ها قد اكتملت اليوم السنة الثانية والعشرون من عمري, ولا زلت أواصل دراستي التي أهواها كثيراً ÙÙŠ ÙØ±Ø¹ التاريخ, لكنني أشعر Ù€ وبثقة تامة Ù€ أنّ عقلي أكبر بكثير من هذا السن, بل لا أبالغ لو قلت: إن لي عقلاً كعقل الشيوخ, لكن همتي وعنÙواني وبØÙ…د الله همة الشباب وعنÙوانه, ولا أنكر أنّ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ عمق تÙكيري وسعة عقلي يرجع إلى الله تعالى الذي رزقني ذلك الصديق الصدوق... أجل إنه صديقي الØÙ…يم (سعيد), بل أخي الذي يكبرني بخمس عشرة سنة, لكنه لم ÙŠÙØ´Ø¹Ø±Ù†ÙŠ ÙŠÙˆÙ…Ø§Ù‹ بأنه أكبر مني.
أجل أعطاني (سعيد) من تجاربه وعقله النيّر ما استطعت به أن اختزل الزمن, ولا أخطأ لو قلت: إنه معلمي ÙÙŠ مدرسة الØÙŠØ§Ø©, وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ØÙŠØ« يقول: (من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل لها Ùهو الصديق الشÙيق).
ولا أنسى ØÙŠÙ† لقيته قبل سبع سنين تقريباً ÙÙŠ مسجد Ù…ØÙ„تنا بعد صلاتي الظهر والعصر, ÙˆÙ„ÙØª انتباهي ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ ما عليه من الوقار والهيبة وقلة الكلام.
ولا أنسى ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ إذ كان Ø§Ù„ØØ§Ø¬ (ØØ³ÙŠÙ†) خادم المسجد يومها منهمكا ÙÙŠ اكساء المسجد بالقماش الأسود وتثبيته على الجدران, ÙØªØ³Ø§Ø¡Ù„نا Ùيما بيننا - وكنا ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ شباباً ÙÙŠ مقتبل العمر- لماذا يقوم Ø§Ù„ØØ§Ø¬ (ØØ³ÙŠÙ†) بهذا العمل؟
لماذا سيرتدي مسجدنا قميصه الأسود؟
بل علينا Ù€ Ù†ØÙ† أيضاً Ù€ أن نلبس ثياباً سوداء؛ لأن شهر Ù…ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… قد أقبل؛ Ùلماذا سنقوم بهذا العمل؟
كما ستبدأ بعد يومين مجالس العزاء واللطم على الصدور, وسيعم البكاء ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† والسهر إلى منتص٠الليالي؛ Ùلماذا كل هذا؟
لقد أجاب Ø£ØØ¯ Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© ÙÙŠ ØÙ„قتنا التي عقدناها ÙÙŠ المسجد قائلاً : ألا تعلمون أن كل هذا لأجل مصاب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) الذي هو ابن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) Ø› إذ إنه قتل مع أهل بيته ÙˆØµØØ¨Ù‡ , ÙˆØ³ÙØ¨ÙŠØª نساؤه ÙÙŠ مثل هذه الأيام قبل أكثر من 1360 سنة , ÙÙ†ØÙ† Ù†ØÙŠÙŠ Ù‡Ø°Ø§ المصاب الأليم اكراماً لهم.
وقال آخر : سمعت أبي يقول : إنّ المسلمين جميعاً رووا أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØÙŠÙ†Ù…ا أخبره جبرائيل بأنه سيقتل ÙÙŠ كربلاء , وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعظمته بكى على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قبل شهادته Ùكي٠بنا Ù†ØÙ† المسلمون المأمورون باتباع النبي؟!
وتابع أبي كلامه قائلاً: إنّ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ø¨Ù† عباس رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ المنام يوم قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)Ø› أشعث أغبر معه قارورة Ùيها دم يلتقطه , قال (ابن عباس): يا رسول الله ما هذا؟ , قال : (دم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ لم أزل اتتبعه منذ اليوم).
وقال آخر : إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء هو من اØÙŠØ§Ø¡ أمر أهل البيت عليهم السلام الذي ذكرته الروايات , كما هو اØÙŠØ§Ø¡ لأمر الدين الØÙ†ÙŠÙ.
أما أنا Ùمع كوني لا أشك ÙÙŠ هذه الأجوبة وعظمتها لكنني كنت Ø£ØØ¨ الاطلاع أكثر ÙØ£ÙƒØ«Ø±, ÙØ§Ø±ØªØ³Ù…ت على ناظريّ علامات القبول الممزوجة بشيء من Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø± طالباً للمزيد.
كان (سعيد) Ù€ ذلك الإنسان الرائع Ù€ جالساً يترقب ما نقول , وما أن وقعت عيني على عينيه ÙÙŽÙ‡ÙÙ…ÙŽ ما ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ, وقد ساعده على هذه Ø§Ù„ØµÙØ© تخصصه ÙÙŠ علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الذي مزجه مع إيمانه, Ùكان نوراً على نور, إذ إنه أكمل دراسته الجامعية ÙÙŠ هذا الاختصاص.
