لماذا هاجر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من المدينة ØŸ
قوله عزّ مَنْ قائل : {Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ تَوَÙَّاهÙم٠الْمَلَائÙكَة٠ظَالÙÙ…ÙÙŠ أَنْÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ قَالÙوا ÙÙيمَ ÙƒÙنْتÙمْ قَالÙوا ÙƒÙنَّا Ù…ÙØ³Ù’تَضْعَÙÙينَ ÙÙÙŠ الْأَرْض٠قَالÙوا أَلَمْ تَكÙنْ Ø£ÙŽØ±Ù’Ø¶Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ø³ÙØ¹ÙŽØ©Ù‹ ÙَتÙÙ‡ÙŽØ§Ø¬ÙØ±Ùوا ÙÙيهَا ÙÙŽØ£ÙولَئÙÙƒÙŽ مَأْوَاهÙمْ جَهَنَّم٠وَسَاءَتْ مَصÙيرًا * Ø¥Ùلَّا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ³Ù’تَضْعَÙÙينَ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬ÙŽØ§Ù„Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù†Ù‘ÙØ³ÙŽØ§Ø¡Ù وَالْوÙلْدَان٠لَا يَسْتَطÙيعÙونَ ØÙيلَةً وَلَا يَهْتَدÙونَ سَبÙيلًا * ÙÙŽØ£ÙولَئÙÙƒÙŽ عَسَى اللَّه٠أَنْ يَعْÙÙÙˆÙŽ عَنْهÙمْ وَكَانَ اللَّه٠عَÙÙوًّا غَÙÙورًا } [النساء: 97 - 99].
الهجرة لغة : عبارة عن ترك بلد الإقامة إلى غيره والانتقال من الوطن لآخر .
وهي تارة تكون واجبة ÙˆØ§ÙØ®Ø±Ù‰ تكون Ù…Ø¨Ø§ØØ© وربّما تكون Ù…ØØ±Ù‘مة ØØ³Ø¨ اختلا٠الغاية من الهجرة والنتائج المترتّبة عليها Ø› Ù…Ùنْ باب أنّ المقدّمة تتبع لديها ÙÙŠ الØÙƒÙ… الشرعي . ÙØ¥Ø°Ø§ كانت الهجرة لغرض طلب علم ضروري أو أداء واجب أو التخلّص Ù…ÙÙ† ارتكاب Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙØ§Ù„هجرة ØÙŠÙ†Ø¦Ø° واجبة وتركها يوجب اللوم والعقاب كما ÙÙŠ الآية الكريمة السابقة Ø› ØÙŠØ« نزلت ÙÙŠ لوم جماعة من المسلمين الذين تخلّÙوا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ مكّة ولمْ يهاجروا إلى المدينة Ùكانوا مضطهدين ÙÙŠ مكّة Ù…Ùنْ قبل قريش ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ودينهم بعيدين عن Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأØÙƒØ§Ù… والآيات التي كانت تنزل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جاهلين بشرائع الإسلام ÙˆØªÙØ§ØµÙŠÙ„Ù‡ Ùكانوا بذلك مقصّرين ومعاقبين ØØ³Ø¨ ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¢ÙŠØ© الكريمة السابقة .
وهذا الØÙƒÙ… Ø³Ø§Ø±Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ÙˆÙ„ بالنسبة إلى كلّ مسلم يعيش ÙÙŠ بلد ÙŠÙØ¶Ø·Ù‡Ø¯ Ùيه ولا يسعه القيام بواجباته ومسؤولياته ولا ÙŠØØµÙ„ Ùيه على ØÙ‚وقه المشروعة ÙØ¥Ù†Ù‘ الواجب عليه أنْ يهاجر إلى ØÙŠØ« العلم والأمان ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© الدينية وإلاّ Ùهو من الأعراب المذمومين ÙÙŠ الكتاب والسنة Ø› لأنّ الأعرابي ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ø¹ÙŠ هو : كلّ مَنْ يعيش ÙÙŠ بلد جاهلاً لا يمكنه Ùيه التعلّم والعمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ‚ÙŠØ§Ù…Ù‡ بمسؤولياته الشخصية والاجتماعية ... .
قال تعالى : {قَالَت٠الْأَعْرَاب٠آمَنَّا Ù‚Ùلْ لَمْ ØªÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ Ù‚ÙولÙوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخÙل٠الْإÙيمَان٠ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙƒÙمْ ...} [Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 14]
[ وقال تعالى : ] {الْأَعْرَاب٠أَشَدّ٠كÙÙْرًا ÙˆÙŽÙ†ÙÙَاقًا وَأَجْدَر٠أَلَّا يَعْلَمÙوا ØÙدÙودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهÙ} [التوبة: 97] .
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠: ستة أصنا٠من الناس يدخلون النار بست خصال : الأمراء بالجور والعلماء Ø¨Ø§Ù„ØØ³Ø¯ والتجّار بالخيانة والدهّاقين بالكبر وأهل الرساتيق بالعصبية والأعراب بالجهل .
والجهل لا ÙŠØ±ÙØ¹ المسؤوليّة عن الإنسان إلاّ إذا كان قاصراً عن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أي عاجزاً عنها ØÙ‚يقة وواقعاً كالذين استثنوا ÙÙŠ الآية الكريمة بقوله تعالى : {Ø¥Ùلَّا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ³Ù’تَضْعَÙÙينَ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬ÙŽØ§Ù„Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù†Ù‘ÙØ³ÙŽØ§Ø¡Ù وَالْوÙلْدَان٠لَا يَسْتَطÙيعÙونَ ØÙيلَةً وَلَا يَهْتَدÙونَ سَبÙيلًا * ÙÙŽØ£ÙولَئÙÙƒÙŽ عَسَى اللَّه٠أَنْ يَعْÙÙÙˆÙŽ عَنْهÙمْ وَكَانَ اللَّه٠عَÙÙوًّا غَÙÙورًا} [النساء: 98ØŒ 99].
Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¬Ø¨Ù ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù… Ù…Ùنْ أقسام الهجرة :
وإذا كانت الهجرة لعكس الغرض السابق أي لأجل القيام بعمل Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ù…Ùنْ ظلم أو غصب أو ما شاكل ذلك أو أنْ يعلم بأنّ هجرته إلى ذلك البلد تÙوّت عليه واجباً ويضيّق عليه هناك ÙÙŠ عقيدته ودينه ÙØ§Ù„هجرة ØÙŠÙ†Ø¦Ø° تكون Ù…ØØ±Ù‘مة بل مجرّد Ø§Ù„Ø³ÙØ± المؤقّت لأمثال هذه الغايات Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© يكون ØØ±Ø§Ù…اً مثل : Ø§Ù„Ø³ÙØ± للصيد لهواً أو ÙÙŠ ركاب ظالم وما أشبه ذلك وهو معبّر عنه ÙÙŠ عر٠الÙقهاء Ø¨Ø³ÙØ± المعصية .
وإذا كانت الهجرة لأمر Ø±Ø§Ø¬Ø Ù…Ø«Ù„ التجارة Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ© والتوسّع ÙÙŠ طلب العلم وزيارة المشاهد المقدّسة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ù‘ المندوب ÙØ§Ù„هجرة Ù…Ø³ØªØØ¨Ù‘Ø© ÙˆØ§Ù„Ø³ÙØ± ÙÙŠ هذه الغايات أيضاً Ù…Ø³ØªØØ¨ . وإذا كانت لأمر Ù…Ø±Ø¬ÙˆØ Ø´Ø±Ø¹Ø§Ù‹ تكون الهجرة مكروهة كالانتقال من المدينة إلى القرية ومن البلد إلى البادية ØÙŠØ« لا تتوÙّر Ùيها وسائل السعادة ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ØØ© .
ÙˆÙÙŠ النهي عن هكذا هجرة يوصي أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولده Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙÙŠ وصيته الكبيرة قائلاً : يا بني واسكن الأمصار العظام .
أي المدن الواسعة الكبيرة Ø› لأنّها أجمع للوازم الØÙŠØ§Ø© السعيدة ووسائل Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© .
وقد أكدّ الإمام الصادق (عليه السّلام) ذلك ÙÙŠ الخبر الوارد عنه ØÙŠØ« يقول Ùيه : لا يستغني أهل كلّ بلد عن ثلاث : Ùقيه ورع وطبيب ØØ§Ø°Ù‚ ÙˆØØ§ÙƒÙ… عادل وإنْ عدموا ذلك Ùهم همج رعاع . أي لا يشعرون بالكرامة الإنسانية ولا يتمتعون بلذّة الØÙŠØ§Ø© .
ÙØ§Ù„Ùقيه : للتوجيه والتعليم ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ… : للتنÙيذ وإقامة النظام والطبيب : للوقاية والعلاج من الأمراض . وهذه النواØÙŠ Ø§Ù„Ø«Ù„Ø§Ø«Ø© هي دعائم الØÙŠØ§Ø© السعيدة والسعادة الاجتماعية Ø› العلم ÙˆØ§Ù„ØµØØ© والأمان .
هجرة٠الأنبياء ورجال Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø :
ÙØ§Ù„خلاصة أنّ الهجرة من المواضيع التي تخضع Ù„ÙƒØ§ÙØ© الأØÙƒØ§Ù… الإسلاميّة الخمس : الوجوب ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…Ø© والندب والكراهة ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø¨Ø§ØØ© ØØ³Ø¨ ما ينتج منها Ù…Ùنْ نتائج .
وبعد هذا العرض الموجز للهجرة ككلّ نأتي إلى هجرة الأنبياء (صلّى الله عليهم أجمعين) Ø› لأنّنا نجد الهجرة تكاد أنْ تكون ظاهرة ملازمة Ù„ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… الرسالية Ùقلّ أنْ نجد نبيّاً لمْ يهاجر Ù…Ùنْ بلد إلى بلد ولمْ ينتقل Ù…Ùنْ Ù…ØÙŠØ· إلى آخر .
