هل يصØÙ‘ البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهو الثائر Ø§Ù„ÙØ§ØªØ ØŸ
يقول الأعسم (رØÙ…Ù‡ الله) وهو يخاطب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) :
تبكيكَ عيني لا لأجل٠مثوبة لـكنّما عـيني لأجلكَ باكيهْ
تـبتلّ٠منكÙÙ… كربلاء بدم Ùˆ لا تـبتلّ٠منّي بالدموع٠الجاريهْ
تعرّÙنا ÙÙŠ Ø¨ØØ« سابق على أنّ الذين قتلوا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بكربلاء لم يكونوا شيعة ولم يكن Ùيهم شيعي ÙˆØ§ØØ¯ قط Ø› وعليه : ÙØ¨ÙƒØ§Ø¡ الشيعة اليوم وقبل اليوم على مصاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ليس Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ الشعور بالإثم أو لغرض التكÙير عن جريمة الآباء ØØ³Ø¨ ما يتهمهم المغرضون ويشوّه عليهم الجاهلون .
والسؤال الآن هو : إذاً ما وجه الصØÙ‘Ø© وما المبرر ÙÙŠ بكاء الشيعة على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعد علمنا أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ثائر Ù†Ø§Ø¬Ø ÙÙŠ ثورته Ù…ØÙ‚ّق لكثير من أهداÙÙ‡ السامية ÙÙŠ إظهار الØÙ‚Ù‘ ÙˆÙØ¶Ø الباطل ØŸ Ùلماذا هذا Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ والأسى ومظاهر Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ÙÙŠ كلّ عام ØŸ
Ùنقول : أولاً : إنّ البكاء والتأثر على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ليس ÙØ±Ø¶Ø§Ù‹ إسلاميّاً ولا واجباً شرعياً ولا ركناً من أركان التشيّع بØÙŠØ« لا يتمّ بدونه ولا يتØÙ‚ّق بتركه Ø› وإنّما هو ظاهرة ØØ¨Ù‘ وولاء Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهل يمكن أن تنزل نكبة ومصيبة Ø¨ØØ¨ÙŠØ¨ لك وعزيز عليك ثمّ لا تبكي ولا تتأثر منها ØŸ!
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØ¨ÙŠØ¨ كلّ مؤمن وعزيز كلّ إنسان وقد Ø£ÙØµÙŠØ¨ بأعظم المصائب ÙˆØ£ÙØ¯Ø الكوارث لأجل الØÙ‚ والعدالة Ø› Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن الإيمان والإنسانية Ùكي٠لا يبكيه أو لا يتأثر عليه الإنسان ØŸ!
ومع غض النظر عن هذا ÙØ¥Ù†Ù‘ ÙÙŠ البكاء عليه وجوهاً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ù„Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØµØØ© نذكر بعضها Ùما يلي :
الوجه الأول : توقّع الثواب من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ والأجر منه تعالى ÙÙŠ الآخرة Ø› ØÙŠØ« إنّ ÙÙŠ البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تأسّ بالنبي الأكرم وأهل بيته المعصومين (عليهم السّلام) Ø› إذ قد ثبت بالتواتر أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يعلم بما جرى على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعده وبكى على مصابه ÙÙŠ عدّة مواطن ولعن قاتليه وعبّر عنهم بأشرار الاÙمّة .
وكذلك ابنته ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء والإمام أمير المؤمنين ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† السبط (عليهم السّلام) قد ثبت عنهم ÙÙŠ الأخبار الصØÙŠØØ© أنّهم بكوا على مصاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كلّما تذكّروه .
وأمّا بكاء الأئمّة المعصومين على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعده Ùمعرو٠مشهور Ùهذا مثلاً الإمام زين العابدين (عليه السّلام) عاش بعد أبيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† خمساً وثلاثين سنة ما قدّم بين يديه طعام ولا شراب إلاّ وتذكّر أباه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وبكى وهو يقول : كي٠آكل وقد Ù‚ÙØªÙ„ أبي جائعاً ØŸ! وكي٠أشرب وقد Ù‚ÙØªÙ„ أبي عطشان ØŸ! .