قام (سعيد) من مقامه وتقدم Ù†ØÙˆÙ†Ø§ بخطوات متئدة وهو بادي البسمة قائلاً:
عذراً أيّها الإخوة الأعزاء لقد سمعت ØØ¯ÙŠØ«ÙƒÙ… لا عن ÙØ¶ÙˆÙ„ منّي Ùهل تأذنوا لي بمشاركتكم؟
تهللت وجوهنا جميعاً إذ لم ÙŠÙØ¹Ù‡Ø¯ من (سعيد) أن شاركنا يوماً ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ØŒ وكم كنّا نتمنى أن نتعرّ٠عليه من قرب , لكن ÙØ§Ø±Ù‚ السن بيننا ÙŠØØ¬Ø²Ù†Ø§ عن ذلك, Ùقلنا جميعاً : على Ø§Ù„Ø±ØØ¨ والسعه أيّها الأخ الكبير.
Ùقال : اسمي سعيد وبيتي ÙÙŠ الجهة المقابلة لمØÙ„تكم.
ÙØ¨Ø§Ø¯Ø±ØªÙ‡ قائلاً : Ù†ØÙ† نعرÙÙƒ من مواظبتك على صلاة الجماعة ÙˆÙ†ØØ¨ أن نتعر٠عليك , أما Ù†ØÙ† : ÙØ£Ù†Ø§ اسمي (Ù…ØÙ…د) , وهذا جاري وصديقي (ياسر) , وهذا جارنا (ØØ³Ù†), وهذا (كمال).
ÙØªØ¨Ø³Ù‘Ù… سعيد قائلاً : لقد سمعت أسئلتكم ØÙˆÙ„ عاشوراء ومراسم العزاء ÙÙŠ Ù…ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…, وسمعت الأجوبة عليها, Ùهل ترغبون أن نواصل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŸ
قلنا كلّنا معاً : أجل لا بأس , Ùهو ØØ¯ÙŠØ« ممتع ونØÙ† لم نوسعه علماً.
قال: استميØÙƒÙ… عذراً , إنّ أسئلتكم المتقدمة ØÙˆÙ„ اقامة عزاء سيد الشهداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام) يمكن لي أن أقسمها إلى أربعة أسئلة, تعميقاً للموضوع, ولكن دعوني أبدأ بمقدمة مختصرة ÙØ£Ù‚ول :
بعث الله تعالى نبيه Ù…ØÙ…داً (صلى الله عليه وآله وسلم) لهداية الناس وارشادهم إلى طريق الØÙ‚ والسعادة ÙÙŠ الدنيا والآخرة, ولقد ØØ¯Ù‘د الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أركان الهداية بأمرين لا ثالث لهما وهما : (كتاب الله , وعترته أهل بيته).
وهذا مما اتÙÙ‚ عليه المسلمون ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الصØÙŠØ بل المتواتر عند الجميع الذي قال Ùيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا أيّها الناس إني قد تركت Ùيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا Ø› كتاب الله , وعترتي أهل بيتي).
لكن أغلب الأمة Ù€ مع الأس٠ـ تركت أهل البيت ولم تتمسك بهم , وبذلك Ùقد ÙØ§Ø±Ù‚ت ركناً أساسياً من ركني الهداية , الأمر الذي أدى إلى ظهور Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù ÙÙŠ المجتمع بصورة تدريجية , ÙØµØ§Ø±Øª ÙØ±ÙŠØ¶Ø© الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر والتي هي من أهم الواجبات الدينية ØØ¨Ø±Ø§Ù‹ على ورق , من دون أن يجرأ Ø£ØØ¯ على تطبيقها أو Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عنها , Ùوصل الأمر إلى أن يعتلي منصة الØÙƒÙ… ويتربع على عرش الدولة أمثال يزيد بن معاوية, الشارب للخمر, والمتجاهر بالمعاصي والكبائر من الذنوب ØØªÙ‰ أن الله تعالى بتر عمره ولم ÙŠØÙƒÙ… إلا ثلاث سنين, ÙÙÙŠ الأولى قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) , ÙˆÙÙŠ الثانية هجم على المدينة المنورة وقتل أكثر من سبعين ØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Ù‹ وسبعمائة تابعي ÙÙŠ وقعة (Ø§Ù„ØØ±Ø©), ÙˆÙÙŠ الثالثة ØØ§ØµØ± الكعبة ورماها بالمنجنيق Ùهدمها.
المهم Ù€ يا أخوتي Ù€ إنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عندما رأى أنّ معاوية بن أبي سÙيان نصّب ولده يزيد Ø®Ù„ÙŠÙØ© على المسلمين قام بثورته العظيمة ليأمر بالمعرو٠وينهى عن المنكر , ÙˆÙŠØØ±Ùƒ ضمير الأمة؛ ليعيد شجرة الإسلام غضة طرية, يسري ÙÙŠ عروقها تعاليم النبي Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه وآله وسلم) , Ùنراه ينادي ØÙŠÙ† خروجه إلى كربلاء : (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ ولا ظالماً , إنّما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ أمة جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) , أريد أن آمر بالمعرو٠وأنهى عن المنكر...).
ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أن ÙŠØ±ÙØ¹ بدمه ودم أولاده وأخوته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ علماً للهداية, ومناراً لكل من ينشد Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙŠØ±ÙØ¶ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والظلم عبر الأجيال.
أما الأسئلة الأربعة التي Ùهمتها من سؤالكم المتقدم Ùهي :
أولاً : السؤال الأول.
