شبهات و ردود

السؤال الثاني الذي يمكن أن نستخلصه من تحليل السؤال الأول هو : إنّ إحياء ذكرى عاشوراء ليس منحصراً في البكاء واللطم على الصدور ورفع الأعلام السود , وإقامة مجالس العزاء إلى منتصف الليل ، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الأعمال في النهار ، ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ هذه الاُمور تستتبع أضراراً اقتصاديّة ، بينما يمكننا إحياء هذه الذكرى بشكل تترتب عليه أضرار اقتصاديّة واجتماعيّة أقل ؟
إنّ هذا السؤال نطرحه على أساس هذا الفرض , وهو : إنّ الوضع الروحي لكثير من الناس ينسجم أكثر مع الاُمور الماديّة والاقتصاديّة ، واهتمام الناس منصب على هذه الاُمور أكثر من غيرها ، وحينئذ يقيّم هؤلاء الحوادث على أساس ما لها من منافع أو أضرار ماديّة واقتصاديّة .
ونحن نفترض أنّ هذا التساؤل قد اختلج في نفس شاب لم تكتمل بعد تربيته الدينية ، فقد يخطر على باله أنّ هذه المجالس تستتبع أضراراً اقتصاديّة بسبب قلة الانتاج ؛ نتيجة ضياع الوقت ؛ إذ إنّ سهر الناس في إقامة العزاء إلى منتصف الليل يفقدهم القدرة على العمل في اليوم التالي ؛ وعلى هذا فإنّ المجتمع سيعيش ولمدة شهرين في حالة ارتخاء لكي يتم إحياء هذه الحادثة ، بينما توجد هناك سبل اُخرى لإحياء واقعة عاشوراء ، مثل إقامة جلسات البحث وتنظيم الندوات وما شابه ذلك ، ومن خلال متابعة البحث والنقاش يتم إحياء هذه الحادثة للناس .
وبكلام مختصر فإنه يقال : سلّمنا بأنّ إحياء ذكرى عاشوراء وما جرى على الإمام الحسين بن علي (عليهما السّلام) يرجع بالنفع لنا ، وله آثار ممتازة في مجتمعنا ؛ فإنه يطرح سؤال ثانٍ وهو : لماذا لا بدّ أن يتم هذا الإحياء بهذه الصورة ونحن نلاحظ في كل أرجاء العالم أنّ الشعوب التي تريد إحياء ذكرى عظمائها فإنها تعقد الندوات ومجالس البحث والنقاش ؛ فلماذا نصرّ نحن على إحياء ذكرى عاشوراء بهذه الصورة ؟
ويتلخص الجواب على هذا السؤال بأنّ البحث حول شخصية سيد الشهداء (عليه السّلام) ، وتنظيم الندوات والمحاضرات ، وكتابة المقالات , وأمثال هذه الأعمال الثقافية والعلميّة هي اُمور نافعة وضرورية , وتجري في مجتمعنا ببركة إقامة العزاء على سيد الشهداء (عليه السّلام) ؛ إذ يتم من خلال إقامة العزاء البحث والتحقيق حول هذه الاُمور ويستفيد الناس معارفاً قيمه في هذا المجال .
إنّ هذه النشاطات ضرورية في مجالها , ولكن هل هي كافية لكي ننتفع بشكل كامل من حادثة عاشوراء , أم هناك أمور أخرى ضرورية أيضاً مثل إقامة العزاء في مجاله الخاص ؟
إنّ الجواب على هذا السؤال يتوقف على القيام بتحليل نفسي للإنسان لمعرفة العوامل المؤثرة في سلوكه الواعي ,وهل إنّ المؤثر في سلوك الإنسان هو عامل المعرفة فحسب ، أم هناك عوامل أخرى تؤثر في بلورة هذا السلوك ؟
عندما نتأمل في سلوكنا ندرك أنّ هناك ـ على أقل تقدير ـ طائفتين من العوامل تنهض بالدور الرئيس في هذا المضمار :
الطائفة الأولى : عوامل المعرفة ، ويكون تأثيرها من بعد أن يفهم الإنسان شيئاً ويتقبله . ومن البديهي أن يستدل على الموضوع المطلوب بما يتناسب معه من الأدلة ؛ فإن كان الموضوع عقلياً ـ كما في الفلسفة ـ استدل عليه بأدلة عقليّة ، وإن كان الموضوع تجريبياً ـ كما في الكيمياء والفيزياء ـ استدل عليه بأدلة تجريبية ، و ... إلخ .