وذاك إمامنا موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± الكاظم (عليهما السّلام) الذي كان إذا هلّ عليه شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… لا ÙŠÙØ±Ù‰ ضاØÙƒØ§Ù‹ ØØªÙ‘Ù‰ تمضي منه تسعة أيّام ÙØ¥Ø°Ø§ كان اليوم العاشر منه كان يوم بكائه ومصيبته ÙˆØØ²Ù†Ù‡ .
وقبله أبوه الإمام الصادق (عليه السّلام) الذي دخل عليه الراوي يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ùوجده كاس٠اللون باكياً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ وكان غاÙلاً عن يوم عاشوراء Ùلّما سأل الإمام (عليه السّلام) عن السبب قال (عليه السّلام) : أوَغاÙÙ„ أنت عن هذا اليوم الذي Ù‚ÙØªÙ„ Ùيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ! Ùمَنْ جعله يوم ØØ²Ù†Ù‡ ومصيبته جعل الله له يوم القيامة يوم ÙØ±ØÙ‡ وسروره وقرّت بنا ÙÙŠ الجنان عينه . . . إلى أن قال (عليه السّلام) : إنّ يوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø£Ù‚Ø±Ø Ø¬Ùوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء . ÙØ¹Ù„Ù‰ مثل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùليبكي الباكون Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ø°ÙØ¨Ø كما ÙŠÙØ°Ø¨Ø الكبش .
ولا تنسى الإمام الرضا (عليه السّلام) الذي يقول عنه دعبل بن علي الخزاعي (رØÙ…Ù‡ الله) : أنشدته ÙØ¨ÙƒÙ‰ ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ÙØºÙ…ÙŠ عليه ÙØ£Ù…سكته ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ÙØ§Ù‚ Ùقال : أنشد يا دعبل . ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡ ÙØ¨ÙƒÙ‰ ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ÙØºÙ…ÙŠ عليه ثانية وهكذا إلى ثلاث مرّات وهو القائل (عليه السّلام) : كلّ جزع وبكاء مكروه للعبد إلاّ الجزع والبكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ùيه مأجور .
Ùكي٠لا ÙŠØØ³Ù† البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ على مصابه بعد أن بكاه النبي Ù…ØÙ…د (صلّى الله عليه وآله) وآله أهل بيت العصمة ØŸ! وهل التأسّي برسول الله (صلّى الله عليه وآله) مكروه ÙˆÙ‚Ø¨ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¯ أن أمرنا الله ÙÙŠ كتابه العزيز بالتأسّي به على وجه عام Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : {لَقَدْ كَانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙÙŠ رَسÙÙˆÙ„Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘Ù‡Ù Ø£ÙØ³Ù’ÙˆÙŽØ© ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ© Ù„ÙÙ…ÙŽÙ† كَانَ يَرْجÙوا اللّهَ وَالْيَوْمَ Ø§Ù„Ø¢Ø®ÙØ±ÙŽ ÙˆÙŽØ°ÙŽÙƒÙŽØ±ÙŽ اللّهَ ÙƒÙŽØ«Ùيراً . . . } [سورة Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ : 21] .
وهل يسوغ للمؤمن أنْ يرغب عن التأسّي بآل البيت (عليهم السّلام) بعد أنْ ثبت عنده أنّ يوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان مثاراً Ù„Ù„ØØ²Ù† ومدعاة للأسى والبكاء بالنسبة لهم (عليهم السّلام) دائماً ÙˆÙÙŠ كلّ الأØÙˆØ§Ù„ والمناسبات ØŸ!
