السؤال الثاني الذي يمكن أن نستخلصه من تØÙ„يل السؤال الأول هو : إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء ليس Ù…Ù†ØØµØ±Ø§Ù‹ ÙÙŠ البكاء واللطم على الصدور ÙˆØ±ÙØ¹ الأعلام السود , وإقامة مجالس العزاء إلى منتص٠الليل ØŒ الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الأعمال ÙÙŠ النهار ØŒ ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ هذه الاÙمور تستتبع أضراراً اقتصاديّة ØŒ بينما يمكننا Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى بشكل تترتب عليه أضرار اقتصاديّة واجتماعيّة أقل ØŸ
إنّ هذا السؤال نطرØÙ‡ على أساس هذا Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ , وهو : إنّ الوضع الروØÙŠ Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± من الناس ينسجم أكثر مع الاÙمور الماديّة والاقتصاديّة ØŒ واهتمام الناس منصب على هذه الاÙمور أكثر من غيرها ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ø¦Ø° يقيّم هؤلاء الØÙˆØ§Ø¯Ø« على أساس ما لها من Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ أو أضرار ماديّة واقتصاديّة .
ونØÙ† Ù†ÙØªØ±Ø¶ أنّ هذا التساؤل قد اختلج ÙÙŠ Ù†ÙØ³ شاب لم تكتمل بعد تربيته الدينية ØŒ Ùقد يخطر على باله أنّ هذه المجالس تستتبع أضراراً اقتصاديّة بسبب قلة الانتاج Ø› نتيجة ضياع الوقت Ø› إذ إنّ سهر الناس ÙÙŠ إقامة العزاء إلى منتص٠الليل ÙŠÙقدهم القدرة على العمل ÙÙŠ اليوم التالي Ø› وعلى هذا ÙØ¥Ù†Ù‘ المجتمع سيعيش ولمدة شهرين ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© ارتخاء لكي يتم Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© ØŒ بينما توجد هناك سبل Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ لإØÙŠØ§Ø¡ واقعة عاشوراء ØŒ مثل إقامة جلسات Ø§Ù„Ø¨ØØ« وتنظيم الندوات وما شابه ذلك ØŒ ومن خلال متابعة Ø§Ù„Ø¨ØØ« والنقاش يتم Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© للناس .
وبكلام مختصر ÙØ¥Ù†Ù‡ يقال : سلّمنا بأنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء وما جرى على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليهما السّلام) يرجع Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ لنا ØŒ وله آثار ممتازة ÙÙŠ مجتمعنا Ø› ÙØ¥Ù†Ù‡ ÙŠØ·Ø±Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„ ثان٠وهو : لماذا لا بدّ أن يتم هذا الإØÙŠØ§Ø¡ بهذه الصورة ونØÙ† Ù†Ù„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ كل أرجاء العالم أنّ الشعوب التي تريد Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عظمائها ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ تعقد الندوات ومجالس Ø§Ù„Ø¨ØØ« والنقاش Ø› Ùلماذا نصرّ Ù†ØÙ† على Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء بهذه الصورة ØŸ
ويتلخص الجواب على هذا السؤال بأنّ Ø§Ù„Ø¨ØØ« ØÙˆÙ„ شخصية سيد الشهداء (عليه السّلام) ØŒ وتنظيم الندوات ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§Øª ØŒ وكتابة المقالات , وأمثال هذه الأعمال الثقاÙية والعلميّة هي اÙمور Ù†Ø§ÙØ¹Ø© وضرورية , وتجري ÙÙŠ مجتمعنا ببركة إقامة العزاء على سيد الشهداء (عليه السّلام) Ø› إذ يتم من خلال إقامة العزاء Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق ØÙˆÙ„ هذه الاÙمور ويستÙيد الناس Ù…Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ قيمه ÙÙŠ هذا المجال .