ومن الواضح جداً أنّ للمعرفة تأثيراً كبيراً في سلوكنا ,ولكنها ليست هي العامل الوحيد , بل هناك عوامل اُخرى لعل تأثيرها في سلوكنا أكبر من عامل المعرفة .
وتسمى هذه العوامل بـ (الدوافع أو الأحاسيس أو العواطف أو الميول أو الرغبات) ، إنّها مجموعة من العوامل الباطنية النفسيّة المؤثّرة في سلوكنا كلما قمت بتحليل سلوكك ـ سواء أكان السلوك المتعلق بالحياة الفردية أم الحياة العائليّة أم الحياة الاجتماعيّة أم الحياة السياسيّة ـ فستلاحظ أن الأمر الأساس الذي دفعك للقيام بذلك السلوك هو هذه البواعث والعوامل المحركة .
ويوجد في هذا المجال تشبيه لطيف ؛ حيث يشبّه السلوك الإنساني بالسيارة التي تسير في ظلمة الليل ، فهي تحتاج إلى عاملين لتتحرك : أحدهما الطاقة الميكانيكية للسيارة حتّى تتيسر لها الحركة بواسطتها ، والعامل الآخر هو أنه لا بدّ للسيارة أيضاً من مصباح يُضاء به الطريق حتّى لا تقع السيارة في المطبات والحفر والمزالق الخطيرة .
فلو فرضنا أنّ السيارة تتحرك في تلك الأجواء , فحتّى لو كانت ماكنتها تعمل بشكل جيد وتنتج طاقة ميكانيكيّة كافية فإنّ سائقها إذا لم يرَ الطريق فلعلّه يواجه مخاطر عظيمة , ويتعرض لحادثة قد تودي بحياته مع جميع الركّاب . وكذا الأمر في سلوك الإنسان , فهو بحاجة إلى لونين من العوامل :
أحدهما : لا بدّ من توفّره في أعماقه حتّى يبعثه ويحركه , ويوفر له الرغبة في الفعل كي يشتاق إليه يوماً ويقوم به .
والثاني : لا بدّ أن يعرف لماذا يجب القيام بهذا الفعل ؟ ما الفائدة من هذا الفعل بالنسبة إليه ؟ وكيف ينبغي انجازه ؟
إنّ هذه الأسئلة وأمثالها هي من جملة عوامل المعرفة ؛ فعلينا إذاً أن نتأمل في مثل هذه العوامل ونتعرّف عليها ؛ إمّا عن طريق التجربة , وإمّا عن طريق الاستدلال .
ومن الضروري الرجوع إلى المصادر المناسبة للفعل الذي نريد القيام به لكي نظفر بالمعارف اللازمة , [أي العامل الأول] ، لكن المعرفة وحدها غير كافية لتدفعنا نحو الحركة ، وإنما نحن بحاجة إلى عامل نفسي آخر ليبعثنا نحو ذلك الفعل ويقودنا إلى إنجازه ، ومثل هذه العوامل يطلقون عليها اسم الدوافع النفسيّة ، ولها أسماء اُخرى كالأحاسيس والعواطف وغير ذلك .