تابع سعيد ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ قائلاً :
أما السؤال الأول Ùهو: لماذا يجب اØÙŠØ§Ø¡ ذكرى ØØ§Ø¯Ø«Ø© وقعت قبل أكثر من (1360) عاماً؟ Ùهي واقعة وقعت ÙÙŠ زمن قديم طوته الأيام والسنون, Ùما المسوغ لإعادة ذكرها ÙÙŠ الوقت Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŸ
والجواب على هذا السؤال ليس بالأمر الصعب Ø› إذ إنه ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„ÙƒÙ„ من يتأمل قليلاً Ø£Ùلا ترون أن تعظيم الØÙˆØ§Ø¯Ø« الماضية ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…ها من الأمور التي دأبت عليها جميع الأمم على وجه الأرض, سواء أكانت تلك الØÙˆØ§Ø¯Ø« مرتبطة بأشخاص كان لهم دور ÙÙŠ التقدم العلمي للمجتمع كالعلماء والمخترعين, أم كانت متعلقة بأشخاص كان لهم دور ÙÙŠ انقاذ مجتمعاتهم سياسياً واجتماعياً؛ ÙØ¥Ø¹Ø§Ø¯Ø© ذكرهم إنّما هو من باب Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ù† بالجميل لهذه الشخصيات , ÙˆØ¹Ø±ÙØ§Ù† الجميل من الأمور Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠØ© التي أوجدها الله تعالى ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشرية, Ùكل ÙˆØ§ØØ¯ منا ÙŠØØªØ±Ù… من Ø£ØØ³Ù† إليه وخدمه.
كما يمكننا Ù€ أيّها الشباب Ù€ أن نقول: إنّ الØÙˆØ§Ø¯Ø« العظيمة التي ØØ¯Ø«Øª ÙÙŠ تاريخ أي مجتمع لها آثار لا يمكن أن تÙنكر لمستقبل ذلك المجتمع, ÙØªØ¬Ø¯ÙŠØ¯ الذكرى لهذه الØÙˆØ§Ø¯Ø« هو ÙÙŠ واقعه اعادة قراءة لتلك الØÙˆØ§Ø¯Ø« كي ÙŠÙ†ØªÙØ¹ الناس بها, بل إنّ Ù…ØØ§ÙƒØ§Ø© تلك Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© له من البركات أضعا٠ما يكون Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© ØÙŠÙ† وقوعها.
ونØÙ† Ù€ أيّها الأعزاء Ù€ نعتقد بأن ØØ§Ø¯Ø«Ø© عاشوراء ØØ§Ø¯Ø«Ø© عظيمة ÙÙŠ تاريخ الإسلام ولها دورٌ أساسيٌ ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯ طريق الهداية للناس , وتمييز الØÙ‚ من الباطل , لذا ÙØ¥Ù†Ù‘ ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§ بركات لا ØªØØµÙ‰ على مجتمعنا ÙÙŠ هذا العصر.
ثانياً: السؤال الثاني : أما السؤال الثاني الذي يمكن أن نستمده من سؤالكم الأصلي المتقدم ØÙˆÙ„ جدوى إقامة الشعائر ÙÙŠ عاشوراء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùهو :
أننا لا نشك ÙÙŠ أن اØÙŠØ§Ø¡ ذكرى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لها Ùوائد جمّة للمجتمع , ولكن ألا يمكن أن Ù†ØÙŠÙŠ Ø°ÙƒØ±Ù‰ عاشوراء بطريقة أخرى غير هذه الطرق Ø§Ù„Ù…ØªØ¹Ø§Ø±ÙØ©ØŸ إذ إن إقامة الشعائر لا ÙŠÙ†ØØµØ± ÙÙŠ البكاء واللطم ولبس السواد والبقاء إلى منتص٠الليالي, وما يتبع ذلك من إضاعة٠للأعمال الذي يستتبعه أضراراً اقتصادية ÙÙŠ البلد؛ لأن من يسهر الليل سيضع٠ـ ØØªÙ…اً Ù€ عن العمل ÙÙŠ النهار؛ Ùلماذا لا نقيم بدل كل ذلك جلسات علمية أو نعقد مؤتمرات أو ندوات وما شابهها ÙˆÙÙŠ ذلك تذكير للناس بمصيبة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مع أقل ما يمكن من الأضرار؟!
هنا سكت سعيد عن كلامه.
أما Ù†ØÙ† Ùلم تزل أعيننا متجهة Ù†ØÙˆ وجهه , وجالت Ø£Ùكارنا ØªØ¨ØØ« عن جواب لمثل هذا السؤال , مع علمنا مسبقاً أن الجواب ØØ§Ø¶Ø± عند سعيد , لكن لا ندري بم سيجيب.
قطع سعيد سلسله Ø£Ùكارنا وظنوننا بقوله :
أخوتي الكرام: إنّ الجواب على هكذا سؤال ÙŠØØªØ§Ø¬ قليلاً من Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Øª والانتباه ÙØ£Ø±Ø¬Ùˆ أن تصغوا إلي جيداً :
إن الجواب على هذا السؤال ÙŠØØªØ§Ø¬ منا أن نرجع قليلاً إلى علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ØŒ لنتعر٠من خلاله على جانب بسيط من (Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الإنسانية)ØŒ ولنرى هل أن العوامل التي تؤثر ÙÙŠ السلوك الاختياري للإنسان ØªÙ†ØØµØ± Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ùقط , أي بكلام أبسط : هل العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ù…ا هما المؤثران ÙÙŠ سلوك الإنسان ØŒ أم أن السلوك ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى عامل آخر غير العلم؟
ÙÙ†ØÙ† Ù€ يا أخوتي Ù€ عندما نقوم بعمل ما Ù†Ù„Ø§ØØ¸ أن هناك أمرين Ø¯ÙØ¹Ø§Ù†Ø§ إلى هذا العمل أو السلوك :
الأمر الأول : هو Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أو العلم ØŒ أي بعد أن علمنا Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© من هذا العمل وأدركناها عقلاً باستدلال عقلي أو تجربة أو ما شاكل ذلك من الطرق الأخرى , لكن Ù€ يا أخوتي Ù€ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ ليست كاÙية Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒÙ†Ø§ Ù†ØÙˆ أداء العمل المعين ØŒ بل هناك عامل آخر وهو :
الأمر الثاني : - يعبر عنه بـ (العواطÙ) أو (الميول) أو (Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³) أو (Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹)ØŒ Ùهذه تساهم ÙÙŠ ØªØØ±ÙŠÙƒÙ†Ø§ Ù†ØÙˆ هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ أو السلوك المعين سواء كان هذا العمل سياسياً أم اجتماعياً أم...
