شبهات و ردود

وبعد ذلك السؤال قد يطرح سؤال آخر يثيره (دعاة تذويب الشخصيّة الإسلاميّة بالمفاهيم الغربية) غالباً في هذه الأيام ؛ إذ قد يقال : سلّمنا بأنّ تاريخ الإمام الحسين (عليه السّلام) مؤثر ومحرك ، وعرفنا أنه لا بدّ من إحيائه بعمق , وإقامة العزاء في ذكراه ، ولكنكم تقومون بشيء آخر في مراسم العزاء ؛ فلا تكتفون بالذكر الحسن والثناء العطر للإمام الحسين (عليه السّلام) والبكاء على ما جرى من أحداث مؤلمة في استشهاده ، وإنما تصبّون اللعنات على أعداء الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فلماذا هذا الفعل ؟ ولماذا هذا اللعن لأعداء الحسين (عليه السّلام) ؟
إنّ هذا الفعل يُعتبر لوناً من العنف والتشاؤم ، إنها مشاعر سلبية ولا تنسجم مع عقلية (الإنسان المتحضّر) . فعندما تُستثار مشاعركم حاولوا أن تشبعوها
بالبكاء والعزاء ، ولكن لا تتلفظوا بألفاظ اللعن ، ولا تقولوا : (أتقرب إلى الله بالبراءة من أعدائك)(1) .
لماذا ترسلون اللعن مئة مرة إلى أعداء الإمام الحسين (عليه السّلام) في زيارة عاشوراء ؟ استبدلوا بهذا اللعن السلام على الحسين مئة مرة .
لماذا هذه اللعنات التي تسمم الأجواء وتخلق في الناس رؤية تشاؤميّة بالنسبة للآخرين ؟ إنّ هذا زمان لا بدّ فيه من التعايش مع جميع الناس بسلام وابتسام ووجه طلق مبتشر ، إنّ هذا زمان لا بدّ فيه من الحديث عن الحياة ، وعن الفرح والسرور ، وعن السلام والوئام ، أمّا عقلية اللعن والتبرؤ والإعراض عن الآخرين ومقاطعتهم فهي من ألوان العنف التي تنتسب إلى ما قبل أربعة عشر قرناً ، وهو الزمان الذي قُتل فيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فهي عقليّة تتناسب مع ذلك الزمان ، أمّا اليوم فإنّ الناس لا يحبّذون مثل هذه الأساليب ؛ فلنستبدل هذه الأساليب البالية بأُسلوب الوئام والسلام , ولنبتسم حتّى في وجوه أعدائنا ونعاملهم بالمحبة ، أليس الإسلام هو دين المحبة ودين الرأفة والرحمة ؟ هل يتناسب هذا الدين مع لهج ألسنتنا باللعن والكلام الجارح ؟
الجواب :
إنّ هذا السؤال لو كان مطروحاً عن جهل فإنّ جوابه سهل يسير ، لكننا نحتمل بقوة أن كثيراً ممن يتحدث بهذه الطريقة إنّما يحمل أفكاراً اُخرى , وتدور في مخيلته أغراض خاصة , ومن المحتمل جداً أنه يقتفي أثر سياسات اُخرى ، أو أنه ينفّذ خططاً قد رسمها آخرون .
وعلى كل حال فنحن نفترض أن هذا السؤال كان بدافع عقلي وعلمي ، وهو بحاجة إلى جواب علمي .
وبغض النظر عن التقييم في مجال طرح مثل هذه الأسئلة ، نفرض أن شاباً توجّه إلينا بالسؤال : لماذا لا بدّ من لعن قاتلي الحسين (عليه السّلام) ؟ فبدل أن نلعن أعداءه مئة مرة في زيارة عاشوراء فلنسلّم على الحسين ولنحيّه مئة مرة ، أليس في السلام على سيد الشهداء ثواب عظيم ، فما الداعي إلى كل هذا اللعن وإظهار البراءة ؟
والجواب العلمي لمثل هذا السؤال هو :
كما أنّ فطرة الإنسان لم تتشكّل من المعرفة فقط , بل من المعرفة والعواطف ، فكذا الأمر في مجال العواطف والمشاعر فهي لم تتشكل من العواطف والمشاعر الإيجابيّة فقط ، بل الإنسان موجود يتمتّع بالمشاعر الإيجابيّة والمشاعر السلبيّة , بالعواطف الإيجابيّة والعواطف السلبيّة ؛ فكما الفرح موجود في أنفسنا فإنّ الحزن موجود فيها أيضاً .