فلو عرف الإنسان بصورة يقينيّة أنّ غذاءً ما مفيد لجسمه فإنّه لن يندفع لتناوله ما لم تتحرك الرغبة في نفسه لذلك الغذاء ويشتهيه ، فلو فرضنا أنّ الرغبة قد انعدمت عند شخص , أو أنه ابتلي ـ والعياذ بالله ـ بمرض لا يكون معه راغباً في شيء ، فمهما قيل له : إنّ هذا الغذاء نافع لجسمك فإنه لا يتحرك لتناوله , إذاً بالإضافة إلى المعرفة لا بدّ من وجود الرغبة والدافع في أعماق الإنسان .
والقضايا الاجتماعيّة والسياسية لها نفس هذا الحكم ، فحتّى لو عرف الشخص أنّ هناك حركة اجتماعيّة حسنة ونافعة فإنه لا يتحرك نحوها ما لم يكن هناك دافع للقيام بتلك الحركة ، وحتّى لو صرّح ذلك الشخص نفسه بأن القيام بهذه الحركة حسن لكنه لا بدّ له من دافع وعامل يحركه للقيام بذلك الفعل .
ثمَّ بعد أن عرفنا وسلّمنا بأنّ السلوك والحركات الإنسانيّة الواعية تحتاج إلى طائفتين من العوامل ؛ إحداهما عوامل المعرفة , والثانية عوامل العواطف والأحاسيس ، وبعد أن عرفنا مدى ما لحركة سيد الشهداء (عليه السّلام) من دور مهم في سعادة الناس , فإنّنا سوف نلتفت إلى أن المعرفة وحدها لا تحقق فينا الحركة ومعرفة تلك الوقعة , وتذكّرها لا تقودنا إلى فعل مشابه لفعل الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ولا تحملنا على اقتفاء أثره إلاّ إذا تحقق في أنفسنا الدافع ، ثمّ على أساسه نغدو مشتاقين للقيام بما يشبه ذلك الفعل , إذاً تحقق مثل هذا الأمر يحتاج إلى طائفتين من العوامل .
وجلسات البحث والتحقيق والخطابة توفر لنا الطائفة الأولى من تلك العوامل ، أي إنها تزوّدنا بالمعارف اللازمة ، لكن لا بدّ لنا من الطائفة الثانية حتّى يتم من خلالها تنمية العواطف وتقوية المشاعر . ومن الواضح أنّ للمعرفة ذاتها دوراً في تذكّر ودراسة الواقعة ، لكن الدور الأساس تنهض به الاُمور التي لها تأثير مباشر على العواطف والمشاعر ، ويلاحظ ذلك عندما تعاد صياغة مشهد معين , ويتأمّل المرء في ذلك المشهد عن كثب ؛ فإنّ هذا يختلف كثيراً عمّا لو اكتفى بسماعه فقط .
ونستطيع نحن تجربة هذا الأمر بأنفسنا ؛ إذ نجد اختلافاً كبيراً بين شيء عرفنا أنه قد تحقّق أو سوف يتحقق , لكننا لم نشاهد وقوعه ، وشيء شاهدنا بأعيننا تحققه ، فمثلاً نحن نعلم جميعاً بوجود اُناس كثيرين محرومين في هذه المدينة , ولكن رؤية إنسان محروم يعيش حالة مثيرة للشفقة يمكنها أن تترك فينا أثراً لا يمكن أن تتركة المعرفة المجردة عن النظر والمشاهدة . عندما يشاهد الإنسان حالة مريض أو طفل يتيم مثيرة للرقة فإنّ هذه المشاهدة تترك أثراً في روحه لا تتركها المعرفة لوحدها .
إنّ هذا الموضوع يمكننا تجربته في حياتنا , ويمكننا أيضاً أن نلاحظه في المصادر الدينية .