Ùهذا خليل الرØÙ…Ù† إبراهيم (عليه السّلام) Ø¨ÙØ¹Ø« ÙÙŠ العراق ثمّ هاجر إلى مصر ثمّ انتقل إلى الشام ÙˆÙلسطين واستقر بها إلى أنْ مات ثمّ Ù…Ùنْ بعده يعقوب وأولاده ثمّ موسى الكليم هاجر Ù…Ùنْ مصر إلى مدين ثمّ عاد إليها ثمّ هاجر Ù†ØÙˆ الشام .
وهذا عيسى (عليه السّلام) بن مريم كان لا يستقر ÙÙŠ بلد ØØªÙ‘Ù‰ لقّب Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ£Ø®ÙŠØ±Ø§Ù‹ خاتم الأنبياء Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) هاجر Ù…Ùنْ مكّة أوّلاً إلى الطائ٠ثمّ هاجر إلى المدينة واستقر بها إلى أنْ Ù‚ÙØ¨Ø¶ . ثمّ هاجر وصيّه ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ علي (عليه السّلام) من المدينة إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© . ÙØ§Ù„هجرة إذاً ظاهرة Ù…Ø£Ù„ÙˆÙØ© ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الأنبياء والمرسلين والمصلØÙŠÙ† Ùلماذا هاجر هؤلاء ØŸ ومÙنْ أيّ قسم Ù…Ùنْ أقسام الهجرة كانت هجرتهم ØŸ
طبعاً وبدون شك أنّ هجرة الأنبياء كانت واجبة ÙˆÙ…ÙØ±ÙˆØ¶Ø© عليهم من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ø› تمشيّاً منهم مع متطلبات رسالته ØÙŠØ« كانوا لا يجدون القدرة الكاÙية ÙÙŠ أوطانهم على تبليغ رسالاتهم Ø› نظراً للعراقيل والعقبات التي وضعها المعارضون ÙÙŠ طريقهم Ø› ولما كان يتهدّدهم Ù…Ùنْ خطر القتل على أيدي أعدائهم قبل أداء وتبليغ دعوتهم Ø› لذا كان لازماً عليهم أنْ يتركوا الأوطان إلى بلاد Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ يستطيعون Ùيها القيام بمسؤولياتهم .
Ø³ÙŠØ±Ø©Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) امتداد لسيرة الأنبياء :
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وإنْ لمْ يكن نبيّاً إلاّ أنّه قام بمهام الأنبياء وصبر كما صبر اÙولو العزم من الرسل . ومسؤوليته امتداد لمسؤوليّة جدّه وأبيه ØÙŠØ« Ø£Ùنيطت به مسؤوليّة أداء رسالة الإسلام وصيانتها Ù…Ùنْ كلّ Ø²ÙŠÙ ÙˆØªØØ±ÙŠÙ كما ØµØ±Ù‘Ø Ù‡Ùˆ (عليه السّلام) على تØÙ…ّله لهذه المسؤوليّة بقوله ÙÙŠ عهده لأخيه Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية : وإنّي لمْ أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ وإنّما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ اÙمّة جدّي Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) Ø› Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ أنْ آمر بالمعرو٠وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي .
Ùهو إذاً شعر بأنّه مسؤول عن أنْ يسير بسيرة جدّه المصطÙÙ‰ وأبيه علي المرتضى Ùهاجر (عليه السّلام) من المدينة ÙØ±Ø§Ø±Ø§Ù‹ Ù…Ùنْ كيد آل أبي سÙيان ومؤامراتهم ضدّه تماماً كما هاجر جدّه Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) قبله بستّين عاماً Ù…Ùنْ مكّة ÙØ±Ø§Ø±Ø§Ù‹ Ù…Ùنْ كيد أبي سÙيان ÙˆØØ²Ø¨Ù‡ .
[ إنّ ] السبب ÙÙŠ الهجرتين ÙˆØ§ØØ¯ والغاية ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ø› ÙØ§Ù„نبي (صلّى الله عليه وآله) هاجر Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من القتل Ø§Ù„Ù…ØØªÙ‘Ù… الذي كان ملاقيه لو لمْ يهاجر وذلك على يد أربعين رجلاً Ù…Ùنْ قريش بتدبير Ù…Ùنْ أبي سÙيان ÙˆØØ²Ø¨Ù‡ الذين عزموا على قتل Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) تلك الليلة المعبّر عنها بـ (ليلة الهجرة) بقصد قتل الرسالة الإسلاميّة ÙÙŠ مهدها ومنع انتشارها .
التشابه٠بين هجرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهجرة جدّه Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) :
كذلك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هاجر من المدينة ليلاً Ø› Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ Ù…Ùنْ أنْ ÙŠÙقتل على يد أعوان وعمّال يزيد الذي أرسل أوامره المشدّدة إلى واليه على المدينة يأمره بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùوراً وبدون تردّد وإرسال رأسه إليه إنْ هو لمْ يبايع Ø› وذلك أيضاً لخنق صوت المعارضة ÙÙŠ مهدها ومنعها من الانتشار .
وكما أنّ هجرة Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) أنتجت توسعّاً كبيراً ÙÙŠ الرسالة المØÙ…ّدية ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ الجزيرة العربية وبلغ صداها إلى Ø£Ù†ØØ§Ø¡ Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ من العالم وبعدها ببضع سنوات Ùقط انهارت زعامة أبي سÙيان تماماً Ø¨ÙØªØ مكّة كذلك كانت هجرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ها كسرت Ø§Ù„ØØµØ§Ø± الذي ضربه آل أبي سÙيان ØÙˆÙ„ المعارضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© ÙØ¹Ù„ا صوتها وبلغ صداها إلى Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم الإسلامي .
وما مضت عليها إلاّ بضع سنوات ØØªÙ‘Ù‰ انهار سلطان آل أبي سÙيان وتقوّضت أركان الدولة السÙيانية انهياراً كلّيّاً بموت معاوية الثاني بعد ثلاثة أشهر Ù…Ùنْ موت يزيد ثمّ قامت على أنقاضها دولة مروانية بقيادة مروان بن الØÙƒÙ… . وكلّ ذلك بعد هجرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بأقل Ù…Ùنْ خمس سنوات .
ØÙ‚اً ما أقرب الشبه وأشدّ التطابق والتقارب بين الهجرتين ÙÙŠ العوامل والثمرات بل ÙˆØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ات Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© Ø› Ùليلة الهجرة كانت أشدّ ليلة على النبي (صلّى الله عليه وآله) مرّت ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ Ù…Ùنْ ØÙŠØ« الهموم والأÙكار والقلق Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ØØªÙ‘Ù‰ أنزل الله تعالى عليه سكينته وهو ÙÙŠ الغار ØØ³Ø¨ ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¢ÙŠØ© الكريمة : {Ø¥ÙØ°Ù’ أَخْرَجَه٠الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ثَانÙÙŠÙŽ Ø§Ø«Ù’Ù†ÙŽÙŠÙ’Ù†Ù Ø¥ÙØ°Ù’ Ù‡Ùمَا ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’ØºÙŽØ§Ø±Ù Ø¥ÙØ°Ù’ ÙŠÙŽÙ‚ÙÙˆÙ„Ù Ù„ÙØµÙŽØ§ØÙبÙه٠لَا تَØÙ’زَنْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ مَعَنَا Ùَأَنْزَلَ اللَّه٠سَكÙÙŠÙ†ÙŽØªÙŽÙ‡Ù Ø¹ÙŽÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù ÙˆÙŽØ£ÙŽÙŠÙ‘ÙŽØ¯ÙŽÙ‡Ù Ø¨ÙØ¬ÙÙ†Ùود٠لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 40].
وكذلك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØÙŠØ« يص٠الواصÙون أنّ ليلة هجرته من المدينة كانت أشدّ الليالي عليه ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ Ø› لما كان يعانيه تلك الليلة من الØÙŠØ±Ø© والقلق والتÙكير ÙÙŠ المستقبل والمصير Ø› لذا كان (عليه السّلام) يتردّد على ØØ±Ù… جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يناجي ربّه ويشكو إلى جدّه ما يعانيه ويقول ÙÙŠ مناجاته مع الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بعد أنْ صلّى ركعات ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ù… ثمّ Ø±ÙØ¹ طرÙÙ‡ Ù†ØÙˆ السماء وقال : اللّهمَّ إنّ هذا قبر نبيّك Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) وأنا ابن بنت نبيك وقد ØØ¶Ø±Ù†ÙŠ Ù…Ù† الأمر ما قد علمت . اللّهمَّ إنّي Ø§ÙØØ¨Ù‘ المعرو٠وأنكر المنكر وأسألك يا ذا الجلال والإكرام بØÙ‚Ù‘ القبر ومَنْ Ùيه إلاّ اخترت لي ما هو لك رضا ولرسولك رضا .
ثمّ بكى (عليه السّلام) ووضع رأسه على قبر جدّه وقال : يا رسول الله أنا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن ÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙØ±Ø®Ùƒ وابن ÙØ±Ø®ØªÙƒ وسبطك الذي Ø®Ù„Ù‘ÙØªÙ†ÙŠ ÙÙŠ اÙمّتك ÙØ§Ø´Ù‡Ø¯ عليهم يا نبي الله أنّهم قد خذلوني وضيّعوني ولمْ ÙŠØÙظوني وهذه شكواي إليك ØØªÙ‘Ù‰ ألقاك .