إنّ هذه النشاطات ضرورية ÙÙŠ مجالها , ولكن هل هي كاÙية لكي Ù†Ù†ØªÙØ¹ بشكل كامل من ØØ§Ø¯Ø«Ø© عاشوراء , أم هناك أمور أخرى ضرورية أيضاً مثل إقامة العزاء ÙÙŠ مجاله الخاص ØŸ
إنّ الجواب على هذا السؤال يتوق٠على القيام بتØÙ„يل Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© العوامل المؤثرة ÙÙŠ سلوكه الواعي ,وهل إنّ المؤثر ÙÙŠ سلوك الإنسان هو عامل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙØØ³Ø¨ ØŒ أم هناك عوامل أخرى تؤثر ÙÙŠ بلورة هذا السلوك ØŸ
عندما نتأمل ÙÙŠ سلوكنا ندرك أنّ هناك Ù€ على أقل تقدير Ù€ Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙŠÙ† من العوامل تنهض بالدور الرئيس ÙÙŠ هذا المضمار :
Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الأولى : عوامل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØŒ ويكون تأثيرها من بعد أن ÙŠÙهم الإنسان شيئاً ويتقبله . ومن البديهي أن يستدل على الموضوع المطلوب بما يتناسب معه من الأدلة Ø› ÙØ¥Ù† كان الموضوع عقلياً Ù€ كما ÙÙŠ الÙÙ„Ø³ÙØ© Ù€ استدل عليه بأدلة عقليّة ØŒ وإن كان الموضوع تجريبياً Ù€ كما ÙÙŠ الكيمياء والÙيزياء Ù€ استدل عليه بأدلة تجريبية ØŒ Ùˆ ... إلخ .
ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¬Ø¯Ø§Ù‹ أنّ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© تأثيراً كبيراً ÙÙŠ سلوكنا ,ولكنها ليست هي العامل الوØÙŠØ¯ , بل هناك عوامل Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ لعل تأثيرها ÙÙŠ سلوكنا أكبر من عامل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© .
وتسمى هذه العوامل بـ (Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ أو Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ أو العواط٠أو الميول أو الرغبات) ØŒ إنّها مجموعة من العوامل الباطنية Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© المؤثّرة ÙÙŠ سلوكنا كلما قمت بتØÙ„يل سلوكك Ù€ سواء أكان السلوك المتعلق بالØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ© أم الØÙŠØ§Ø© العائليّة أم الØÙŠØ§Ø© الاجتماعيّة أم الØÙŠØ§Ø© السياسيّة Ù€ ÙØ³ØªÙ„Ø§ØØ¸ أن الأمر الأساس الذي Ø¯ÙØ¹Ùƒ للقيام بذلك السلوك هو هذه البواعث والعوامل Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙƒØ© .
ويوجد ÙÙŠ هذا المجال تشبيه لطي٠؛ ØÙŠØ« يشبّه السلوك الإنساني بالسيارة التي تسير ÙÙŠ ظلمة الليل ØŒ Ùهي ØªØØªØ§Ø¬ إلى عاملين Ù„ØªØªØØ±Ùƒ : Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا الطاقة الميكانيكية للسيارة ØØªÙ‘Ù‰ تتيسر لها Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© بواسطتها ØŒ والعامل الآخر هو أنه لا بدّ للسيارة أيضاً من Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙŠÙØ¶Ø§Ø¡ به الطريق ØØªÙ‘Ù‰ لا تقع السيارة ÙÙŠ المطبات والØÙر والمزالق الخطيرة .
Ùلو ÙØ±Ø¶Ù†Ø§ أنّ السيارة ØªØªØØ±Ùƒ ÙÙŠ تلك الأجواء , ÙØØªÙ‘Ù‰ لو كانت ماكنتها تعمل بشكل جيد وتنتج طاقة ميكانيكيّة كاÙية ÙØ¥Ù†Ù‘ سائقها إذا لم يرَ الطريق Ùلعلّه يواجه مخاطر عظيمة , ويتعرض Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© قد تودي بØÙŠØ§ØªÙ‡ مع جميع الركّاب . وكذا الأمر ÙÙŠ سلوك الإنسان , Ùهو Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى لونين من العوامل :
Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا : لا بدّ من توÙّره ÙÙŠ أعماقه ØØªÙ‘Ù‰ يبعثه ÙˆÙŠØØ±ÙƒÙ‡ , ÙˆÙŠÙˆÙØ± له الرغبة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ كي يشتاق إليه يوماً ويقوم به .