وفي هذا المضمار نشير إلى قصة واردة في القرآن الكريم تصلح أن تكون مثالاً على ما ذكرناه : فنحن نعلم أن النبي موسى (عليه السّلام) قد دُعيَ من قبل الله تعالى إلى جبل الطور ليعبد الله تعالى هناك ، وقيل لقومه : إنّ موسى (عليه السّلام) سوف يبقى هناك شهراً من الزمان ، لكن إرادة الله سبحانه قد اقتضت أن يبقى هناك أربعين يوماً ، يقول تعالى : {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [الأعراف : 142] ولم يكن بنو إسرائيل عالمين بهذه الليالي العشر الإضافية ، وقد كان هذا اختباراً لهم ؛ ليتبيّن مدى تمسكهم بإيمانهم . ولما انتهت الليالي الثلاثون جاء بنو إسرائيل إلى هارون (عليه السّلام) ـ وهو خليفة موسى (عليه السّلام) ـ وسألوه عن سبب عدم عودة أخيه , فأجاب بأننا منتظرون , وسوف يعود سريعاً ، وفي اليوم التالي لم يعد موسى (عليه السّلام) ، فكرروا السؤال عنه ، وبدأ هاجس الخوف يلوح عندهم بالاُفق ، فظنوا أن تأخّر موسى يعني أنه تركهم وذهب إلى حال سبيله ، فاستغلّ السامري هذه الفرصة ؛ فصنع لهم عجلاً ودعا الناس إلى عبادته قائلاً : {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} [طه : 88] لقد خدعهم مدّعياً أنّ هذا العجل الذي صنعته لكم إله موسى الذي دعاه للمناجات في جبل الطور والذي بعث موسى بالرسالة إلى الناس ، فوقع كثير من بني إسرائيل ساجدين لهذا العجل , وراحوا يعبدونه . فأوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السّلام) مخبراً إياه بما جرى لقومه (بنو إسرائيل) , وأنهم قد عبدوا العجل خلال غيبته عنهم في هذه الليالي العشر ، وقد سمع موسى (عليه السّلام) بهذا النبأ ولكنه لم يبدِ رد فعل عليه .
انتهت الليالي الأربعون وعاد موسى (عليه السّلام) إلى بني إسرائيل وهو يحمل الألواح السماوية التي أُنزلت عليه لكي يدعو الناس إلى طاعة الله تعالى والعمل بالشريعة النازلة إليهم ، عندما حضر موسى (عليه السّلام) بينهم ونظر إليهم وهم يعبدون العجل تغيّر وضعه , واستولى عليه الغضب ، قال تعالى في ذلك : {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} [الأعراف: 150] ، إذ سأل أخاه هارون معترضاً عليه قائلاً : لماذا سمحت للناس أن يسلكوا سبيل الضلال , {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} [طه : 93]
ولا نحتاج هنا إلى إكمال بقية القصة ؛ لأنّ شاهدنا هو هذا القسم ، ومنها يعلم الفرق الكبير بين العلم لوحده وبين المشاهدة .
إنّ الله سبحانه كان قد أخبر موسى (عليه السّلام) بما جرى على قومه من عبادة العجل ، ولم يكن لدى موسى (عليه السّلام) أدنى شك في حدوث ذلك ؛ لأنّ المخبر هو الله تعالى أصدق الصادقين ، وعندما سمع بذلك الخبر لم تبدُ عليه آثار الغضب ، لكن لمّا شاهد ما جرى باُمِّ عينيه أبدى تأثّره بالصورة المذكورة .
فما نبتغيه هو بيان الفرق بين المعرفة والمشاهدة .
إنّ الله سبحانه قد خلق الإنسان على هيئة بحيث يتأثّر بالشيء الذي يراه تأثّراً لا يمكن أن يحصل من خلال سماعه لذلك الشيء أو علمه به ؛ فإذا قمنا نحن بإعادة صياغة بعض مشاهد يوم عاشوراء ـ سواء أكان ذلك في الإطار التقليدي أم باستخدام الأساليب الحديثة ـ وأخرجناها بصورة تمثيل أو فلم يجسّم للناس أحداث ذلك اليوم الرهيب فإنّ لهذه المشاهد آثاراً لا تدانيها آثار الأقوال والمعلومات التي تعكس نفس الموضوع .