قالوا : ÙˆØºÙØª عينا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ورأسه على قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙØ±Ø£Ù‰ جدّه رسول الله ÙÙŠ كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يده ÙØ¶Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى صدره وقبّله ما بين عينيه وقال له : ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ ÙŠØ§ ØØ³ÙŠÙ† كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك Ù…Ø°Ø¨ÙˆØØ§Ù‹ بأرض كرب وبلاء بين عصابة Ù…Ùنْ اÙمّتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا ØªÙØ±ÙˆÙ‰ وهم بعد ذلك يرجون Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ ! لا أنالهم الله Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ ÙŠÙˆÙ… القيامة . ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ ÙŠØ§ ØØ³ÙŠÙ† إنّ أباك واÙمّك وأخاك قدموا عليّ وهم مشتاقون إليك .
ÙØ¨ÙƒÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ منامه وقال : يا جدّاه خذني معك وأدخلني ÙÙŠ قبرك Ùلا ØØ§Ø¬Ø© لي ÙÙŠ الرجوع إلى الدنيا .
ضـمّني عـندك يا جداه ÙÙŠ هذا الضريØÙ’ عـلّني يا جدّي Ù…Ùنْ بلوى زماني أستريØÙ’
ضاقَ بي يا جدّ٠مÙنْ Ø±ØØ¨ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§ ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙØ³ÙŠØÙ’ Ùـعسى طـود الأسـى يندكّ بين الدكّتينْ
Ùقال له الرسول (صلّى الله عليه وآله) : يا بÙني لا بدّ لك من الرجوع إلى الدنيا ØØªÙ‘Ù‰ ØªÙØ±Ø²Ù‚ الشهادة Ø› لتنال ما قد كتبه الله لك من الأجر والثواب العظيم .
ÙØ§Ù†ØªØ¨Ù‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقصّ رؤياه على أهل بيته ÙØ§Ø´ØªØ¯Ù‘ ØØ²Ù†Ù‡Ù… وكثر بكاؤهم ØØªÙ‘Ù‰ ورد عن سكينة بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليها السّلام) قالت : لمْ يكن ÙÙŠ شرق الأرض وغربها أهل بيت أشدّ Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ وهمّاً وغمّاً منّا آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
ولله در السيّد ØÙŠØ¯Ø± الØÙ„ّي ØÙŠØ« قال :
Ù…Ùـنْ أيـنَ تـخجل٠أوجه اÙمويّة سـكبتْ Ø¨Ù€Ù„Ø°Ù‘Ø§ØªÙ Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ±Ù ØÙŠØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ø§
مـا بـلَّ أوجÙهها الØÙŠØ§ ولو انَّها Ù‚ÙÙ€Ø·Ø¹Ù Ø§Ù„Ù€ØµÙØ§ بلَّ الØÙŠØ§ مَلساءَها
قهرتْ بني الزهراءَ ÙÙŠ سلطانÙها واسـتأصلتْ Ø¨ØµÙØ§ØÙها اÙمراءَها
مـلكتْ عليها الأمر ØØªÙ‘Ù‰ ØØ±Ù‘مت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¶Ù Ù…Ø·Ø±Ø Ø¬Ù†Ø¨Ù‡Ø§ وثوائها
ضاقت بها الدنيا ÙØÙŠØ«Ù ØªÙˆØ¬Ù‡ØªÙ’ Ø±Ø£ØªÙ Ø§Ù„Ù€ØØªÙˆÙÙŽ أمامها ووراءَها
ÙØ§Ø³ØªÙˆØ·Ù†ØªÙ’ ظهرَ الØÙمام٠وØÙˆÙ‘لتْ لـلعزّ عن ظهر٠الهوان٠وطاءَها
لماذا ØÙ…Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عياله ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ÙÙŠ هجرته الثوريّة ØŸ
ÙÙŠ نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) نقاط استÙهام كثيرة لدى شبابنا اليوم Ø› لأنّها نهضة ÙØ±ÙŠØ¯Ø© Ù…Ùنْ نوعها وغريبة ÙÙŠ مظاهرها ØØ³Ø¨ مظهرها الخارجي .
هذا ولا يسعهم ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡Ø§ بأعمال تهوّريّة عاطÙية ÙˆØÙ…لها على خلّوها من الØÙƒÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© لا يسعهم ذلك طبعاً Ø› لأنّ الذي قام بها رجل أقل ما ÙŠÙقال Ùيه أنّه شخصية علميّة كبيرة خالدة ذو ØÙƒÙ…Ø© ودهاء استطاع بØÙƒÙ…ته وسياسته أنْ يؤثر ÙÙŠ مجرى التاريخ الإسلامي ويخلّد Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ذكراً رÙيعاً واسعاً عبر القرون والأجيال Ø› هذا ÙØ¶Ù„اً عن كونه إمام معصوم من الخطأ والغلط ØØ³Ø¨ النصوص النبويّة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© . ÙØ¥Ø°Ø§Ù‹ لا بد أنْ تكون هناك ØÙƒÙ…Ø© وراء تلك Ø§Ù„ØªØµØ±Ù‘ÙØ§Øª وهي كذلك Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ .
وها Ù†ØÙ† نتعرّض لأهم تلك النقاط Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ„يل Ø› لنوق٠أبناء جيلنا الأعزاء على أسرار تلك الثورة المقدّسة والتضØÙŠØ© المثالية رجاء أنْ يتأثروا بها ويستوØÙˆØ§ مبادئها وأهداÙها ويسيروا على أضوائها وهديها المبارك إنْ شاء الله تعالى .
ØªØØ¯Ù‘ثنا ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ السابقة عن أوّل ØÙ„قة ÙÙŠ سلسلة Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© وهي : لماذا عارض Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø®Ù„Ø§ÙØ© يزيد وأعلن العصيان والخلا٠على ØÙƒÙˆÙ…Ø© الاÙمويّÙين القويّة المسيطرة بكلّ وسائل القوّة والقدرة ØŸ أعلن ذلك بامتناعه من البيعة ليزيد بن معاوية رغم ضعÙÙ‡ (عليه السّلام) ماديّاً وعسكريّاً إلى أقصى ØØ¯ÙˆØ¯ الضع٠.
ÙˆØªØØ¯Ù‘ثنا أخيراً ØÙˆÙ„ الØÙ„قة الثانية ÙÙŠ تلك السلسلة وهي : لماذا ترك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مدينة جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهاجر عنها وهو أشر٠إنسان Ùيها وأعزّ ÙØ±Ø¯ على أهلها؟
والآن نبدأ Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن ثالث نقاط الاستÙهام والسؤال ØÙˆÙ„ها وهو : لماذا ØÙ…Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) معه النساء والعائلة ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وهو خارج ÙÙŠ معارضة دولة ÙˆÙ…ÙƒØ§ÙØØ© ØÙƒÙˆÙ…Ø© ÙØ¹Ø±Ù‘ض تلك العقائل للأسر والسبي والتشريد وغير ذلك ØŸ
والجواب عن هذا السؤال : هو أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØ§Ù…Ù„ رسالة هو مسؤول عنها وعليه أنْ يؤدّيها إلى العالم الإسلامي وخرج من المدينة لهذه الغاية Ùلو كان قد ترك العائلة ÙÙŠ المدينة لعرّض تلك العقائل لخطر الأسر والسبي Ù…Ùنْ قبل الاÙمويّÙين .
ومعلوم أنّ الرجل الغيور لا يسعه الصبر مهما كان وهو يرى عائلته ÙÙŠ أسر العدو Ùلا بدّ له ØÙŠÙ†Ø¦Ø° أنْ يستسلم للعدو لأجل إنقاذ عياله وقد كان Ù…Ùنْ صور الإرهاب ÙÙŠ سياسة الاÙمويّÙين أنّه إذا هرب رجل Ù…Ùنْ قبضتهم يلقون القبض على نسائه وعائلته ØØªÙ‘Ù‰ يضطر Ùيسلّم Ù†ÙØ³Ù‡ إليهم كما ÙØ¹Ù„وا بزوجة عمرو بن الØÙ…Ù‚ الخزاعي لمّا هرب من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© عندما طلبه زياد ليقتله Ùكتب معاوية إليه : أنْ اØÙ…Ù„ إليّ زوجته .
ÙØ£Ù„قى زياد زوجته آمنة بنت رشيد (رØÙ…ها الله) ÙˆØÙ…لها أسيرة إلى معاوية ÙØ£Ù…ر بها إلى السجن ÙØ³Ø¬Ù†Øª ØØªÙ‘Ù‰ جيء برأس زوجها عمرو إلى الشام بعد أنْ Ø£Ùلقي القبض عليه ÙÙŠ غار قرب الموصل Ù…Ùنْ قبل والي معاوية عليها وطعن بتسع طعنات ثمّ قطع رأسه ÙˆØÙ…Ù„ على قناة إلى معاوية ÙÙŠ الشام .
Ùقال معاوية Ù„Ù„ØØ±Ø³ÙŠ : انطلق بهذا الرأس وضعه ÙÙŠ ØØ¬Ø± زوجته آمنة واØÙظ ما تقول . Ùلمْ تشعر وهي ÙÙŠ السجن إلاّ ورأس زوجها عمرو ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡Ø§ ÙØ¶Ù…ته إلى صدرها وبكت وقالت : غيبتموه عنّي طويلاً وأهديتموه إليّ قتيلاً ! ÙØ£Ù‡Ù„اً وسهلاً بها Ù…Ùنْ هدية غير قالية ولا مقلية . ثمّ قالت Ù„Ù„ØØ±Ø³ÙŠ : أبلغ معاوية عنّي ما أقول وقل له : أيتم الله ولدك ÙˆØ£ÙˆØØ´ منك أهلك ولا ØºÙØ± لك ذنبك وعجّل لك الويل Ù…Ùنْ نقمه وطلب منك بدمه Ø› Ùلقد جئت شيئاً ÙØ±ÙŠÙ‘اً وقتلت بارّاً تقيّاً . Ùلما سمع كلامها أمر Ø¨Ø¥ØØ¶Ø§Ø±Ù‡Ø§ ÙÙŠ المجلس ÙØ§ÙØØ¶Ø±Øª وصار يشتمها ويتهدّدها .