ورد ÙÙŠ Ø£ØÙˆØ§Ù„ الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه كان إذا ذكر جدّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أو ذÙكر عنده لا ÙŠÙØ±Ù‰ ضاØÙƒØ§Ù‹ طيلة ذلك اليوم وتغلب عليه الكآبة ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† وكان (عليه السّلام) يتسلّى عن المصائب التي ترد عليه من قبل الأعداء بمصائب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
Ùمن ذلك مثلاً : لمّا أمر المنصور الدوانيقي عامله على المدينة أنْ ÙŠØØ±Ù‚ على أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) داره ÙØ¬Ø§Ø¡ÙˆØ§ Ø¨Ø§Ù„ØØ·Ø¨ الجزل ووضعوه على باب دار الصادق (عليه السّلام) وأضرموا Ùيه النار Ùلمّا أخذت النار ما ÙÙŠ الدهليز تصايØÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ø¹Ù„ÙˆÙŠØ§Øª داخل الدار ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹Øª أصواتهم ÙØ®Ø±Ø¬ الإمام الصادق (عليه السّلام) وعليه قميص وإزار ÙˆÙÙŠ رجليه نعلان وجعل يخمد النار ÙˆÙŠØ·ÙØ¦ Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‚ ØØªÙ‘Ù‰ قضى عليها Ùلمّا كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلّونه Ùوجدوه ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ باكياً Ùقالوا : ممّن هذا التأثر والبكاء , أمÙنْ جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأوّل مرة ØŸ
Ùقال الإمام (عليه السّلام) : لا ولكن لمّا أخذت النار ما ÙÙŠ الدهليز , نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن ÙÙŠ صØÙ† الدار من ØØ¬Ø±Ø© إلى ØØ¬Ø±Ø© ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن ÙÙŠ الدار ÙØªØ°ÙƒÙ‘رت روع عيال جدّي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يوم عاشوراء لمّا هجم القوم عليهنَّ ومناديهم ينادي : Ø£ØØ±Ù‚وا بيوت الظالمين .
ÙØ§Ù„غرض : إنّ البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) والتأثر من مصائبه وإظهار Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى يوم قتله كلّ ذلك أمر Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ ومرغوب Ùيه Ø› لأنّه من التأسّي برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبأهل بيته الطاهرين (عليهم السّلام) وقد قال الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† العسكري (عليه السّلام) ÙÙŠ كلمته Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© : شيعتنا منّا Ø› ÙŠÙØ±ØÙˆÙ† Ù„ÙØ±ØÙ†Ø§ ÙˆÙŠØØ²Ù†ÙˆÙ† Ù„ØØ²Ù†Ù†Ø§ .
الوجه الثاني : تعظيم شعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وتعزيز عظمته وتكريم مقامه أمام الرأي العام ØÙŠØ« ورد عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) قوله : ميت لا بواكي عليه لا إعزاز له . أي لا Ø§ØØªØ±Ø§Ù… له وهو أمر طبيعي Ø› لأنّ القيمة المعنوية للÙقيد وعظمته الإنسانية ØªÙØ¹Ø±Ù عند مَنْ لا يعرÙونه من عظيم أثر Ùقده ÙÙŠ Ù†Ùوس عارÙيه وكلّما عظم الÙقيد عظم مصابه على الناس Ø› ولذا غضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمّا لم يسمع البكاء على عمّه ØÙ…زة بن عبد المطلب بعد رجوعه من معركة Ø§ÙØØ¯ Ø› وذلك لأنّ ØÙ…زة لم يكن عنده Ø£ØØ¯ ÙÙŠ الدار يبكون عليه Ùقال النبي (صلّى الله عليه وآله) متأثراً وخاصة لما سمع البكاء على الشهداء من الأنصار قال : ولكن عمّي ØÙ…زة لا بواكي عليه ! . Ùلمّا سمع الأنصار بعثوا إلى دار ØÙ…زة مَنْ يبكي عليه ÙØ³Ø±Ù‘ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال : على مثل ØÙ…زة Ùلتبكي البواكي .