Ùهذان العاملان أشبه ما يكونا بسيارة ØªØªØØ±Ùƒ ÙÙŠ الظلام الدامس , Ùهي ØªØØªØ§Ø¬ إلى ضوء يسترشد سائقها به ÙÙŠ طريقه , لئلا يقع ÙÙŠ الØÙر أو ÙÙŠ Ø³ÙØ جبل مثلاً , إلا أن الضوء ÙˆØØ¯Ù‡ لا يكÙÙŠ Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ السيارة Ùهي Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى Ù…ØØ±Ùƒ (طاقة ميكانيكية) Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒÙ‡Ø§, ÙˆÙ†ÙØ³ الأمر موجود ÙÙŠ الإنسان , Ùهو Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙÙŠ سلوكه Ø› ليتعر٠على الضار ويميزه عن Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹ , لكن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ لا تكÙÙŠ إذ ÙŠÙØªÙ‚ر الإنسان Ù€ مع Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ Ù€ إلى Ù…ØØ±Ùƒ ÙŠØ¯ÙØ¹Ù‡ للقيام بالأعمال.
ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ±Ùƒ هو العامل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ùˆ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© , Ùمثلاً لو علم شخصٌ أن طعاماً ما Ù…Ùيد له جداً لكن لا توجد عنده الشهية الكاملة لأكله, ØÙŠÙ†Ø¦Ø° لن يستطيع أكله مع علمه Ø¨ÙØ§Ø¦Ø¯ØªÙ‡ لبدنه.
إذن لابدّ من ØªÙˆÙØ± Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ والميل كي ÙŠØØµÙ„ الأكل.
ÙØªØ¹Ø§Ù„وا معي - يا أعزائي - نطبق ما توصلنا إليه على قضيتنا التي هي Ù…ØÙˆØ± الكلام , وهي : قضية عاشوراء , ÙØ¨Ø¹Ø¯ أن عرÙنا الدور المهم الذي أدته ØØ±ÙƒØ© سيد الشهداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ سعادة البشرية , وانها ميزت بين الØÙ‚ والباطل ÙˆÙƒØ´ÙØª زيغ الباطل وتجرده عن كل القيم الإنسانية Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ هذه Ù„ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ لا تØÙزنا لأداء أعمال مشابهة للأعمال التي قام بها سيد الشهداء (عليه السلام) , بل إن هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© تكون مؤثرة متى ما كان معها Ø¯Ø§ÙØ¹ ÙŠØ¯ÙØ¹Ù†Ø§ Ù†ØÙˆ ذاك العمل, ÙØ§Ù„مؤتمرات والندوات والجلسات العلمية ممكن أن ØªÙˆÙØ± لنا عنصر Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ùقط، لكننا Ù†ØØªØ§Ø¬ إلى عامل آخر كي تثمر تلك Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©.
والجواب Ø³ÙŠØªØ¶Ø Ø£ÙƒØ«Ø± Ùيما لو عملنا مقارنة بين ØØ§Ø¯Ø«Ø© رأيناها رأي العين وأخرى سمعنا بها Ùقط, كما لو سمعنا أن ÙÙŠ مدينتنا شخصاً معدماً Ùقيراً Ùهل سنتأثر كما لو كنا رأينا ذلك الÙقير بملابسه الرثه القديمة, وبجسمه النØÙŠÙ Ø§Ù„Ø´Ø§ØØ¨, وعلامات الانكسار والØÙŠØ§Ø¡ بادية على قسمات وجهه , ماداً يده , سائلاً العون من الناس؟
ÙØ§Ù„له تعالى خلق الإنسان بشكل تؤثر Ùيه المشاهدة أكثر من النقل والسماع , ÙØ¥Ø°Ø§ جسدنا واقعة كربلاء بالطريقة Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© - كما Ù†ÙØ¹Ù„ اليوم Ù€ ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا سيترك أثراً أعمق مما تتركه Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الواقعة والعلم بها Ùقط.
أما الأضرار الاقتصادية Ù€ التي هي ÙÙŠ ØÙ‚يقتها ليست بأضرار, بل هي Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ اقتصادية ÙØ¶Ù„اً عن كونها روØÙŠØ© ومعنوية Ù€ ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ لا تعادل شيئاً ÙÙŠ إقامة هذه الشعائر, ÙØÙØ¸ الدين ÙˆØÙظ رسالة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) , ومنهجه ÙÙŠ الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر والذب عن ØÙŠØ§Ø¶ الدين لا يساوي شيئاً مهما غلى ثمنه.