هكذا خلق الله الإنسان ، أي إنسان لا يستطيع أن يعيش بلا حزن وبلا فرح ، فكما زوّدنا الله تعالى بالاستعداد للضحك فإنّه زوّدنا بالاستعداد للبكاء أيضاً ؛ ففي المجال المناسب للضحك لا بدّ أن يضحك الإنسان ، وفي المجال المناسب للبكاء لا بدّ أن يبكي ؛ فتعطيل جانب من وجودنا يعني عدم الانتفاع من بعض نعم الله التي وفّرها لنا .
إنّ السبب في أنّ الله تعالى خلق فينا الاستعداد للبكاء هو أنه لا بدّ من البكاء في بعض الموارد ، ويجب علينا أن نبحث ونشخّص هذه الموارد ، وإلاّ أصبح الاستعداد للبكاء لغواً في وجودنا .
لماذا جعل الله هذا الإحساس في الإنسان بحيث يستولي عليه الحزن والغم , وتجري الدموع من عينيه ؟ فيُعلم من هذا أنّ للبكاء في حياة الإنسان دوره ومجاله المناسب .
إنّ للبكاء من الله ـ مثلاً ـ بدافع الخوف من عذابه , أو بدافع الشوق إلى لقائه دوراً في تكامل الإنسان ، فهذه هي طبيعة الإنسان ، إنّها تقتضي أن يرقَّ
قلبه في بعض الموارد وعندئذ تنهمر الدموع من عينيه .
لقد غرس الله تعالى في أنفسنا المحبة حتّى نظهر الحب للذين يستحقون منّا ذلك ، كمن يسدي لنا خدمات أو كمن يتمتّع بكمال ما ؛ فالإنسان مشدود بفطرته إلى الكمال ؛ سواء أكان كمالاً جسمياً أم عقلياً أم نفسياً أم عاطفياً ، فإذا شعر الإنسان بوجود كمال أو صاحب كمال فإنّه يحبه ويتعلق به ، وعلاوة على هذا فقد جعل الله البغض والعداوة في نفس الإنسان في نقطة مقابلة للمحبّة .
فكما أنّ الإنسان مفطور على أن يحب من قدّم إليه خدمة فهو مفطور أيضاً على أن يكره ويبغض من ألحق به ضرراً . وليس هناك ضرر أبلغ وأشدّ على الإنسان من هدم دينه ؛ إذ إنّ الأضرار الماديّة الدنيويّة لا أهمية لها عند المؤمن ؛ لأنّ الدنيا برمّتها لا قيمة لها عنده .
فالعدو الحقيقي للإنسان هو من يحاول أن يسرق من الإنسان دينه ، والعدو الذي لا يدّخر جهداً في أن يسلب من الإنسان سعادته الأبدّية هل يمكن السكوت عنه ؟ يقول الله تعالى في القرآن الكريم : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } [فاطر : 6]ً , فهل يمكن الابتسام للشيطان ؟ وهل يمكن الوئام والسلام معه ؟
إذا تورط الإنسان في ذلك فسيصبح شيطاناً مثله . إذا كان من الضروري المحبة لأولياء الله فإنّه من الضروري أيضاً العداوة لأعداء الله ، هكذا هي فطرة الإنسان ، وهذا هو عامل تكامل الإنسان وسعادته ، إذا لم تتحقق (العداوة) مع أعداء الله فإنّ سلوك الإنسان معهم يرق تدريجيّاً , وتنشأ الصداقة فيما بينه وبينهم . ونتيجة لمعاشرته لهم سيتأثر بسلوكهم , وسيفتح قلبه وعقله لأقوالهم ، ويغدو شيئاً فشيئاً شيطاناً مثلهم .
قال تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام : 68] اذا رأيت اُناساً يتحدثون عن الدين بصورة السخرية والاستهزاء , وبطريقة مهينة فلا تقترب إليهم , ولا تصغَ إلى ما يقولون حتّى ينتقلوا إلى موضوع آخر .