والثاني : لا بدّ أن يعر٠لماذا يجب القيام بهذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŸ ما Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© من هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بالنسبة إليه ØŸ وكي٠ينبغي انجازه ØŸ
إنّ هذه الأسئلة وأمثالها هي من جملة عوامل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø› ÙØ¹Ù„ينا إذاً أن نتأمل ÙÙŠ مثل هذه العوامل ونتعرّ٠عليها Ø› إمّا عن طريق التجربة , وإمّا عن طريق الاستدلال .
ومن الضروري الرجوع إلى المصادر المناسبة Ù„Ù„ÙØ¹Ù„ الذي نريد القيام به لكي Ù†Ø¸ÙØ± بالمعار٠اللازمة , [أي العامل الأول] ØŒ لكن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ غير كاÙية Ù„ØªØ¯ÙØ¹Ù†Ø§ Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© ØŒ وإنما Ù†ØÙ† Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى عامل Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¢Ø®Ø± ليبعثنا Ù†ØÙˆ ذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ويقودنا إلى إنجازه ØŒ ومثل هذه العوامل يطلقون عليها اسم Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© ØŒ ولها أسماء Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ÙƒØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ والعواط٠وغير ذلك .
Ùلو عر٠الإنسان بصورة يقينيّة أنّ غذاءً ما Ù…Ùيد لجسمه ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لن ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ لتناوله ما لم ØªØªØØ±Ùƒ الرغبة ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ لذلك الغذاء ويشتهيه ØŒ Ùلو ÙØ±Ø¶Ù†Ø§ أنّ الرغبة قد انعدمت عند شخص , أو أنه ابتلي Ù€ والعياذ بالله Ù€ بمرض لا يكون معه راغباً ÙÙŠ شيء ØŒ Ùمهما قيل له : إنّ هذا الغذاء Ù†Ø§ÙØ¹ لجسمك ÙØ¥Ù†Ù‡ لا ÙŠØªØØ±Ùƒ لتناوله , إذاً Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© لا بدّ من وجود الرغبة ÙˆØ§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ ÙÙŠ أعماق الإنسان .
والقضايا الاجتماعيّة والسياسية لها Ù†ÙØ³ هذا الØÙƒÙ… ØŒ ÙØØªÙ‘Ù‰ لو عر٠الشخص أنّ هناك ØØ±ÙƒØ© اجتماعيّة ØØ³Ù†Ø© ÙˆÙ†Ø§ÙØ¹Ø© ÙØ¥Ù†Ù‡ لا ÙŠØªØØ±Ùƒ Ù†ØÙˆÙ‡Ø§ ما لم يكن هناك Ø¯Ø§ÙØ¹ للقيام بتلك Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© ØŒ ÙˆØØªÙ‘Ù‰ لو ØµØ±Ù‘Ø Ø°Ù„Ùƒ الشخص Ù†ÙØ³Ù‡ بأن القيام بهذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© ØØ³Ù† لكنه لا بدّ له من Ø¯Ø§ÙØ¹ وعامل ÙŠØØ±ÙƒÙ‡ للقيام بذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ .
ثمَّ بعد أن عرÙنا وسلّمنا بأنّ السلوك ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª الإنسانيّة الواعية ØªØØªØ§Ø¬ إلى Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙŠÙ† من العوامل Ø› Ø¥ØØ¯Ø§Ù‡Ù…ا عوامل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© , والثانية عوامل Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ ØŒ وبعد أن عرÙنا مدى ما Ù„ØØ±ÙƒØ© سيد الشهداء (عليه السّلام) من دور مهم ÙÙŠ سعادة الناس , ÙØ¥Ù†Ù‘نا Ø³ÙˆÙ Ù†Ù„ØªÙØª إلى أن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ لا تØÙ‚Ù‚ Ùينا Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© تلك الوقعة , وتذكّرها لا تقودنا إلى ÙØ¹Ù„ مشابه Ù„ÙØ¹Ù„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ولا تØÙ…لنا على Ø§Ù‚ØªÙØ§Ø¡ أثره إلاّ إذا تØÙ‚Ù‚ ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ ØŒ ثمّ على أساسه نغدو مشتاقين للقيام بما يشبه ذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ , إذاً تØÙ‚Ù‚ مثل هذا الأمر ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙŠÙ† من العوامل .
