المورد لا يتم اللجوء إلى العداوة . نعم إذا كان الشخص متعمداً ØŒ ويشيع المعصية ÙÙŠ المجتمع بشكل علني ÙØ¥Ù†Ù‘ هذه خيانة لا بدّ من التصدّي لها وإعلان العداوة Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ , أمّا إذا ارتكب الشخص الذنب خطأً Ùلا بدّ من التعامل معه برÙÙ‚ ومودة ØŒ ولا يجوز هتك ØØ±Ù…ته وإسقاط شخصيته ØŒ بل لا بدّ من السعي لإصلاØÙ‡ Ø› لأنّه يعاني من مشكلة ويجب ØÙ„ّ٠مشكلته .
أمّا أعداء الدين Ùيجب علينا أن نتعامل معهم بكلّ٠غضب٠وعنÙÙ , وأن نعبس ÙÙŠ وجوههم .
وخلاصة كلامنا هو : إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى سيد الشهداء هي إعادة لصياغة الØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ø› وذلك Ù„Ù†Ù†ØªÙØ¹ بتلك الØÙŠØ§Ø© الكريمة على Ø£ØØ³Ù† Ù†ØÙˆ ØŒ ولا ينبغي Ø§Ù„Ø§ÙƒØªÙØ§Ø¡ بالدراسات العلميّة Ø› لأنّ الإنسان Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى استثارة عواطÙÙ‡ ومشاعره ØŒ ولا ينبغي الاقتصار أيضاً على العواط٠الإيجابيّة ÙƒØ§Ù„ÙØ±Ø والسرور , والضØÙƒ والابتسام Ø› وذلك لأن Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى سيد الشهداء (عليه السّلام) ومظلوميته لا يتيسر إلاّ عن طريق مشاعر الØÙ…اس ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† , والبكاء ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ .
ومع إرسالنا لآلا٠التØÙŠØ© والسلام للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ولتراب قبره الطاهر ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ نرسل آلا٠اللعن لأعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› أعداء الله والإسلام . والسلام ÙˆØØ¯Ù‡ لا ÙŠØÙ„ المشكلة Ø› لأننا لا نستطيع أن Ù†Ù†ØªÙØ¹ من بركات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلاّ إذا قمنا باللعن أولاً لأعدائه ØŒ ثمَّ نرسل إليه التØÙŠØ© والسلام .
والقرآن يذكر أولاً ÙÙŠ ØµÙØ§Øª المؤمنين من Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول (صلّى الله عليه وآله) {Ø£ÙŽØ´ÙØ¯Ù‘َاء٠عَلَى الْكÙÙَّارÙ} [Ø§Ù„ÙØªØ : 29] , ثم يقول : {Ø±ÙØÙŽÙ…ÙŽØ§Ø¡Ù Ø¨ÙŽÙŠÙ’Ù†ÙŽÙ‡Ùمْ} [Ø§Ù„ÙØªØ: 29] ØŒ Ùلا بدّ من وجود اللعن إلى جانب السلام ØŒ ولا بدّ من إظهار التبرّي والعداوة لأعداء الإسلام إلى جانب التولّي لأولياء الله ØŒ إذا كنّا بهذه الصورة ÙÙ†ØÙ† ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ون، وإلاّ ÙØ¥Ù†Ù‡ لا ينبغي أن نلصق Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من دون استØÙ‚اق .
____________
(1) زيارة عاشوراء .