وكما ÙØ¹Ù„وا بزوجة المختار بن أبي عبيدة الثقÙÙŠ لمّا هرب Ù…Ùنْ سجن ابن زياد ØŒ ÙØ£Ù„قى القبض على زوجته وزجها ÙÙŠ السجن إلى أنْ اجتمع قومها عنده ÙˆØªØ´ÙØ¹ÙˆØ§ Ùيها ÙØ£Ø·Ù„قها .
والشواهد التاريخية على هذه السياسة اللاإنسانية عند الاÙمويّÙين وأتباعهم كثيرة جداً ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كان يعرÙها منهم تماماً ويعلم يقيناً أنّه بمجرد أنْ يخرج من المدينة ÙÙŠ اليوم التالي يلقي الأمويون القبض على عقائل الرسالة ويØÙ…لوهنّ سبايا إلى يزيد ÙÙŠ الشام Ùكي٠يستطيع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØÙŠÙ†Ø¦Ø° أنْ يؤدّي رسالته ويستمر ÙÙŠ معارضته وثورته ØŸ ØØªÙ…اً كان لا يسعه ذلك ابداًَ .
ÙØ§Ù„سبي لا بدّ منه لتلك العقائل سواء أخذهنّ معه أو أبقاهنّ ÙÙ„ÙÙ…ÙŽ لا يأخذهنّ معه ليؤمنَ الضغط عليه Ù…Ùنْ جهتهنّ ويؤدّي رسالته Ø¨ØØ±ÙŠØ© واطمئنان ÙˆÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عنهنّ ما دام Ùيه عرق ينبض ØŸ! وهكذا كان ÙØ¥Ø°Ø§ Ù‚ÙØªÙ„ Ùلقد قضى ما عليه ويبقى ما عليهنّ .
هذا Ø£ØØ¯ وجوه الØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ عمله هذا . والوجه الآخر الذي لا يقلّ دلالة على بعد نظر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وعمق ØÙƒÙ…ته هو : أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يعر٠أنّه إذا Ù‚ÙØªÙ„ لا يوجد رجل ÙÙŠ العالم الإسلامي يمكنه أنْ يتكلّم بشيء ضدّ سياسة الأمويّÙين مهما كان عظيماًَ Ø› ØÙŠØ« إنّهم قطعوا الألسن وكمّوا الأÙواه Ùكان قتله يذهب سدى وقد لا ÙŠØ¹Ø±Ù Ø£ØØ¯ من المسلمين ما جرى عليه Ø› ØÙŠØ« إنّ وسائل الإعلام كلّها كانت Ù…ØØµÙˆØ±Ø© بأيدي الدولة Ø› منْ شعراء وخطباء ورواة وقصاصين .
ÙˆÙØ¹Ù„اً كان Ø£Ùناس يعيشون ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ولا يعلمون بما جرى ومَنْ تكلّم بشيء Ùمصيره القتل كما ÙØ¹Ù„ بهاني بن عروة وعبد الله بن عÙي٠الأزدي . ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أنْ ÙŠØÙ…Ù„ معه ألسنة ناطقة بعد قتله Ø› لتنشر أنباء تلك التضØÙŠØ© ÙÙŠ العالم الإسلامي ومذياعاً سيّاراً يذيع ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ تلك المأساة الإنسانية والجرائم Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© Ùلمْ يجد سوى تلك المخدّرات والعقائل Ù€ اللواتي Ø³ÙØ¨ÙŠÙ†ÙŽ ÙˆØ³Ùيّرنَ بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ ركب ÙØ¸ÙŠØ¹ مؤلم يجوب الأقطار Ù€ يلقينَ الخطب ÙÙŠ الجماهير وينشرنَ الوعي بين المسلمين وينبّهنَ الغاÙلين ÙˆÙŠÙ„ÙØªÙ†ÙŽ Ø£Ù†Ø¸Ø§Ø± المخدوعين ÙˆÙŠÙØ¶ØÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ø¯Ø¹Ø§ÙŠØ§Øª المضللة ØØªÙ‘Ù‰ ساد الوعي وتنبّه الناس إلى ÙØ¸Ø§Ø¹Ø© الجريمة وانهالت الاعتراضات والانتقادات على يزيد والاÙمويّÙين Ù…Ùنْ كلّ Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª والجهات وبات يزيد يخشى Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± والانقلاب ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ عاصمة دولته الشام وصار يظهر التنصل والندم ويلقي التبعة واللوم على ابن زياد وأخيراً اضطر أنْ يغيّر سياسته تجاه أهل البيت (عليهم السّلام) ÙØ£ØØ³Ù† إليهم وأكرمهم وصار يتطلّب عÙوهم ومرضاتهم بالأموال وغيرها .
كلّ ذلك Ø¨ÙØ¶Ù„ الخطب والبيانات التي صدرت Ù…Ùنْ تلك العقائل ÙÙŠ المجالس والمجتمعات ÙˆØ¨ÙØ¶Ù„ المظاهر المشجّية التي سار بها ركب السبايا Ù…Ùنْ بلد إلى بلد ومÙنْ مجلس إلى مجلس مما جعل الرأي العام يعط٠على قضية أهل البيت (عليهم السّلام) ويشجب جرائم أعدائهم Ùكان ÙÙŠ ذلك نصراًً كبيراً Ù„ØÙ‚ آل Ù…ØÙ…د ونشراًَ للتشيّع لهم ÙÙŠ العالم .
ÙØ§Ù„واقع الذي يجب أنْ نؤكده هو أنّ زينب العقيلة شريكة أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ثورته سواء بمؤازرتها له ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ أو بقيامها بمسؤوليّة الدعوة والتوعية بعد شهادته Ùلولا سبي النساء لكانت ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عقيمة الأثر لا تذكر إلاّ ÙÙŠ بطون بعض كتب التاريخ كنبأ بسيط مشوّه عن ØÙ‚يقته تمام التشويه كما شوّه التاريخ قضايا كثيرة هامّة جداً Ø› لأنّها لمْ ØªØØµÙ„ على القدر الكاÙÙŠ من النشر والبيان والتعقيب مثل ØØ§Ø¯Ø«Ø© يوم غدير خم وقد بلغ Ù…Ùنْ أثر الإهمال ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ لواقعة غدير خم أنّ بعض الكتّاب يذكرها بأنّها واقعة Ù…Ùنْ وقائع العرب ÙÙŠ الجاهليّة .
أجل هكذا يضيع الØÙ‚Ù‘ ويخÙÙ‰ الواقع إذا لمْ ØªØªÙˆÙØ± له الدعوة الكاÙية كقضايا ÙˆÙØ§Ø© الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وما جرى على ابنته ÙØ§Ø·Ù…Ø© وآل البيت بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ Ù…Ùنْ غصب وهضم للØÙ‚وق واعتداء على Ø§Ù„ØØ±Ù…ات والكرامات . . . وغيرها .
وبعد أنْ تبينا هذين الوجهين Ù…Ùنْ وجوه الØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ ØÙ…Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) للعيال معه نختم هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ بذكر هذا الوجه الثالث وهو لا يقلّ أهمية عن الوجهين السابقين ألا وهو : الØÙاظ على ØÙŠØ§Ø© الإمام زين العابدين (عليه السّلام) إذ لا شك ÙÙŠ أنّه لولا وجود العقيلة زينب (عليها السّلام) Ù„Ù‚ÙØªÙ„ زين العابدين بعد قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØªÙ…اً Ø› ØÙŠØ« تعرّض الإمام (عليه السّلام) للقتل مرّتين :
المرّة الأولى : يوم عاشوراء لمّا هجم الأعداء على مخيّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ودخل الشمر على زين العابدين وهو مريض لا ÙŠÙيق Ù…Ùنْ شدّة المرض ÙØ¬Ø°Ø¨ النطع Ù…Ùنْ ØªØØªÙ‡ وقلبه على وجهه ثمّ جرّد السي٠ليقتله ÙØ§Ù†ÙƒØ¨Øª عليه عمّته زينب (عليها السّلام) واعتنقته ÙˆØµØ§ØØª : إنْ أردتم قتله ÙØ§Ù‚تلوني قبله .
وبينما هي كذلك إذ دخل عمر بن سعد الخيمة Ùلمّا نظر إلى العقيلة زينب منكبّة عليه قال للشمر : دعه لها Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لما به . ÙØªØ±ÙƒÙ‡ .
والمرة الثانية : ÙÙŠ مجلس عبيد الله بن زياد لمّا نظر إلى الإمام (عليه السّلام) وقال له : مَنْ أنت ØŸ قال : أنا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† . قال اللعين : أوَ ليس قد قتل الله عليّاً ØŸ Ùقال الإمام (عليه السّلام) : كان لي أخ أكبر منّي يسمّى علياً قتله الناس يوم كربلاء . Ùقال ابن زياد : بل الله قتله . Ùقال الإمام (عليه السّلام) : اللَّه٠يَتَوَÙÙ‘ÙŽÙ‰ الأَنْÙÙØ³ÙŽ ØÙينَ مَوْتÙهَا .
ÙØºØ¶Ø¨ ابن زياد وقال : أوَبك جرأة على ردّ جوابي ! غلمان جرّوا ابن الخارجي واضربوا عنقه . Ùقامت الجلاوزة ÙˆØ³ØØ¨ÙˆØ§ الإمام إلى القتل Ùقامت العقيلة زينب (عليها السّلام) ورمت Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ عليه ÙˆØµØ§ØØª : يابن زياد ØØ³Ø¨Ùƒ Ù…Ùنْ دمائنا ما سÙÙƒ ÙØ§ØªØ±Ùƒ لنا هذا العليل وإنْ كنت قد أردت قتله ÙØ§Ù‚تلني قبله .