Ùلا شك ÙÙŠ أنّ الميت الذي لا ÙŠÙØ¨ÙƒÙ‰ Ù„Ùقده ولا ÙŠÙØØ²Ù† على موته لا قيمة له ÙÙŠ نظر الناس وإنّ ذلك دليل ØÙ‚ارته وضع٠شخصيته ومقامه وهذا أمر عرÙÙŠ ومنطقي وقد أشار إليه القرآن الكريم ÙÙŠ قوله تعالى : {كَمْ تَرَكÙوا Ù…Ùنْ جَنَّات٠وَعÙÙŠÙون٠* ÙˆÙŽØ²ÙØ±Ùوع٠وَمَقَام٠كَرÙيم٠* وَنَعْمَة٠كَانÙوا ÙÙيهَا ÙَاكÙÙ‡Ùينَ * كَذَلÙÙƒÙŽ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرÙينَ * Ùَمَا بَكَتْ عَلَيْهÙم٠السَّمَاء٠وَالْأَرْض٠وَمَا كَانÙوا Ù…ÙنْظَرÙينَ} [الدخان: 25 - 29].
ومعلوم أنّ الغرض من بكاء السماء والأرض هو أهل السماء وأهل الأرض أي أنّهم ماتوا غير مأسو٠عليهم ولم يؤثر موتهم ØØ²Ù†Ø§Ù‹ ÙÙŠ Ù†ÙØ³ Ø£ØØ¯ ولا Ùقدهم ÙØ±Ø§ØºØ§Ù‹ ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© بعدهم ØŒ وهذا دليل هوانهم على الناس ÙˆØ§ØØªÙ‚ارهم ÙÙŠ نظر الناس وانعدام Ø§ØØªØ±Ø§Ù…هم بين الناس Ø› رغم قوتهم وقدرتهم المالية ورغم ملكهم وسلطانهم الذي كانوا قد ÙØ±Ø¶ÙˆÙ‡ على الناس .
Ø³ÙØ¦Ù„ الإمام علي (عليه السّلام) : ما هو ØØ³Ù† الخلق يا أمير المؤمنين ØŸ Ùقال (عليه السّلام) : هو أنْ ØªÙØ¹Ø§Ø´Ø±ÙˆØ§ الناس معاشرة إنْ عشتم ØÙ†Ù‘وا إليكم وإنْ متم بكوا عليكم .
وقد أوصى الإمام Ù…ØÙ…د الباقر (عليه السّلام) أنْ تستأجر له نوادب بعد موتـه يندبوا عليه بمنى من مكّة أيّام موسم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ ولمدّة عشر سنوات Ø› إظهاراً لمقامه المجهول لدى عامّة الناس Ø› بسبب ظلم الاÙمويّÙين واضطهادهم له (عليه السّلام) .
ÙØ£ÙŠÙ‘ وسيلة يمكن أن نعبّر بها عن عظم منزلة الÙقيد بين Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙˆÙ…ØØ¨ÙŠÙ‡ أقوى دلالة ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø ØªØ¹Ø¨ÙŠØ±Ø§Ù‹ من البكاء عليه ØŸ ثمّ أيّ ظاهرة أدلّ ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø ØªØ¹Ø¨ÙŠØ±Ø§Ù‹ عن شديد ØØ¨Ù‘نا للÙقيد وعظيم تعلّقنا به من ظاهرة البكاء عليه وجريان الدموع لموته .
وهل رأيت أو سمعت أنّ زعيماً شعبيّاً ÙÙŠ العالم مات أو Ù‚ÙØªÙ„ ولم يبك٠عليه أتباعه وأنصاره وشعبه ولم يجعلوا يوم ÙˆÙØ§ØªÙ‡ يوم ØØ¯Ø§Ø¯ وأسى ØŸ! وخاصة إذا كان موته بصورة Ù…ÙØ¬Ø¹Ø© وقاسية وتÙقتل أولاده ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ وإخوانه وعشيرته وتÙقطع رؤوسهم ÙˆØªÙØ±Ø¶ أجسادهم بØÙˆØ§Ùر الخيل ÙˆØªÙØØ±Ù‚ خيامه على نسائه ويÙنهب ثقله Ùˆ Ùˆ . . . إلى آخر ما هناك من صور إجرامية ÙˆÙˆØØ´ÙŠØ© تقشعر منها الجلود ÙˆØªÙØªØª الأكباد والقلوب ØŸ!