هنا بدت البسمة على Ø´ÙØ§Ù‡Ù†Ø§ جميعاً من هذا الجواب القيم والدقيق, وتمنينا لو يكمل (سعيد) كلامه، وأدركنا بغيتنا ØÙŠÙ†Ù…ا رأينا سعيداً يستمر بالكلام قائلاً:
أيّها Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø©: كلّنا نعلم بواقعة كربلاء ونعلم الكثير من ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ØŒ Ùˆ لكن أسألكم : هل يكÙÙŠ هذا العلم ÙÙŠ اجراء دموعنا وبكائنا وظهور ØØ²Ù†Ù†Ø§ØŸ! كلنا : كلا.. كلا.. لا يكÙÙŠ ذلك.
قال سعيد : لكن انظروا عندما Ù†ØØ¶Ø± مجالس العزاء ويقرأ الخطيب جزءاً من الواقعة , ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ وبلا اختيار نبدأ بالبكاء, كما لو أن Ø£ØØ¯Ù†Ø§ Ùقد أباه أو أخاه، خصوصاً إذا كان صوت الخطيب شجياً وعليه Ù…Ø³ØØ© ØØ²Ù† , واستطاع أن يصور الواقعة تصويراً جيداً.
إذن , ÙØ§Ù„علم ÙˆØØ¯Ù‡ لا يكÙÙŠ بل لا بد أن نسمع أو نشاهد مشاهد من تلك الواقعة بشكل ملموس , كي نستشعر القضية بصورة أعمق , وهذا سيؤدي إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØÙ‚يقة عاشوراء ÙˆØªØØ±ÙŠÙƒ المشاعر Ù†ØÙˆÙ‡Ø§, مما يؤدي بالمجتمع إلى الانتهال من نبع ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) والسير على نهجها.
وبهذا نعر٠أن Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي ÙˆØØ¯Ù‡ والندوات ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ لا يمكن أن تؤدي دور الشعائر , بل لابدّ من أن توجد بعض المشاهد التي ØªØØ±Ùƒ عواطÙنا , ÙØ§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ منّا إذا
خرج ØµØ¨Ø§ØØ§Ù‹ من داره ÙÙŠ اليوم الأول من شهر Ù…ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ورأى معالم Ø§Ù„ØØ²Ù† والأعلام السود قد Ø±ÙØ¹Øª على Ø³Ø·ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø²Ù„, ÙØ¥Ù†Ù‘ ذلك سيترك أثراً ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ لا يشبه الأثر الذي يتركه مجرد العلم بأنه غداً سيكون اليوم الأول من شهر Ù…ØØ±Ù… وكذا مواكب اللطم والعزاء.
إلى هنا Ø£ØµØ¨Ø ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لكم Ù€ أيّها الأعزاء Ù€ أن تخليد ذكرى عاشوراء له دورٌ مهمٌ ÙÙŠ إيجاد عامل آخر غير Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعلم, وهذا العامل (Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© والميل) له تأثير مهم ÙÙŠ ØªØØ±ÙŠÙƒ الإنسان Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام).
ÙØ§Ù„جواب على السؤال أن نقول : إن الإنسان لا ØªØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ùقط, بل إن Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© لها دورٌ أساسيٌ أيضا ÙÙŠ ØªØØ±ÙŠÙƒÙ‡, وهذه Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© لابدّ من تقويتها ØØªÙ‰ تؤدي دورها والذي يقوي Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© هو اØÙŠØ§Ø¡ الشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ©.
ثالثاً : السؤال الثالث : وبعد ÙØ§ØµÙ„٠قصير من الصمت ابتدأنا (سعيد) قائلاً:
أرجو أن لا أكون أطلت عليكم Ùهل ترون أن نؤجل بقية كلامنا للغد؟
Ùقلنا جميعاً: كلا.. كلا.. لم تطل، ونرجو منك أن تتابع الكلام ÙˆØªØØ¯Ø«Ù†Ø§ عن السؤال الثالث الذي Ùهمته من كلامنا ØÙˆÙ„ الشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ©.
Ùقال (سعيد) : أما السؤال الثالث الذي تضمنه سؤالكم السابق Ùهو:
لماذا البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) , ÙØ§Ù„بكاء ليس هو الطريق الوØÙŠØ¯ لإثارة عواط٠الناس ÙˆØ£ØØ§Ø³ÙŠØ³Ù‡Ø§ , بل هناك Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور ØŒ وممكن أن تثار بهما Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ©, Ùلماذا خصوص البكاء ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ÙÙŠ المراسيم والشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ©ØŸ! بل لماذا اللطم وضرب الصدور؟ لماذا لا Ù†ØØªÙÙ„ ونوزع الØÙ„وى بين الناس لأجل ذلك؟
Ùماذا تقولون أنتم ÙÙŠ جواب هذا السؤال؟
ÙØ³Ø¨Ù‚ت أنا Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ÙˆÙ‚Ù„Øª : Ù†ØÙ† نعلم بالوجدان أن الضØÙƒ غير مناسب ÙÙŠ مثل هذه المناسبات لكنني لا أعلم الجواب الدقيق لذلك.
Ùقال (سعيد): لقد اقتربت ÙÙŠ كلامك من الجواب , ولكن الأدق أن يقال : إن Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ لها أنواع Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© , وهذا أمر ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى دليل ÙÙ†ØÙ† نعلم أن الإنسان يضØÙƒ ÙÙŠ ØØ§Ù„ات Ø§Ù„ÙØ±Ø ويبكي ÙÙŠ ØØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ²Ù† , ويتألم ÙÙŠ ØØ§Ù„ الألم Ùˆ... إلى ما شاء الله من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³, وإثارة أي نوع من Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© لابدّ أن يكون مناسباً لتلك Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø©, Ùلا يمكن للإنسان أن يبكي بكاءً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ويقول: أنا ØØ²ÙŠÙ† وأبكي لأنني ÙØ±ØØ§Ù† , كما لا يمكنه أن يضØÙƒ ÙÙŠ ØØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ²Ù†!!