قالوا : Ùنظر إليها ابن زياد وقال : عجباً للرØÙ… ! إنّها والله لتودّ أنْ تÙقتل دونه ÙØ§ØªØ±ÙƒÙˆÙ‡ لها Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لما به . ÙØªØ±ÙƒÙˆÙ‡ .
ÙØ¥Ù†Ù’ قلت : لماذا أخرج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ابنه زين العابدين معه وهو مريض عليل ØŸ قلت : إنّ زين العابدين (عليه السّلام) لمْ يكن مريضاً عند خروجه من المدينة ولا Ù…Ùنْ مكّة ولا ÙÙŠ أثناء الطريق وإنّما بدأ Ùيه المرض لمّا نزلوا أرض كربلاء وأخذ المرض يتزايد Ùيه ØØªÙ‘Ù‰ بلغ معه إلى أقصى شدّته يوم عاشوراء ÙˆÙÙŠ ذلك عناية خاصّة من الله تعالى وهي : أنْ لا تبقى الأرض خالية من الإمام Ø› إذ لولا مرضه (عليه السّلام) لكان الواجب ÙŠÙØ±Ø¶ عليه Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن أبيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) والاستشهاد بين يديه .
والخلاصة : إنّ ÙÙŠ ØÙ…Ù„ العيال وإخراج النساء معه Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØÙƒÙ… وتلك بعضها أو أهمها وقد أشار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى تلك Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„ØÙƒÙ… بكلمته الإجمالية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© : قد شاء الله أنْ يراهنّ سبايا .
وهو جواب مقتضب ولمْ يشأ ÙÙŠ تلك الساعة أنْ ÙŠÙÙØµØ عن الهد٠؛ لئلاّ يستÙيد الخصم Ù…Ùنْ كلامه Ùيكون ذلك ØØ§Ø¦Ù„اً دون الوصول بالثورة إلى أهداÙها .
قالها للذين سألوه : ما معنى ØÙ…لك لهذه النسوة ØŸ ÙØ§Ø´Ø§Ø¡Ø© الله تعلّقت بإØÙŠØ§Ø¡ دينه ÙˆØÙظ قرآنه وإبقاء شريعته .
ولمّا لمْ تكن هناك وسائل طبيعية لهذه الغاية سوى استشهاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØµØØ¨Ù‡ وسبي زينب (عليها السّلام) وأخواتها Ø› لذا Ùقد تعلّقت إرادته Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ عرضاً بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وسبي النساء تماماً كما قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : لقد شاء الله أنْ يراني قتيلاً وقد شاء الله أنْ يراهن سبايا .
ولنعم ما قاله بعض الأدباء :
وتشاطرتْ هي ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù بنهضة ØÙ€ØªÙ…ÙŽ الـقضاء٠عليهما أنْ يندبا
هـذا بـمعترك الـرماØÙ وهـذه٠ÙÙŠ ØÙŠØ« معترك٠المكاره٠ÙÙŠ السبا
ولذلك نجد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) اشترط على زوج العقيلة زينب وهو ابن أخيه عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب لما زوجه بابنته زينب اشترط عليه شرطاً ضمن العقد أنْ لا يمنعها من الخروج مع أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى العراق . وهذا يكش٠عن مدى Ø¨ÙØ¹Ø¯ النظر وسعة علم الإمام (عليه السّلام) بما سيجري ÙˆØ¨Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØªÙŠ تترتّب على مشاركة زينب Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ ثورته .
ولمْ تزل تلك العقائل بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعلى رأسهنّ زينب (عليها السّلام) يؤلّبنَ النÙوس ضدّ الØÙƒÙ… الاÙموي الغاشم ويهيّجنَ الرأي العام ضدّ يزيد بن معاوية Ø› وذلك بعقد المجالس وبالندبة وتعداد الجرائم والموبقات التي صدرت من Ø§Ù„ÙØ¦Ø© Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© تجاه آل الرسول ØØªÙ‘Ù‰ ضاق يزيد ذرعاً بهنّ .
وأمر بإبعاد العقيلة زينب Ù…Ùنْ مدينة جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙØ£Ø¨Ø¹Ø¯ÙˆÙ‡Ø§ إلى مصر على أشهر الأقوال ÙØ¹Ø§Ø´Øª ÙÙŠ مصر مدّة ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) نادبة باكية داعية إلى الØÙ‚Ù‘ ØØªÙ‘Ù‰ التØÙ‚ت بأخيها ودÙÙنت هناك Ø› Ùكانت أوّل لاØÙ‚Ø© Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù…Ùنْ أهل بيته . ÙØ³Ù„ام عليها يوم ولدت ويوم شاركت ÙÙŠ أقدس ثورة ويوم توÙيت مناضلة بطلة ويوم تبعث إلى الله لتشكو إليه ظلم الاÙمّة وغدرها وانقلابهم على الأعقاب .
ÙˆÙÙŠ الختام : نسأل الباري (جلّ شأنه) أنْ يتغمّد شيخنا العلاّمة الأصÙهاني بواسع رØÙ…ته ØÙŠØ« يقول ÙÙŠ Ø§ÙØ±Ø¬ÙˆØ²Ø© له ÙÙŠ العقيلة الكبرى (عليها السّلام) :
مـلـيكة٠الـدنيا عقيلة٠النسا عديلة٠الخامس٠مÙنْ أهل٠الكسا
شـريكة٠الشهيد٠ÙÙŠ مصائبÙهْ كـÙـيلة٠الـسجّاد٠ÙÙŠ نوائبÙهْ
بلْ هي ناموس٠رواق العظمهْ سـيـدة٠الـعـقائل٠المعظّمهْ
اÙمّ٠الـكتاب٠ÙÙŠ جوامع٠العÙلا اÙمّ٠الـمصاب٠ÙÙŠ مجامع٠البلا
رضيعة٠الوØÙŠ Ø´Ù‚ÙŠÙ‚Ø©Ù Ø§Ù„Ù‡Ø¯Ù‰ Ø±Ø¨Ù€ÙŠØ¨Ø©Ù Ø§Ù„ÙØ¶Ù„Ù ØÙ„ÙŠÙØ©Ù الندى
ربّـة٠خدر٠القدس٠والطهارهْ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙˆÙ†Ù ÙˆØ§Ù„Ø¹ÙØ§ÙÙ ÙˆØ§Ù„Ø®ÙØ§Ø±Ù‡Ù’
مـا ورثـته٠مÙنْ نبي الرØÙ…هْ Ø¬Ù€ÙˆØ§Ù…Ø¹Ù Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…Ù Ø§ÙØµÙˆÙ„٠الØÙƒÙ…هْ
ســرّ أبـيها ÙÙŠ علوّ٠الهمّه والـصبر٠ÙÙŠ الشدائد٠الملمّه
بـيـانÙـها ÙŠÙØµØÙ عن بيانÙÙ‡ كـأنّـها تÙÙ€Ùـرغ٠عن لسانÙÙ‡
Ùـإنّـهـا ÙˆÙ„Ù€ÙŠØ¯Ø©Ù Ø§Ù„ÙØµØ§ØÙ‡ والـدها Ùـارس٠تلك الساØÙ‡
Ùˆ مـا أصابَ اÙمَّها من البلا Ùـهـو تÙـراثÙها بطÙّ٠كربلا
لـكـنّها عـظـيمة بلواها من الخطوب٠شاهدتْ أدهاها
Ùˆ ما رأتْ بالطÙÙ‘Ù Ù…Ùنْ أهوالÙها جلّ عن الوصÙÙ Ø¨ÙŠØ§Ù†Ù ØØ§Ù„ها
وسـوقÙها إلى يزيد الطاغيه أشجى ÙØ¬ÙŠØ¹Ø© Ùˆ أدهى داهيه
أمـامÙها رأس٠الإمام٠الزاكي وخـلـÙÙـها النوائØÙ البواكي
أتـوقÙÙ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ة٠مÙنْ آل العبا بـينَ يدي طليقÙها وا عـجبا
وقد أبانتْ ÙƒÙØ±ÙŽ Ø°Ø§Ùƒ الطاغي بـأØÙ€Ø³Ù†Ù الـبيان٠والبلاغÙ
ØÙ€Ù†Ù‘تْ بقلب موجع Ù…ØØªØ±Ù‚٠عـلى أخـيها ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ÙŽÙ‡Ø§ الشقي
( ÙŠØ§ØµÙŠØØ©Ù‹ تØÙ…ÙØ¯Ù Ù…Ùنْ صوائØÙ وأهـونَ النوØÙ على النوائØÙ)
لماذا توجّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بهجرته ÙÙŠ البداية إلى مكّة المكرّمة ØŸ
قوله تعالى : {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تÙلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبّÙÙŠ أَنْ يَهْدÙÙŠÙŽÙ†ÙÙŠ سَوَاءَ السَّبÙيلÙ} [القصص: 22].
هذه الآية الكريمة تمثّل بها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عندما دخل إلى مكّة مهاجراً Ù…Ùنْ مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وذلك ÙÙŠ الخامس Ù…Ùنْ شعبان سنة ( 60 ) من الهجرة وتوجّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بنهضته المباركة إلى مكّة ÙˆØÙ„وله Ùيها أمر معقول ومشروع للغاية يقرّه الشرع والعر٠السياسي .