وجلسات Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق والخطابة ØªÙˆÙØ± لنا Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الأولى من تلك العوامل ØŒ أي إنها تزوّدنا بالمعار٠اللازمة ØŒ لكن لا بدّ لنا من Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الثانية ØØªÙ‘Ù‰ يتم من خلالها تنمية العواط٠وتقوية المشاعر . ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ذاتها دوراً ÙÙŠ تذكّر ودراسة الواقعة ØŒ لكن الدور الأساس تنهض به الاÙمور التي لها تأثير مباشر على العواط٠والمشاعر ØŒ ÙˆÙŠÙ„Ø§ØØ¸ ذلك عندما تعاد صياغة مشهد معين , ويتأمّل المرء ÙÙŠ ذلك المشهد عن كثب Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا يختل٠كثيراً عمّا لو اكتÙÙ‰ بسماعه Ùقط .
ونستطيع Ù†ØÙ† تجربة هذا الأمر Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ Ø› إذ نجد Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Ù‹ كبيراً بين شيء عرÙنا أنه قد تØÙ‚ّق أو سو٠يتØÙ‚Ù‚ , لكننا لم نشاهد وقوعه ØŒ وشيء شاهدنا بأعيننا تØÙ‚قه ØŒ Ùمثلاً Ù†ØÙ† نعلم جميعاً بوجود اÙناس كثيرين Ù…ØØ±ÙˆÙ…ين ÙÙŠ هذه المدينة , ولكن رؤية إنسان Ù…ØØ±ÙˆÙ… يعيش ØØ§Ù„Ø© مثيرة للشÙقة يمكنها أن تترك Ùينا أثراً لا يمكن أن تتركة Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© المجردة عن النظر والمشاهدة . عندما يشاهد الإنسان ØØ§Ù„Ø© مريض أو Ø·ÙÙ„ يتيم مثيرة للرقة ÙØ¥Ù†Ù‘ هذه المشاهدة تترك أثراً ÙÙŠ روØÙ‡ لا تتركها Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù„ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ .
إنّ هذا الموضوع يمكننا تجربته ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ , ويمكننا أيضاً أن Ù†Ù„Ø§ØØ¸Ù‡ ÙÙŠ المصادر الدينية .
ÙˆÙÙŠ هذا المضمار نشير إلى قصة واردة ÙÙŠ القرآن الكريم ØªØµÙ„Ø Ø£Ù† تكون مثالاً على ما ذكرناه : ÙÙ†ØÙ† نعلم أن النبي موسى (عليه السّلام) قد Ø¯ÙØ¹ÙŠÙŽ Ù…Ù† قبل الله تعالى إلى جبل الطور ليعبد الله تعالى هناك ØŒ وقيل لقومه : إنّ موسى (عليه السّلام) سو٠يبقى هناك شهراً من الزمان ØŒ لكن إرادة الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قد اقتضت أن يبقى هناك أربعين يوماً ØŒ يقول تعالى : {وَوَاعَدْنَا Ù…Ùوسَى ثَلَاثÙينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا Ø¨ÙØ¹ÙŽØ´Ù’رÙ} [الأعرا٠: 142] ولم يكن بنو إسرائيل عالمين بهذه الليالي العشر الإضاÙية ØŒ وقد كان هذا اختباراً لهم Ø› ليتبيّن مدى تمسكهم بإيمانهم . ولما انتهت الليالي الثلاثون جاء بنو إسرائيل إلى هارون (عليه السّلام) Ù€ وهو Ø®Ù„ÙŠÙØ© موسى (عليه السّلام) Ù€ وسألوه عن سبب عدم عودة أخيه , ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ بأننا منتظرون , وسو٠يعود سريعاً ØŒ ÙˆÙÙŠ اليوم التالي لم يعد موسى (عليه السّلام) ØŒ Ùكرروا السؤال عنه ØŒ وبدأ هاجس Ø§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙŠÙ„ÙˆØ Ø¹Ù†Ø¯Ù‡Ù… بالاÙÙÙ‚ ØŒ ÙØ¸Ù†ÙˆØ§ أن تأخّر موسى يعني أنه تركهم وذهب إلى ØØ§Ù„ سبيله ØŒ ÙØ§Ø³ØªØºÙ„Ù‘ السامري هذه Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© Ø› ÙØµÙ†Ø¹ لهم عجلاً ودعا الناس إلى عبادته قائلاً : {هَذَا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‡ÙÙƒÙمْ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ„ÙŽÙ‡Ù Ù…Ùوسَى} [طه : 88] لقد خدعهم مدّعياً أنّ هذا العجل الذي صنعته لكم إله موسى الذي دعاه للمناجات ÙÙŠ جبل الطور والذي بعث موسى بالرسالة إلى الناس ØŒ Ùوقع كثير من بني إسرائيل ساجدين لهذا العجل , وراØÙˆØ§ يعبدونه . ÙØ£ÙˆØÙ‰ الله تعالى إلى موسى (عليه السّلام) مخبراً إياه بما جرى لقومه (بنو إسرائيل) , وأنهم قد عبدوا العجل خلال غيبته عنهم ÙÙŠ هذه الليالي العشر ØŒ وقد سمع موسى (عليه السّلام) بهذا النبأ ولكنه لم يبد٠رد ÙØ¹Ù„ عليه .