وفي آية كريمة اُخرى يقول الله تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء : 140]
فمن يحب الذين يستهزؤون بالدين ويبتسم في وجوههم فإنّ كلامهم سيؤثر فيه تدريجياً , ويخلق الشك في نفسه ، وعندئذ يصبح إظهاره للإيمان نفاقاً ؛ إذ إنّ النفاق هو أن لا يكون الإيمان في قلب الإنسان , ولكنه في الظاهر يدّعي أنه مؤمن .
فواحدة من النتائج التي تلحق المرء بركب المنافقين هو الوئام معهم ، وإذا أصبح المرء منافقاً في الدنيا بسبب مجالسته ومعاشرته للكافرين فإنه في الآخرة سوف يكون رفيقهم في جهنم : {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [النساء : 140] .
وبعبارة اُخرى : إنّ العداوة مع الأعداء هي نظام دفاعي في مقابل الأضرار والمخاطر ، فكما أنّ جسم الإنسان مزوّد بعامل الجذب , يجذب المواد النافعة ؛ فإنّه مزوّد أيضاً بنظام دفاعي يطرد السموم والجراثيم ، ويقاومها ويقضي عليها ، وهذه هي مهمة الكريات البيض في الدم ، أمّا إذا اُصيب النظام الدفاعي للبدن بالضعف فإنّ الجراثيم تنمو وتستفحل ، ويؤدي ذلك إلى إصابة الإنسان بالأمراض ، ولعله بالتالي يواجه الموت .
فإذا قلنا : إنّ دخول الجراثيم إلى بدن الإنسان لا مانع منه ، ورحّبنا بها على أساس أنّها ضيف كريم يجب احترامه , فهل يبقى البدن سالماً في هذه الحالة ؟
إنّ الإنسان العاقل لا يمكن أن يتصرف بهذه الصورة ؛ إذ لا بدّ من القضاء على الجراثيم ، هذه سنة إلهية ؛ فقد أخذت الحكمة الإلهية بعين الاعتبار نظامين لكل موجود حيٍّ : أحدهما نظام للجذب , والآخر نظام للطرد . فكما أن جذب المواد النافعة ضروري لنمو كلِّ موجود حي فإنّ طرد السموم والمواد الضارة من البدن أمر ضروري أيضاً ، ولو لم يطرد الإنسان السموم من بدنه فإنّه لا يستطيع أن يستمر في حياته .
إنّ في بدن الإنسان والحيوان أجهزة ـ مثل الكلية والمثانة وغيرهما ـ تقوم بهذه المهمة بشكل طبيعي ، وتطرد المواد الضارة إلى خارج البدن ، وفي بعض الأحيان تهاجم البدن جراثيم من الخارج ؛ فهنا تنشط الكريات البيض في الدم وتتصدى لها , وتقاومها وتقضي عليها , ثمّ تطردها خارج البدن ، وكذا الأمر في روح الإنسان , فلا بدّ من وجود مثل هذا الاستعداد فيها ، لا بدّ من وجود عامل جذب نفسي فيها حتّى يأنس وينجذب لكلِّ مَن ينتفع من وجوده ، فيحبّه ويتقرّب إليه ، ويكتسب منه العلم والكمال والأدب والمعرفة والأخلاق , فلا بدّ من إظهار المحبة للناس الطيِّبين الذين هم منشأ للكمال ، ولهم تأثير ضخم في تقدّم المجتمع وإزدهاره .
وفي المقابل لا بدّ من إظهار العداوة عملياً لمن يلحقون الضرر بمصير المجتمع ، قال الله تعالى في القرآن الكريم : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة : 4] فإنّ الله تعالى أمرنا بالتأسّي بإبراهيم وأصحابه ، ونحن نعلم أنّ لإبراهيم (عليه السّلام) مكانة رفيعة في الثقافة الإسلاميّة ؛ فالنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ذاته يصرّح بأنني تابع لإبراهيم ، والإسلام هو الاسم الذي أطلقه إبراهيم (عليه السّلام) على هذا الدين ، يقول تعالى : {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78] ، فماذا كان يفعل إبراهيم (عليه السّلام) وأصحابه ؟
كانوا يعادون عَبَدة الأصنام ويطردونهم , ويعلنونها بوجوههم : {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ} [الممتحنة : 4] ، ولا يكتفون بالبراءة منهم , بل يقولون لهم : بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة إلاّ إذا توقفتم عن الخيانة .