أمّا من الناØÙŠØ© الشرعية ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ يجب على الإنسان أنْ ÙŠØÙ„Ù‘ بلداً يمكنه Ùيه القيام بواجباته مع الØÙاظ على ØÙŠØ§ØªÙ‡ ما أمكن . ومكّة المكرّمة هي البلد الوØÙŠØ¯ ÙÙŠ ذلك اليوم الذي يتمكّن Ùيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الجمع بين هذين الأمرين معاً Ø› لأنّه ØØ±Ù… مقدّس ومأمن لكلّ شيء ØØªÙ‘Ù‰ الØÙŠÙˆØ§Ù† والطير والنبات Ø› بنص الكتاب العزيز : ( ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† دَخَلَه٠كَانَ آمÙناً ) . ØØªÙ‘Ù‰ قاتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘مة إذا دخل مكّة آمن على ØÙŠØ§ØªÙ‡ من القصاص . نعم ÙŠÙØ¶ÙŠÙ‘Ù‚ عليه ØØªÙ‘Ù‰ يخرج عنها ثمّ ÙŠÙقتص منه .
وأمّا من الناØÙŠØ© السياسية ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قائم بثورة Ùكريّة إصلاØÙŠÙ‘Ø© وهي Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى إعلام ودعوة وأنصار . ولا شكّ أنّ مكّة يومئذ أنسب بلد للقيام بذلك كلّه Ø› لأنّها مختل٠الناس وممرّ المسلمين Ù…Ùنْ جميع الأقطار وكلّ ØØ¯Ø« ÙŠØØ¯Ø« ÙÙŠ مكّة ينعكس صداه Ùوراً ÙÙŠ ÙƒØ§ÙØ© الأقطار الإسلاميّة وتسير به الركبان إلى جميع العالم الإسلامي وكلّ دعوة تنبثق ÙÙŠ مكّة سرعان ما تصل إلى أسماع المسلمين ÙÙŠ كلّ مكان .
ÙˆÙØ¹Ù„اً استطاع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø¨ÙØ¶Ù„ إقامته ÙÙŠ مكّة أنْ يبلغ أنباء ثورته على الØÙƒÙ… الاÙموي إلى أكثر الأقطار ويتّصل بكثير من الوجوه والزعماء والوÙود Ø› ولذا Ùقد اجتمع له ÙÙŠ خلال تلك المدّة بين الستة آلا٠والعشرة آلا٠رجل وهم الذين ØªÙØ±Ù‘قوا عنه أثناء الطريق عندما ظهر لهم غدر أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆÙÙŠ خلال تلك المدّة تسلّم اثني عشر أل٠كتاب دعوة Ù…Ùنْ أهل العراق بالتوجّه إليهم .
وعلى كلّ ØØ§Ù„ كان ÙÙŠ إقامة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ مكّة المكرّمة دعماً كبيراً لقضيته وإعلاناً واسعاً عن ثورته ولكنّ الذي ØØ¯Ø« بعد ذلك وجعل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يضطرّ إلى الخروج Ù…Ùنْ مكّة بكلّ سرعة واستعجال هو : أنّ الاÙمويّÙين قرّروا هتك ØØ±Ù…Ø© مكّة وانتهاك كرامتها وصمّموا على قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùيها ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة .
واتّخذوا لذلك جميع الإجراءات Ø› ÙØ¨Ø¹Ø« يزيد جيشاً يتألّ٠مÙنْ ثلاثين أل٠رجل ÙØ£ØØ§Ø· بمكّة Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ Ù…Ùنْ أنْ يقوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بثورة Ù…Ø³Ù„Ù‘ØØ© Ùيها ضدّهم وعزل والي مكّة وعيّن مكانه عمرو بن سعيد الأشدق المعرو٠بعدائه الشديد للهاشميين وضمّ إليه إمارة Ø§Ù„ØØ±Ù…ين مكّة والمدينة ØÙŠØ« كان قد عزل والي المدينة أيضاً Ø› لتهاونه ÙÙŠ أمر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ولمْ يعجّل ÙÙŠ قتله قبل خروجه من المدينة .
ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ذلك كلّه بعث ثلاثين جاسوساً اندسوا مع Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج ( لغرض قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ) أينما وجدوه ولو كان معلّقاً بأستار الكعبة . ولو تأخّر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مع ذلك ÙÙŠ مكّة لمدّة قليلة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ù„Ù‚ÙØªÙ„ غيلة على يد اÙولئك الجواسيس ولذهب دمه هدراً وعÙÙŠ أثر الجريمة تماماً ولأÙنكر قتله نهائياً وبتاتاً ولذهبت ثورته المقدّسة أدراج Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø Ø¨Ø¯ÙˆÙ† أثر وقبل أنْ يقوم بتلك التضØÙŠØ§Øª التي هزّت ضمير العالم وزلزلت العرش ØªØØª أقدام آل أبي سÙيان .
إنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لمْ يخرج من المدينة أو Ù…Ùنْ مكّة هرباً من القتل Ù…Ùنْ ØÙŠØ« هو Ø› لأنّه كان يعلم أنّ مصيره القتل على كلّ ØØ§Ù„ خرج أو لمْ يخرج ولكن هرب من القتل قبل الأوان من القتل قبل أداء الواجب أو قل هرب Ù…Ùنْ قتلة عقيمة وهرب أيضاً Ù…Ùنْ شيء آخر وهو هتك ØØ±Ù…Ø© البيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… بسببه كما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ لبعض المعترضين عليه بالخروج Ùقال (عليه السّلام) : إنّي Ø§ÙØØ¨Ù‘ أنْ Ø£Ùقتل خارج مكّة بباع خير Ù…Ùنْ ذراع Ø› لئلاّ أكون الذي ØªØ³ØªØ¨Ø§Ø Ø¨Ù‡ ØØ±Ù…Ø© هذا البيت .
وما انتهكت ØØ±Ù…Ø© مكّة والبيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… منذ ØØ±Ù‘مهما الإسلام إلاّ على يد الاÙمويّÙين Ø› Ùهم أوّل مَنْ هتكوا Ø§Ù„ØØ±Ù…ات وسØÙ‚وا المقدّسات Ùكره Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أنْ يكون دمه أوّل دم ÙŠÙØ³ÙÙƒ ÙÙŠ البيت وأوّل إنسان به تÙهتك ØØ±Ù…Ø© Ø§Ù„ØØ±Ù… Ø› لذا خرج يوم التروية أي يوم الثامن Ù…Ùنْ ذي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© ØÙŠØ« لمْ يتمكّن Ù…Ùنْ إتمام Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ ÙØ·Ø§Ù بالبيت وسعى بين Ø§Ù„ØµÙØ§ والمروة وأØÙ„Ù‘ Ù…Ùنْ Ø¥ØØ±Ø§Ù…Ù‡ وجعلها عمرة Ù…ÙØ±Ø¯Ø© .
قال Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ الشاعر : ØØ¬Ø¬Øª بأمّي سنة ستين للهجرة ÙØ¨ÙŠÙ†Ø§ أنا أسوق بعيرها وقد دخلت Ø§Ù„ØØ±Ù… وإذا بقطار خارج Ù…Ùنْ مكّة Ùقلت : لمَنْ هذا القطار ØŸ Ùقيل : Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) . ÙØ¯Ù†ÙˆØª منه وسلّمت عليه وقلت له : يابن رسول الله ما الذي أعجلك عن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ ØŸ Ùقال (عليه السّلام) : يا عبد الله لو لمْ أعجل لأخذت . وقال لسائل آخر : إنّ بني اÙميّة لا يدعونني ØØªÙ‘Ù‰ يستخرجوا هذه العلقة Ù…Ùنْ جوÙÙŠ .
والخلاصة : لقد أصاب (عليه السّلام) وعمل بمقتضى الØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ توجهه أولاً إلى مكّة ثمّ ÙÙŠ خروجه منها بعد أنْ Ø£ØØ¯Ù‚ به خطر القتل Ø› Ùهو (عليه السّلام) بدخوله إلى مكّة وإقامته Ùيها طيلة أربعة أشهر مهّد لثورته المقدّسة تمهيداً إعلامياً ودعائياً كاملاً وبخروجه منها ØÙظ ØÙŠØ§ØªÙ‡ للقيام بمهام الثورة Ù…Ùنْ ØÙŠØ« العمل والتطبيق .
وأخيراً : Ùهذه ØÙŠØ§Ø© المصلØÙŠÙ† Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ØÙŠØ§Ø© تشريد ومطاردة وخو٠واضطهاد ولله در Ø§Ù„ØØ§Ø¬ مجيد الØÙ„ّي (رØÙ…Ù‡ الله) ØÙŠØ« قال :
أيـطيب٠عيش ÙˆØ§Ø¨Ù†Ù ÙØ§Ø·Ù…Ø© نَهبتْ ØØ´Ø§Ù‡Ù البيض٠والسمرÙ
تالله٠لا أنـسـاه٠مضطهداً ØÙ€ØªÙ‘Ù‰ يضمّ٠عظاميَ القبرÙ
ومـشرّداً ضاقَ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡Ù به Ùـكـأنّ لا بـلد ولا مصرÙ
Ù…Ùنعَ المناسك أنْ يؤدّيها بمنى Ùكانَ قضاءَها Ø§Ù„Ù†ØØ±Ù
إنْ Ùـاته٠رمي٠الجمار٠Ùقد أذكـى لهيبَ ÙØ¤Ø§Ø¯Ù‡Ù الجمرÙ
يسعى Ù„Ø¥Ø®ÙˆØ§Ù†Ù Ø§Ù„ØµÙØ§Ø¡Ù وهم Ùوقَ الصعيد٠نسائك جزروا
ويطوÙÙ ØÙˆÙ„ÙŽ جسومهم وبه٠انتظمَ المصاب٠ودمعه٠نثرÙ
Ø£Ùـديـه٠مـستلماً بجبهته٠ØÙ€Ø¬Ø±Ø§Ù‹ إذا ما ÙØ§ØªÙ‡Ù Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ù
كي٠وثق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ولماذا خرج إليهم ØŸ
للشيخ ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒÙˆÙ‘Ø§Ø² (قدس سره) :
إذا مـا سقى الله٠البلادَ Ùلا سقى مـعاهدَ ÙƒÙ€ÙˆÙØ§Ù† بنوء٠المرازمÙ
أتـت كـتبÙÙ‡Ùمْ ÙÙŠ طيهنَّ كتائب Ùˆ مـا رقـمت إلاّ بسمّ٠الأراقمÙ
لخير٠إمام قامَ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£Ù…Ø±Ù ÙØ§Ù†Ø¨Ø±ØªÙ’ لــه٠نـكبات أقعدتْ كلَّ قائمÙ
أنْ اقدم إلينا يابنَ أكرم مَنْ مشى عـلى قدم Ù…Ùنْ Ø¹ÙØ±Ø¨Ùها Ùˆ الأعاجمÙ
Ùـكـمْ لكَ أنصاراً لدينا وشيعة رجـالاً كراماً Ùوق خيل كرائمÙ
Ùـودّع مأمون الرسالة٠وامتطى متونَ المراسيل٠الهجان٠الرواسمÙ
Ùˆ جـشّـمها نجد العراق٠تØÙّه Ù…ØµØ§Ù„ÙŠØªÙ ØØ±Ø¨ Ù…Ùنْ ذؤابة٠هاشمÙ
يتساءل الكثيرون ممّن يستمع إلى سيرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ويقول : وا عجباً ! كي٠وثق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© واعتمد عليهم ÙÙŠ ثورته ولبّى طلبهم وهو Ù…Ùنْ أعلم الناس وأعرÙهم بغدر أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وتقلّبهم وقد سبق له أنْ جرّبهم مع أبيه علي وأخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŸ! هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ù†ØµØ Ø¬Ù…Ù„Ø© Ù…Ùنْ خلّص Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأقاربه له بعدم الركون إلى رسائلهم ورسلهم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘هم قوم غدر وخيانة !