انتهت الليالي الأربعون وعاد موسى (عليه السّلام) إلى بني إسرائيل وهو ÙŠØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø£Ù„ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ÙˆÙŠØ© التي Ø£Ùنزلت عليه لكي يدعو الناس إلى طاعة الله تعالى والعمل بالشريعة النازلة إليهم ØŒ عندما ØØ¶Ø± موسى (عليه السّلام) بينهم ونظر إليهم وهم يعبدون العجل تغيّر وضعه , واستولى عليه الغضب ØŒ قال تعالى ÙÙŠ ذلك : {وَأَلْقَى الْأَلْوَاØÙŽ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ®ÙŽØ°ÙŽ Ø¨ÙØ±ÙŽØ£Ù’س٠أَخÙÙŠÙ‡Ù ÙŠÙŽØ¬ÙØ±Ù‘Ùه٠إÙلَيْهÙ} [الأعراÙ: 150] ØŒ إذ سأل أخاه هارون معترضاً عليه قائلاً : لماذا Ø³Ù…ØØª للناس أن يسلكوا سبيل الضلال , {Ø£ÙŽÙَعَصَيْتَ أَمْرÙÙŠ} [طه : 93]
ولا Ù†ØØªØ§Ø¬ هنا إلى إكمال بقية القصة Ø› لأنّ شاهدنا هو هذا القسم ØŒ ومنها يعلم Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الكبير بين العلم Ù„ÙˆØØ¯Ù‡ وبين المشاهدة .
إنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ كان قد أخبر موسى (عليه السّلام) بما جرى على قومه من عبادة العجل ØŒ ولم يكن لدى موسى (عليه السّلام) أدنى شك ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ« ذلك Ø› لأنّ المخبر هو الله تعالى أصدق الصادقين ØŒ وعندما سمع بذلك الخبر لم تبد٠عليه آثار الغضب ØŒ لكن لمّا شاهد ما جرى باÙمّ٠عينيه أبدى تأثّره بالصورة المذكورة .
Ùما نبتغيه هو بيان Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والمشاهدة .
إنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قد خلق الإنسان على هيئة بØÙŠØ« يتأثّر بالشيء الذي يراه تأثّراً لا يمكن أن ÙŠØØµÙ„ من خلال سماعه لذلك الشيء أو علمه به Ø› ÙØ¥Ø°Ø§ قمنا Ù†ØÙ† بإعادة صياغة بعض مشاهد يوم عاشوراء Ù€ سواء أكان ذلك ÙÙŠ الإطار التقليدي أم باستخدام الأساليب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© Ù€ وأخرجناها بصورة تمثيل أو Ùلم يجسّم للناس Ø£ØØ¯Ø§Ø« ذلك اليوم الرهيب ÙØ¥Ù†Ù‘ لهذه المشاهد آثاراً لا تدانيها آثار الأقوال والمعلومات التي تعكس Ù†ÙØ³ الموضوع .