ÙØ§Ù„مهم إن نوع Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© يتناسب مع نوع Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© , ÙØ´Ù‡Ø§Ø¯Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأهل بيته ÙˆØµØØ¨Ù‡ ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© المهولة التي أعطت أعظم الدروس ÙÙŠ التضØÙŠØ© من أجل العقيدة والمبدأ لا يناسبها Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور؛ لأنها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ØØ§Ø¯Ø«Ø© Ù…ØØ²Ù†Ø© ومؤلمة, غاية Ø§Ù„ØØ²Ù† والألم Ùلابدّ Ùيها من Ø¹Ø§Ø·ÙØ© تلائهما , ولابدّ من القيام بعمل يثير ØØ²Ù† الناس, ويجري دموعهم, ÙˆÙŠÙØ±Ø³ العشق والØÙ…اس ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ قلوبهم والشيء الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© هو إقامة مراسم العزاء والبلاء , بينما السرور والضØÙƒ لا يستطيع أن ينهض بهذا الدور.
إن الضØÙƒ لا يخلق من الإنسان إنساناً طالباً للشهادة.
ولا يعبّد الطريق أمامه كي يتØÙ…Ù„ أعباء آلام ومصاعب Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ التي ØªÙØ±Ø¶ على المؤمنين. إن مثل هذه الأمور ØªØØªØ§Ø¬ إلى عشق نابع من البكاء والØÙ…اس ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù‚Ø© وسبيل ذلك هو إقامة مجلس العزاء.
رابعاً : السؤال الرابع : بقي سؤال ÙˆØ§ØØ¯ كان بودي أن الØÙ‚Ù‡ بالأسئلة السابقة من الممكن أن يثار وبالخصوص ÙÙŠ زماننا هذا, زمن المغالطات والتلاعب Ø¨Ø§Ù„Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ لتØÙ‚يق الأغراض.
Ùلقائل أن يقول : آمنّا معكم بأن تاريخ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) تاريخ مشرق يجب تخليده, ولابدّ من إقامة العزاء ÙÙŠ ذكراه, إلا أنكم ÙÙŠ عزائكم هذا ØªÙØ¹Ù„ون أمراً آخر وهو أنكم تلعنون أعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقتلته, وهذا Ø¥ØØ³Ø§Ø³ سلبي لا يصنع
منّا أناساً Ù…ØªØØ¶Ù‘رين, ÙØ¹Ù„ينا أن نتعامل مع جميع الناس بوجه ØØ³Ù†Ø› بالابتسام إليهم ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ù…Ø¹Ù‡Ù… , ÙØ§Ù„مجتمع اليوم لا يستسيغ هذه الأعمال , علماً أن الإسلام دين Ù…ØØ¨Ø© ÙˆØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ±ØÙ…Ø© ÙˆØ±Ø£ÙØ©ØŸ
والجواب على ذلك : إن من ÙŠØ·Ø±Ø Ù‡ÙƒØ°Ø§ Ø£Ùكار إن كان جاهلاً وينطق عن جهله Ùمن السهولة اجابته إلاّ أن الكثير ممّن ÙŠØ·Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ الأÙكار إنّما لهم أغراض خاصة أو يريدون تنÙيذ ما يخطّطه الآخرون, لكننا Ù†ÙØªØ±Ø¶ أن السؤال سؤال علمي, Ùلابدّ ØÙŠÙ†Ø¦Ø° من الاجابة عليه بصورة علمية , مهما كان مصدره, ويمكن الإجابةً عليه بأن نقول :
إنّ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشرية كما أنها لا ØªØØªÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ العلم Ùقط بل لابدّ لها من Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© أو Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³, Ùهي ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت لا ØªØØªÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ الإيجابية Ùقط, بل ضمت Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ سلبيه كذلك، Ùكما أن Ø§Ù„ÙØ±Ø قد غرس Ùينا Ùكذلك Ø§Ù„ØØ²Ù† , ÙØ§Ù„له تعالى أوجد Ùينا قابلية الضØÙƒ كما أوجد قابلية البكاء ØŒ ولكل منهما دور ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الإنسان, ÙÙ†ØÙ† Ù†ØØªØ§Ø¬ إلى الضØÙƒ ÙÙŠ Ù…ØÙ„Ù‡, ÙˆÙ†ØØªØ§Ø¬ إلى البكاء ÙÙŠ Ù…ØÙ„Ù‡, ÙØ¥Ø°Ø§ عطلنا Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ عطلنا جزءاً من وجودنا ÙˆØ³ÙŠØµØ¨Ø Ø®Ù„Ù‚Ù‡ Ùينا لغواً ØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù.
كما أن الله تعالى خلق Ùينا Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© لنبرزها للآخرين الذين يخدموننا أو Ù„Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الذين يملكون كمالاً ما، سواء كان كمالاً جسدياً أو روØÙŠØ§Ù‹ أو عقلياً, ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا يتعر٠المرء على إنسان يمتلك كمالاً ما ÙØ¥Ù†Ù‡ ينجذب إليه, كما يوجد ÙÙŠ الإنسان شيء يقابل Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© موجود ÙÙŠ ÙØ·Ø±ØªÙ‡ وهو البغض والعداوة, يبرزه الإنسان لمن أراد به السوء والأذى, وهذا أمر ÙØ·Ø±ÙŠ.