ونقول لهؤلاء : إنّ ما ÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كان عين الصواب والصØÙŠØ ÙÙŠ عر٠الشرع والسياسة Ø› أمّا إنّه لمْ ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ عمله هذا ÙØ°Ù„Ùƒ Ø¨ØØ« آخر سو٠نتعرّض له ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ الآتية ØªØØª عنوان : هل كانت ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù†Ø§Ø¬ØØ© أم لا ØŸ
أمّا توجّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يومئذ وهو ÙÙŠ تلك الظرو٠إلى العراق كان مطابقاً للشرع والعر٠السياسي الصØÙŠØ .
نقول : كان مطابقاً للشرع Ø› لأنّ الشارع الإسلامي يركّز Ø£ØÙƒØ§Ù…Ù‡ على الناس ØØ³Ø¨ ظواهرهم ويعتبر الظواهر هي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© والقياس ومناط الأØÙƒØ§Ù… . أمّا البواطن ÙˆØ§Ù„Ø®ÙØ§ÙŠØ§ والظنون والاÙمور الغيبية Ùلا اعتبار لها ÙÙŠ التشريع الإسلامي وإنّما أمرها إلى الله والله ÙˆØØ¯Ù‡ هو Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨ عليها يوم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ .
قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى : {وَلَا تَقÙولÙوا Ù„Ùمَنْ أَلْقَى Ø¥ÙلَيْكÙم٠السَّلَامَ لَسْتَ Ù…ÙØ¤Ù’Ù…Ùنًا تَبْتَغÙونَ عَرَضَ الْØÙŽÙŠÙŽØ§Ø©Ù الدّÙنْيَا} [النساء: 94] قيل : نزلت ÙÙŠ مسلم Ø±ÙØ¹ السي٠ÙÙŠ بعض الغزوات على مشرك ليقتله Ùقال المشرك : أشهد أنْ لا إله إلاّ الله ولكنّ المسلم مع ذلك ضربه بالسي٠وقتله ÙØ¨Ù„غ Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙØ¯Ø¹Ø§ بالمسلم وقال له : Ù„ÙÙ…ÙŽ قتلته وأنت سمعته يشهد أنْ لا إله إلاّ الله ØŸ . Ùقال المسلم : يا رسول الله إنّه قالها خو٠السي٠لا عن إيمان وعقيدة . Ùقال الرسول (صلّى الله عليه وآله) : وما يدريك بذلك Ùهل Ùلقت قلبه ÙˆØ¹Ø±ÙØª كذبه ØŸ! . وعلى أثر هذه القضية نزلت الآية الكريمة : {يَا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙوا Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ ضَرَبْتÙمْ ÙÙÙŠ سَبÙيل٠اللَّه٠ÙَتَبَيَّنÙوا وَلَا تَقÙولÙوا Ù„Ùمَنْ أَلْقَى Ø¥ÙلَيْكÙم٠السَّلَامَ لَسْتَ Ù…ÙØ¤Ù’Ù…Ùنًا} [النساء: 94].
ونصوص القرآن على ØØ¬ÙŠÙ‘Ø© الظواهر ÙÙŠ الإسلام كثيرة منها قوله تعالى : {Ø¥Ùنَّ الظَّنَّ لَا ÙŠÙØºÙ’Ù†ÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْØÙŽÙ‚ّ٠شَيْئًا} [يونس: 36]. وقوله تعالى : {وَلَا تَقْÙ٠مَا لَيْسَ Ù„ÙŽÙƒÙŽ بÙه٠عÙلْمٌ} [الإسراء: 36]. وقوله تعالى : {Ø§Ø¬Ù’ØªÙŽÙ†ÙØ¨Ùوا ÙƒÙŽØ«Ùيرًا Ù…ÙÙ†ÙŽ الظَّنّ٠إÙنَّ بَعْضَ Ø§Ù„Ø¸Ù‘ÙŽÙ†Ù‘Ù Ø¥ÙØ«Ù’Ù…ÙŒ وَلَا تَجَسَّسÙوا } [Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 12].
وأمّا السنّة ÙØ£Ù‚وال ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„ منها قوله (عليه السّلام) : Ø£Ùمرت أنْ اÙقاتل الناس ØØªÙ‘Ù‰ يقولوا لا إله إلاّ الله Ù…ØÙ…د رسول الله ÙØ¥Ø°Ø§ قالوها ØÙ‚نوا دمائهم وأموالهم وأعراضهم . وأيضاً Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ مضمونها : مَنْ تشهّد بشهادتنا وصلّى إلى قبلتنا . . . Ùله ما لنا وعليه ما علينا .
وأكثر قواعد ÙˆØ§ÙØµÙˆÙ„ الÙقه الإسلامي مبنيّة على الظاهر القائم Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ مثل قاعدة : المتّهم بريء ØØªÙ‘Ù‰ تثبت إدانته أو قاعدة : لا يجوز القصاص قبل الجناية وقاعدة : اليد وقاعدة الطهارة وقاعدة الØÙ„يّة وقاعدة Ø§Ù„Ø¥Ø¨Ø§ØØ© وغيرها . . .
ÙØ§Ù„خلاصة : إنّ الإسلام دين يعامل الناس على الظاهر منهم لا على ما يمكن أنْ سيبدو .
ÙØ¥Ø°Ø§ تØÙ‚Ù‚ هذا , نقول : إنّ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© أظهروا الولاء والطاعة Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بشكل من الإخلاص ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø والجديّة لمْ يسبق له مثيل وكان إظهارهم لهذا الولاء منذ عصر معاوية ÙˆÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) وبعده وتضاع٠طلبهم له عند ÙˆÙØ§Ø© معاوية .
ولمّا بلغهم نبأ ÙˆÙØ§Ø© معاوية وامتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من البيعة ليزيد وجّهوا رسلهم ورسائلهم ووÙودهم إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهو بعد٠ÙÙŠ المدينة ولمّا استقر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ مكّة انهالت عليه طلباتهم وكتبهم كالسيل المتدÙّق ØØªÙ‘Ù‰ تسلّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) منهم ÙÙŠ يوم ÙˆØ§ØØ¯ ستمئة كتاب وبلغ مجموع كتبهم إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خلال مدّة إقامته (عليه السّلام) ÙÙŠ مكّة إلى اثني عشر أل٠كتاب وكلّ كتاب موقّع Ù…Ùنْ قبل رجلين والثلاث والأربع وكلّها تكرّر عبارة : أقدم يابن رسول الله ليس لنا إمام غيرك Ø› Ùلقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة .
وكتب له بعضهم قائلاً : إنْ لمْ تجب دعوتنا وتلبّي طلبنا وتتوجّه إلينا خاصمناك بين يدي الله يوم القيامة . ÙØ£ÙŠÙ‘ ØØ¬Ù‘Ø© أعظم وألزم Ù…Ùنْ ذلك ØŸ! وأيّ عذر Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أمام الله وأمام التاريخ إذا لمْ يلبّي دعوتهم بعد ذلك كلّه ØŸ! وهل كان يبرّر له ذلك أنْ يقول : كنت أظن أو أتوقّع منهم الغدر والخلا٠؟!
وهذا الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول ÙÙŠ دستوره الخالد إلى واليه على مصر مالك الأشتر : Ø¥Ùنَّ ÙÙÙŠ النَّاس٠عÙÙŠÙوباً الْوَالÙÙŠ Ø£ÙŽØÙŽÙ‚ّ٠مَنْ سَتَرَهَا Ùَلا تَكْشÙÙَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ Ù…Ùنْهَا Ø› ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهÙير٠مَا ظَهَرَ Ù„ÙŽÙƒÙŽ وَاللَّه٠يَØÙ’ÙƒÙم٠عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ .
ومÙنْ قبله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) Ùكم كان يرتّب آثار المسلمين وأØÙƒØ§Ù…هم على المناÙقين الذين يعلم علم اليقين أنّهم كاذبون ÙÙŠ كلّ ما يظهرون ولكنّ الإسلام يعامل الناس على الظاهر ØØªÙ‘Ù‰ يتبيّن الخلا٠والعكس .