وقد جرّب أكثرنا نماذج لهذا الموضوع مراراً في حياته ، فسمع حوادث عاشوراء مكرّرة واستقرت في ذهنه ، وعلم كيف استشهد الإمام الحسين (عليه السّلام) في ذلك اليوم ، ولكن هل هذه المعلومات لوحدها تجري الدموع من عينيه ؟
أمّا إذا حضر أحدنا في مجلس العزاء وبدأ الخطيب يقرأ الرثاء , ولا سيما إذا كان الشعر رائعاً والصوت حزيناً , واستغرق بصورة جذابة في بيان قصة كربلاء , فسوف لن يتمالك نفسه ، وسيجهش بالبكاء من دون اختيار . إنّ هذا الاُسلوب يؤثّر في تحريك المشاعر بصورة أكبر بكثير من تأثير الاطّلاع والمعرفة ، فما يُرى أكثر تأثيراً مما يُسمع .
ومقصدنا من هذه التوضيحات هو أننا علاوة على كوننا لا بدّ أن نعرف لماذا نهض الإمام الحسين (عليه السّلام) ؟ ولماذا استشهد مظلوماً ؟ لا بدّ أيضاً أن تُعاد صياغة هذا الموضوع بشكل أفضل ؛ بحيث نسمع تلك الأحداث ونشاهدها لتستثار عواطفنا ومشاعرنا بشكل قوي ، وكلما كانت هذه المشاهد أكثر تاثيراً في إثارة مشاعرنا وعواطفنا فإنّ حادثة عاشوراء تصبح أعمق تأثيراً في حياتنا .
وبناءً على هذا فإنّ مجرد البحث والدراسة العلميّة لواقعة عاشوراء لا يمكن أن يقوم بالدور الذي تقوم به مجالس العزاء ، فلا بدّ من توفير مشاهد في المجتمع تحرك مشاعر الناس . مثلاً أنّ خروج الإنسان من بيته في صباح اليوم الأول من شهر محرم الحرام ومشاهدته السواد قد عمّ شوارع المدينة , والأعلام السود قد انتشرت فيها ، فنفس هذا التغيير في الوضع العام يحرّك القلوب ويهزّ المشاعر .
صحيح أن الناس يعلمون أنّ غداً هو اليوم الأول من شهر محرم ، ولكنْ لمشاهدة الاعلام السود أثرٌ في قلوبهم لا يستطيع أن يوجده في أنفسهم مجرد العلم بأن غداً هو بداية شهر محرم .
إنّ تشكيل هيئات العزاء بذلك الحماس الخاص يمكن أن تكون له آثار لا يحققها أي عمل آخر , فلا بدّ من إيجاد مثل هذا العامل في المجتمع كي يدفع الناس إلى الحركة بهذه الصورة من الحماس والرغبة , ويحقق هذا العشق المقدّس ليجعل الناس يتسابقون في طلب الشهادة .
وقد أثبتت هذه الاُمور جدارتها بشكل رائع خلال ثلاثة عشر قرناً في إثارة الروح الثورية لدى الجماهير الحسينيّة , ولعل أقرب مصداقين في زماننا الحاضر هما انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران ، وانتصارات حزب الله في جنوب لبنان ؛ إذ كان للروح الحسينيّة المنبثقة من العزاء الحسيني الدور الرئيس في إذكاء روح الشهادة ؛ ولأجل ذلك قال السيد الخميني (رحمه الله) : (كلُّ ما لدينا من محرم وصفر) .
ولو قلنا : إنّ هذا العامل غير متوفّر في أي مدرسة اُخرى , وفي أي مجتمع آخر لما جانبنا الحقيقة .