وليس هناك عدو أعدى من الذي يريد سلب الدين عن الإنسان, Ùهذا العدو هو أشد الأعداء ضراوة؛ لأنه يريد سلب السعادة الأبدية من الإنسان, قال الله تعالى : { Ø¥Ùنَّ الشَّيْطَانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ عَدÙوٌّ ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠عَدÙوًّا} [ÙØ§Ø·Ø±: 6] , ÙØ§Ù„شيطان عدو لنا Ø› لأنه يريد سلب ديننا عنّا , ولا يمكن ÙÙŠ ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ أن Ù†ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ الشيطان , وإذا ØØ¯Ø« أن ØªØµØ§Ù„Ø Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† مع الشيطان ÙØ³ÙŠÙ†Ù‚لب ذلك الإنسان Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ويصير شيطاناً, ÙØ¥Ù† كان لابدّ من Ù…ØØ¨Ø© أولياء الله وعباده المخلصين , Ùلابدّ ØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù من معاداة أعداء الله Ø› لأن الإنسان إذا لم يعاد أعداء الله ويبغضهم Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„ØªØ¯Ø±ÙŠØ¬ منهم , ويكون سلوكه كسلوكهم , وسيقبل أعمالهم ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„هم وأقوالهم , نتيجة لمعاشرته لهم.
أنظروا Ù€ يا أخواني Ù€ إلى القرآن ماذا يقول : { ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ رَأَيْتَ الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ®ÙوضÙونَ ÙÙÙŠ آيَاتÙنَا ÙÙŽØ£ÙŽØ¹Ù’Ø±ÙØ¶Ù’ عَنْهÙمْ} [الأنعام : 68] , يعني أترك الذين يهينون الدين ويستهزئون به.
ثم يقول ÙÙŠ موضع آخر إن من لا يقبل Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© السابقة ÙØ¥Ù† الله تعالى سيلØÙ‚Ù‡ بأولئك المستهزئين المهينين للدين , قال الله تعالى : {Ø¥Ùنَّ اللَّهَ Ø¬ÙŽØ§Ù…ÙØ¹Ù الْمÙنَاÙÙÙ‚Ùينَ وَالْكَاÙÙØ±Ùينَ ÙÙÙŠ جَهَنَّمَ جَمÙيعًا } [النساء : 140], ÙØ¹Ù‚اب كل من Ø£ØØ¨ الذين يستهزئون بالدين أن ÙŠØØ´Ø± يوم القيامة مع المناÙقين.
وكلا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين المستهزئ والمناÙÙ‚ ÙÙŠ النار , والسبب ÙˆØ§Ø¶Ø , لأن من ÙŠØØ¨ ويودّ المستهزئ بالدين المستهين به ÙØ¥Ù†Ù‡ بالتدريج سيتأثر بأÙكاره وكلامه, ÙˆØÙŠÙ†Ø¦Ø° Ø³ÙŠÙØØ¯Ø« كلامه شكاً ÙÙŠ Ù†ÙØ³ ذلك Ø§Ù„Ù…ØØ¨, وإذا ØØ¯Ø« الشكّ ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ مع كونه يظهر الإسلام ÙØ³ÙŠÙƒÙˆÙ† ذلك Ù†ÙØ§Ù‚اً Ø› لأن Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ هو إظهار شيء من واقع ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§.
Ù„Ø§ØØ¸ÙˆØ§ أعزائي جسم الإنسان Ùهو مركب على هيئة بØÙŠØ« يستطيع أن يجذب المواد المÙيدة إليه لغرض البناء والنمو, ÙˆÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت هو مجهّز بنظام Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ ÙŠØ·Ø±Ø¯ الميكروبات والجراثيم ويقاومها ويطردها إلى الخارج , وإذا ضع٠هذا النظام Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ ÙˆØªØºÙ„Ø¨Øª الجراثيم Ùهذا سيؤدي إلى الموت ØØªÙ…اً، Ùلا يمكن أن نقول : إن هذه الجراثيم والميكروبات ضي٠عزيز على الجسم يجب استقباله ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…Ù‡ والترØÙŠØ¨ به Ø› لأن ÙÙŠ ذلك هلاكاً للجسم.