ونحن إذ نعلن العداوة والبغضاء للشيطان الأكبر وأعداء الإسلام فهذا إنّما هو تأسٍ بإبراهيم (عليه السّلام) ؛ فقد أمرنا القرآن الكريم بالتأسي بإبراهيم (عليه السّلام) بعداوتنا لأعداء الدين ؛ فالإنسان العاقل لا يوزّع الابتسامات في كل آن ومكان ، بل لا بدّ له أن يعبس في وجوه البعض ويقولها صريحة له : أنا عدوك , وليس بيني وبينك سلام إلاّ إذا كففت عن خيانتك ، هذا هو أمر القرآن .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن فروع الدين عشرة ، وبعد (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يُعدّ من فروع الدين (التولّي والتبرّي) ، أي من جملة الواجبات التي لا بدّ أن يهتم بها جميع المسلمين ويعملوا بمضمونها هو أن نحبَّ أولياء الله , وأن نعادي أعداء الله أيضاً , ولا يكفي محبة أولياء الله ؛ فاذا لم تكن العداوة لأعداء الله فإنّ المحبة للأولياء سوف تزول وتضمحل ، فلو انعدم النظام الدفاعي للبدن فإنّ نظام الجذب سوف يتعطل أيضاً .
والشيء المهم هو أن نعرف بدقة مجالات الجذب والطرد ؛ فقد تختلط الاُمور في كثير من الأحيان ؛ إذ في المورد الذي لا بدّ أن نقوم فيه بالجذب فإننا قد نخطئ ونستخدم الطرد ، فمثلاً لا ينبغي معاداة الشخص الذي أخطأ في القول عن جهل ، وزلت قدمه ثمَّ ندم واعترف بخطئه عند بيانه له .
إنّ مثل هذا الشخص لا ينبغي معاداته , ولاينبغي طرده من المجتمع ، بل لا بدّ من التصدّي لإصلاحه ، فهو مريض لا بدّ من معالجته ، وفي مثل هذا المورد لا يتم اللجوء إلى العداوة . نعم إذا كان الشخص متعمداً ، ويشيع المعصية في المجتمع بشكل علني فإنّ هذه خيانة لا بدّ من التصدّي لها وإعلان العداوة لصاحبها , أمّا إذا ارتكب الشخص الذنب خطأً فلا بدّ من التعامل معه برفق ومودة ، ولا يجوز هتك حرمته وإسقاط شخصيته ، بل لا بدّ من السعي لإصلاحه ؛ لأنّه يعاني من مشكلة ويجب حلُّ مشكلته .
أمّا أعداء الدين فيجب علينا أن نتعامل معهم بكلِّ غضبٍ وعنفٍ , وأن نعبس في وجوههم .
وخلاصة كلامنا هو : إنّ إحياء ذكرى سيد الشهداء هي إعادة لصياغة الحياة الحسينيّة ؛ وذلك لننتفع بتلك الحياة الكريمة على أحسن نحو ، ولا ينبغي الاكتفاء بالدراسات العلميّة ؛ لأنّ الإنسان بحاجة إلى استثارة عواطفه ومشاعره ، ولا ينبغي الاقتصار أيضاً على العواطف الإيجابيّة كالفرح والسرور , والضحك والابتسام ؛ وذلك لأن إحياء ذكرى سيد الشهداء (عليه السّلام) ومظلوميته لا يتيسر إلاّ عن طريق مشاعر الحماس والحزن , والبكاء والحداد .
ومع إرسالنا لآلاف التحية والسلام للإمام الحسين (عليه السّلام) , ولتراب قبره الطاهر فإننا نرسل آلاف اللعن لأعداء الحسين (عليه السّلام) ؛ أعداء الله والإسلام . والسلام وحده لا يحل المشكلة ؛ لأننا لا نستطيع أن ننتفع من بركات الحسين (عليه السّلام) إلاّ إذا قمنا باللعن أولاً لأعدائه ، ثمَّ نرسل إليه التحية والسلام .
والقرآن يذكر أولاً في صفات المؤمنين من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله) {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح : 29] , ثم يقول : {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] ، فلا بدّ من وجود اللعن إلى جانب السلام ، ولا بدّ من إظهار التبرّي والعداوة لأعداء الإسلام إلى جانب التولّي لأولياء الله ، إذا كنّا بهذه الصورة فنحن حسينيّون، وإلاّ فإنه لا ينبغي أن نلصق أنفسنا بالحسين (عليه السّلام) من دون استحقاق .
____________
(1) زيارة عاشوراء .