وقد جرّب أكثرنا نماذج لهذا الموضوع مراراً ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ ÙØ³Ù…ع ØÙˆØ§Ø¯Ø« عاشوراء مكرّرة واستقرت ÙÙŠ ذهنه ØŒ وعلم كي٠استشهد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ذلك اليوم ØŒ ولكن هل هذه المعلومات Ù„ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ تجري الدموع من عينيه ØŸ
أمّا إذا ØØ¶Ø± Ø£ØØ¯Ù†Ø§ ÙÙŠ مجلس العزاء وبدأ الخطيب يقرأ الرثاء , ولا سيما إذا كان الشعر رائعاً والصوت ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ , واستغرق بصورة جذابة ÙÙŠ بيان قصة كربلاء , ÙØ³ÙˆÙ لن يتمالك Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وسيجهش بالبكاء من دون اختيار . إنّ هذا Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب يؤثّر ÙÙŠ ØªØØ±ÙŠÙƒ المشاعر بصورة أكبر بكثير من تأثير الاطّلاع ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØŒ Ùما ÙŠÙØ±Ù‰ أكثر تأثيراً مما ÙŠÙØ³Ù…ع .
ومقصدنا من هذه Ø§Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØØ§Øª هو أننا علاوة على كوننا لا بدّ أن نعر٠لماذا نهض الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ ولماذا استشهد مظلوماً ØŸ لا بدّ أيضاً أن ØªÙØ¹Ø§Ø¯ صياغة هذا الموضوع بشكل Ø£ÙØ¶Ù„ Ø› بØÙŠØ« نسمع تلك Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ونشاهدها لتستثار عواطÙنا ومشاعرنا بشكل قوي ØŒ وكلما كانت هذه المشاهد أكثر تاثيراً ÙÙŠ إثارة مشاعرنا وعواطÙنا ÙØ¥Ù†Ù‘ ØØ§Ø¯Ø«Ø© عاشوراء ØªØµØ¨Ø Ø£Ø¹Ù…Ù‚ تأثيراً ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ .
وبناءً على هذا ÙØ¥Ù†Ù‘ مجرد Ø§Ù„Ø¨ØØ« والدراسة العلميّة لواقعة عاشوراء لا يمكن أن يقوم بالدور الذي تقوم به مجالس العزاء ØŒ Ùلا بدّ من توÙير مشاهد ÙÙŠ المجتمع ØªØØ±Ùƒ مشاعر الناس . مثلاً أنّ خروج الإنسان من بيته ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… الأول من شهر Ù…ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ومشاهدته السواد قد عمّ شوارع المدينة , والأعلام السود قد انتشرت Ùيها ØŒ ÙÙ†ÙØ³ هذا التغيير ÙÙŠ الوضع العام ÙŠØØ±Ù‘Ùƒ القلوب ويهزّ المشاعر .
صØÙŠØ أن الناس يعلمون أنّ غداً هو اليوم الأول من شهر Ù…ØØ±Ù… ØŒ ولكنْ لمشاهدة الاعلام السود أثرٌ ÙÙŠ قلوبهم لا يستطيع أن يوجده ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… مجرد العلم بأن غداً هو بداية شهر Ù…ØØ±Ù… .
إنّ تشكيل هيئات العزاء بذلك الØÙ…اس الخاص يمكن أن تكون له آثار لا ÙŠØÙ‚قها أي عمل آخر , Ùلا بدّ من إيجاد مثل هذا العامل ÙÙŠ المجتمع كي ÙŠØ¯ÙØ¹ الناس إلى Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© بهذه الصورة من الØÙ…اس والرغبة , ويØÙ‚Ù‚ هذا العشق المقدّس ليجعل الناس يتسابقون ÙÙŠ طلب الشهادة .
وقد أثبتت هذه الاÙمور جدارتها بشكل رائع خلال ثلاثة عشر قرناً ÙÙŠ إثارة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±ÙŠØ© لدى الجماهير Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© , ولعل أقرب مصداقين ÙÙŠ زماننا Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± هما انتصار الثورة الإسلاميّة ÙÙŠ إيران ØŒ وانتصارات ØØ²Ø¨ الله ÙÙŠ جنوب لبنان Ø› إذ كان Ù„Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© المنبثقة من العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ± الرئيس ÙÙŠ إذكاء Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø§Ø¯Ø© Ø› ولأجل ذلك قال السيد الخميني (رØÙ…Ù‡ الله) : (كلّ٠ما لدينا من Ù…ØØ±Ù… ÙˆØµÙØ±) .
ولو قلنا : إنّ هذا العامل غير متوÙّر ÙÙŠ أي مدرسة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ , ÙˆÙÙŠ أي مجتمع آخر لما جانبنا الØÙ‚يقة .