وهذه سنة إلهيّة Ùقد جعل الله تعالى لكل كائن ØÙŠ Ù†Ø¸Ø§Ù…ÙŠÙ† Ø› نظاماً للجذب وآخر Ù„Ù„Ø¯ÙØ¹, نظاماً لجذب الأمور المÙيدة, وآخر Ù„Ø¯ÙØ¹ وطرد الأمور المضرة والخطرة وكذا الآخر ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الإنسان وروØÙ‡, Ùهكذا استعداد لكلا الأمرين موجود Ùيها Ø¨Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© ØØªÙ‰ تستقيم Ø§Ù„Ù†ÙØ³, Ùلابدّ من عامل جذب Ù†ÙØ³ÙŠ Ù†ØªÙ‚Ø¨Ù„ به Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ المÙيدين لنا, ونتقرب إليهم, ونتعلم منهم, ÙˆÙÙŠ المقابل لابدّ من عامل Ø¯ÙØ¹ وطرد نعادي به Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ المضرين لمصير المجتمع , قال الله تعالى ÙÙŠ وص٠نبيه إبراهيم (عليه السلام): {قَدْ كَانَتْ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø£ÙØ³Ù’وَةٌ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ ÙÙÙŠ Ø¥ÙØ¨Ù’رَاهÙيمَ وَالَّذÙينَ Ù…ÙŽØ¹ÙŽÙ‡Ù Ø¥ÙØ°Ù’ قَالÙوا Ù„ÙقَوْمÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّا Ø¨ÙØ±ÙŽØ¢Ø¡Ù Ù…ÙنْكÙمْ ÙˆÙŽÙ…Ùمَّا ØªÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùونَ Ù…Ùنْ دÙون٠اللَّه٠كَÙَرْنَا بÙÙƒÙمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكÙم٠الْعَدَاوَة٠وَالْبَغْضَاء٠أَبَدًا ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ØªÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠وَØÙ’دَهÙ} [الممتØÙ†Ø© : 4] , ÙØ§Ù„قرآن ÙŠØØ«Ù†Ø§ على التأسي بإبراهيم (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡, إذ إن النبي إبراهيم (عليه السلام) له منزلة خاصة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإسلامية, بل إنّه هو الذي أطلق اسم الإسلام على ديننا {Ù‡ÙÙˆÙŽ سَمَّاكÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ³Ù’Ù„Ùمينَ Ù…ÙÙ† قَبْلÙ}(2), Ùلننظر ماذا ÙØ¹Ù„ إبراهيم (عليه السلام) مع قومه الذين عادوه ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡, وأخرجوهم من ديارهم ØÙŠØ« قالوا لهم : {Ø¥Ùنَّا Ø¨ÙØ±ÙŽØ¢Ø¡Ù Ù…ÙنْكÙمْ} [الممتØÙ†Ø© : 4] أي إنهم أعلنوا البراءة منهم ومن Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم.
ولم يكتÙ٠إبراهيم (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بذلك بل قالوا لهم: {ÙƒÙŽÙَرْنَا بÙÙƒÙمْ} [الممتØÙ†Ø© : 4] , ÙØ§Ù„ذي Ù†ÙØ¹Ù„Ù‡ Ù†ØÙ† بلعننا لأعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأعداء الإسلام إنما هو تأس٠بإبراهيم (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , والقرآن يأمرنا بذلك ويقول : أعلنوا براءتكم من أعداء الدين, Ùليس من الصØÙŠØ أن يكون الإنسان مبتسماً على الدوام مع كل Ø£ØØ¯ ÙˆÙÙŠ كل الظرو٠, بل عليه Ù€ ÙˆÙÙŠ بعض المواق٠ـ أن يكون عبوساً مع كل من يريد هدم الدين , أو يريد أن يعادي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ويسعى إلى تقويض أهدا٠ثورته.
ÙØ¥Ø°Ø§ لم نعاد من يعادون ديننا ÙØ³ÙˆÙ ننجذب بالتدريج إليهم, ثم Ù†ØµØ¨Ø ÙŠÙˆÙ…Ø§Ù‹ بعد يوم منهم, ونكون Ù†ØÙ† أعداء للدين.
المسألة المهمة Ù€ أيّها الإخوة Ù€ التي عليَّ أن أبينها هنا ولا يمكنني Ø§ØºÙØ§Ù„ها هو : إنّه لابدّ أن نتعر٠بالدقة على موارد الجذب وموارد Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹Ø› لأنها ÙÙŠ كثير من الموارد تختلط بعضها ببعض, بل قد ØªØµØ¨Ø Ø¹Ù„Ù‰ العكس, Ùنقوم Ø¨Ø¯ÙØ¹ ما يجب جذبه أو جذب ما يجب Ø¯ÙØ¹Ù‡ , Ùمثلاً لو أن شخصاً كان ÙŠØÙ…Ù„ Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… خاطئة (أي أنه جذب ما يجب Ø¯ÙØ¹Ù‡) ثم بينّا له خطأه واقتنع ورجع عن خطائه Ùمثل هذا الشخص لا يصØÙ‘ أن نعاديه, إذ مجرد ارتكاب الشخص لذنب معين لا ÙŠØµØ Ø£Ù† نعاديه ÙˆÙ†Ø±ÙØ¶Ù‡ من المجتمع؛ لأنه مريض ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى علاج.
أما الشخص المتعمد والذي يروّج Ø§Ù„ÙØØ´Ø§Ø¡ والمنكر ويعلن عداوته لأولياء الله ÙÙØ¹Ù„Ù‡ هذا خيانة وخبث, ÙØ¹Ù„ينا أن نعاديه ÙˆÙ†Ø¯ÙØ¹Ù‡.
ÙØªÙ„خص أعزائي مما تقدم: إن اØÙŠØ§Ø¡ مراسم عاشوراء هو تجديد Ù„ØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) , Ù„Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© منها Ø¨Ø£ÙØ¶Ù„ ما يمكننا Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ØªÙ‡ , ولا يمكن أن نكتÙÙŠ بالبØÙˆØ« والندوات العلميّة, لأن الإنسانية Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى عواط٠تسير جنباً إلى جنب مع العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©, كجناØÙŠ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦Ø± Ùلا يكÙÙŠ Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا, كما لا يصØÙ‘ أن نستقبل عاشوراء Ø¨Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور Ø› لأنها لا تتناسب مع الطبيعة المأساوية المروعة ليوم عاشوراء , وبالتالي Ùكما يجب السلام على أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØØ¨Ù‡
وتوليه يجب أيضا البراءة من أعدائه ولعنهم ولعن جميع أعداء الدين, Ùلا يمكننا أن نستÙيد من بركات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما لم Ù†Ø²Ø Ø£Ø¹Ø¯Ø§Ø¡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§, ÙØ¥Ù† ÙØ¹Ù„نا ذلك صرنا ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙŠÙ†.