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) سار ØØ³Ø¨ ما يقتضيه الشرع ولبّى دعوة أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لمّا أتمّوا Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© عليه بطلباتهم المتكرّرة ودعواتهم Ø§Ù„ØØ§Ø±Ù‘Ø© المتواترة . وقد Ø§ÙØ¶ÙŠÙ إلى تلك Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© عليه ØØ¬Ù‘Ø© Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ألا وهي رسائل سÙيره ونائبه الخاص مسلم بن عقيل الذي بعثه إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ليستكش٠ØÙ‚يقة الأمر أكثر ÙØ£ÙƒØ«Ø± ØŒ ويتعرّ٠على واقع تلك الدعوات عن كثب Ùكان نتيجة ما قام به مسلم بن عقيل طيلة أكثر Ù…Ùنْ شهرين ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© أنْ كتب إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مؤكداً له استعداد أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© للتضØÙŠØ© بين يديه Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والنÙيس وبكل غال وعزيز ÙˆÙŠØ³ØªØØ«Ù‘Ù‡ على القدوم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùوراً .
وكان ممّا قاله ÙÙŠ بعض كتبه إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : أمّا بعد ÙØ£Ù‚دم يابن رسول الله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الرائد لا يكذب أهله . إنّ الناس ينتظرونك وإنّ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بأسرها معك . Ùهل ترى أيّها القارئ الكريم أيّ عذر Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بعد كلّ هذا إذا تخل٠عن إجابتهم وترك التوجه إليهم ØŸ!
وقد ØµØ±Ù‘Ø Ù‡Ùˆ (عليه السّلام) بالمسؤوليّة التي توجّهت إليه تجاه أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لابن عمّه عبد الله بن عباس لمّا ألØÙ‘ عليه بترك المسير إلى العراق Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : يابن عمّ لقد كثرت عليّ كتبهم ÙˆØªÙˆØ§ÙØ±Øª عليّ رسلهم ووجبت عليّ واجباتهم .
وأمّا من الناØÙŠØ© السياسية والØÙƒÙ…Ø© ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ثائر ÙÙŠ وجه دولة قويّة ÙˆØÙƒÙˆÙ…Ø© مسيطرة وطبعاًً لا بدّ له Ù…Ùنْ قوّة كبيرة يستند إليها ÙÙŠ هكذا ثورة والعراق يومئذ أنسب قوّة وأكبر سند لمثل تلك الثورة التي عزم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على القيام بها Ø› وذلك نظراً إلى مركز العراق الجغراÙÙŠ وموقعه الاستراتيجي ومناخه الاقتصادي وغيرها من الملائمات التي تميّزه عن باقي الأقطار Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› ومن ثمّ اختارها أمير المؤمنين (عليه السّلام) Ù…Ùنْ قبل مركزاً لقيادته وعاصمة Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ ومنطلقاً Ù„ØØ±ÙƒØªÙ‡ الإصلاØÙŠØ© الشاقّة الواسعة بعد عهد عثمان الذي أغرق المجتمع الإسلامي Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø³Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات . وقد خرج منها علي (عليه السّلام) بمئة أل٠مقاتل أو يزيدون إلى ØØ±Ø¨ صÙين .
والخلاصة هي أنّ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يومئذ Ø£ÙØ¶Ù„ وأنسب منطلق لكلّ ØØ±ÙƒØ© ثورية لولا عيب ÙˆØ§ØØ¯ Ùيها Ùوّت كلّ مزاياها الثورية ألا وهو ØØ§Ù„Ø© التقلّب والتلوّن التي امتاز بها أهل العراق عامّة وأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© خاصة .
وقد نقل عن لسان كاهن اليمن ÙÙŠ كلمته التي ØØ¯Ù‘د Ùيها ØµÙØ§Øª الشعوب والأقطار Ùقال : وأمّا العراق ÙØ´Ù‚اق ÙˆÙ†ÙØ§Ù‚ وثياب رقاق ودم مهراق .
وجاء ÙÙŠ بعض وصايا معاوية لابنه يزيد قال : وانظر أهل العراق ÙØ¥Ù†Ù’ طلبوا منك أنْ تعزل عنهم ÙÙŠ كلّ يوم والياً وتنصب لهم آخر ÙØ§Ùعل Ø› لأنّ ذلك أيسر Ù…Ùنْ أنْ يخرجوا عليك .
ويعزو الخبراء هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© Ùيهم إلى Ø¥ØØ³Ø§Ø³Ù‡Ù… المره٠وذكائهم Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø· Ùهم دائماً وأبداً كانوا مصدر تعب وإزعاج للولاة والØÙƒÙ‘ام والأمراء لا يستقيمون إلاّ ØªØØª وطأة العن٠والإرهاب والظلم . Ùهم كما قيل عنهم : ( عبيد العصا ) على المدى البعيد وطلاّب الØÙ‚Ù‘ والعدل على المدى القريب سريعو الإقبال وسريعو الإدبار .
وعلى كلّ ØØ§Ù„ نتساءل بعد كلّ هذا ونقول : لو لمْ يتوجّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى العراق رغم دعوتهم الملØÙ‘Ø© له ÙØ¥Ù„Ù‰ أين كان يتوجّه بعد أنْ صارت ØÙŠØ§ØªÙ‡ ÙÙŠ مكّة معرضة للخطر ÙÙŠ أي Ù„ØØ¸Ø© ولمْ يتلقَ دعوة Ù…Ùنْ أيّ مكان آخر غير العراق ØŸ Ùهل كان يبقى ÙÙŠ مكّة ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠÙقبض عليه ويسلّم أسيراً إلى يزيد أو يغتال ويقتل غدراً ويذهب دمه هدراً ØŸ
نعم لك أنْ تقول لماذا لمْ يعدل عن Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© عندما ظهر له غدرهم به وانقلابهم عليه ØŸ Ùنقول : أجل لقد ØØ§ÙˆÙ„ العدول عنها بل عدل عن التوجّه إليها ÙØ¹Ù„اً لمّا التقى بطلائع جيش العدو بقيادة Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠ ÙˆØ£ÙŠÙ‚Ù† بأنّه ليس له ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© مكان ولا أعوان ولكنّ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ منعه Ù…Ùنْ ذلك وصمّم على أنْ يأخذه إلى عبيد الله بن زياد أسيراً . وبعد Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø¹Ù†ÙŠÙØ© وتمانع من الطرÙين اتّÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) معهم على أنْ يسلك طريقاً لا يردّه إلى مكّة والمدينة ولا يدخله إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ø› ليسير على وجهه ÙÙŠ أرض الله تعالى إلى ØÙŠØ« ينتهي به السير .
وهكذا كان وأخذ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) طريقاً وسطاً وصار يتياسر عن Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى الغرب متّجهاً Ù†ØÙˆ المدائن Ø› بقصد أنْ يخرج Ù…Ùنْ منطقة Ù†Ùوذ ابن زياد الذي كان أخبث وأشقى رجل ÙÙŠ عمّال يزيد وأشدّهم عداءً وبغضاً لآل النبي (صلّى الله عليه وآله) .
ÙØ³Ø§Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ الاتّجاه الجديد ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù‘ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ يسايرونه على البعد ØØªÙ‘Ù‰ وصل أرض كربلاء وهي أرض على شاطئ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª كانت تسمّى نينوى والغاضريات ووادي الطÙÙˆÙ Ùلمّا وصل ركب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إليها وصل أيضاً رسول Ù…ÙÙ† ابن زياد بكتاب منه إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ الرياØÙŠ ÙŠØ°ÙƒØ± Ùيه اطّلاعه على ما ØØ¯Ø« بينه وبين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ويأمره Ùيه أنْ يأتي إليه Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) سلماً مستسلماً وإلاّ ÙÙ„ÙŠØØ¨Ø³Ù‡ عن الرجوع أو المسير وليجعجع به ÙÙŠ المكان الذي يصل Ùيه الكتاب إليه ويخبره بأنّ ØØ§Ù…Ù„ الكتاب عين عليه .
ÙØ¯Ù†Ø§ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ عند ذلك من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأطلعه على الكتاب وقال : لا يسعني بعد هذا أنْ أدعك مستمراً ÙÙŠ سيرك ÙØ¥Ù…ّا أنْ تنزل هنا أو نقاتلك ÙØ¹Ø±Ø¶ عليه بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ القتال مع القوم Ùقال (عليه السّلام) : إنّي أكره أنْ أبدأهم بقتال .
ثمّ نزل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ (عليهم السّلام) ÙÙŠ جانب ونزل Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ÙÙŠ Ø£Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ ÙÙŠ جانب آخر Ù…Ùنْ أرض كربلاء وذلك ÙÙŠ يوم الثاني Ù…Ùنْ شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… سنة (61) للهجرة ثمّ كتب Ø§Ù„ØØ±Ù‘ إلى ابن زياد كتاباً يخبره بنزول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أرض كربلاء Ùكتب ابن زياد إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كتاباً يقول Ùيه : أمّا بعد يا ØØ³ÙŠÙ† Ùقد بلغني نزولك أرض كربلاء وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد أنْ لا أتوسد الوثير ولا أشبع من الخمير ØØªÙ‘Ù‰ ألØÙ‚Ùƒ باللطي٠الخبير أو تنزل على ØÙƒÙ…ÙŠ ÙˆØÙƒÙ… يزيد .
Ùلمّا وصل كتابه إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقرأه رماه Ù…Ùنْ يده وقال : لا Ø£ÙÙ„Ø Ù‚ÙˆÙ… اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق . Ùقال له الرسول : الجواب أبا عبد الله . Ùقال (عليه السّلام) : ليس له عندي جواب Ø› Ùقد ØÙ‚ّت عليه كلمة اÙ