ولا ÙŠÙقال هنا بأنّ ØØ§Ø¯Ø«Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قديمة جدّاً قد مضى عليها أكثر من ثلاثة عشر قرن , ÙØ¥Ù„Ù‰ متّى هذا البكاء لها ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† عليها وكل Ùقيد ÙÙŠ العالم مهما عظم ÙØ¥Ù†Ù‘ما ÙŠÙØ¨ÙƒÙ‰ عليه لأيّام معدودة ثمّ يطوى ذكره ÙÙŠ زوايا التاريخ وبطون الكتب ØŸ
لأنّا نقول : أولاً : إنّ عظمة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تÙوق عظمة كلّ عظيم ÙÙŠ العالم بعد جدّه المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) وأبيه المرتضى (عليه السّلام) Ùقياسه على غيره من عظماء الإنسانية قياس مع Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ الكبير .
وثانياً : إنّ الكيÙية التي ÙÙقد عليها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لم ÙŠÙÙØªÙ‚د عليها ØØªÙ‘Ù‰ الآن أيّ Ùقيد قط Ø› Ù‚ÙØªÙ„ جائعاً عطشان شعثاً مغبراً غريباً ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ثاكلاً مكروباًَ Ù…Ø³ØªØ¶Ø¹ÙØ§Ù‹ يستغيث Ùلا ÙŠÙØºØ§Ø« ويستجير Ùلا ÙŠÙØ¬Ø§Ø± ويستعين Ùلا ÙŠÙØ¹Ø§Ù† . يسمع ضجيج عياله وصراخ Ø£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ وهم بين الآلا٠من الأعداء ينتظرون منهم كلّ مكروه .
ومن الناØÙŠØ© الثانية ينظر إلى قومه ÙˆØµØØ¨Ù‡ ØÙˆÙ„Ù‡ مجزرين كالأضاØÙŠ Ù…Ø¹ العلم بأنّ الذين قتلوه همّ اÙمّة جدّه المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) الذين ثار لأجلهم وقام لإنقاذهم من الظلم والاضطهاد Ø› لذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ Ùقده ÙØ±ÙŠØ¯ ÙÙŠ بابه جديد أبداً ودائماً لا يؤثر عليه مرور الزمن ولا يخÙّ٠من وقعه تعاقب القرون والأجيال Ùهو كما قال عنه الأدباء والشعراء قديماً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ :
Ùقال بعضهم :
Ùقيد تعÙّى كلّ٠رزء ورزؤه٠جديد على الأيام سامي المعالمÙ
وقال الآخر :
ÙˆÙØ¬Ø§Ø¦Ø¹Ù الأيام تبقى مدة وتزو Ù„ وهـي إلى القيامـة باقيـهْ
وقال الآخر :
كذب الموت ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù مخلّد٠كلّمـا مرّت الدهـور٠تجدّدÙ
وقال آخر :
مصاب له طاشت عقول٠ذوي Ø§Ù„ØØ¬ إذا مـا تعÙّى كـلّ٠رزء تجدّدا
لقد صÙلب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹ÙŠØ³Ù‰ بن مريم (عليه السّلام) ØØ³Ø¨ زعم المسيØÙŠÙŠÙ† قبل ألÙÙŠ عام تقريباً وها هم المسيØÙŠÙˆÙ† لا يزالون يجدّدون ذكرى صلبه كلّ عام ويبكون له ÙˆÙŠØØ²Ù†ÙˆÙ† , وقد اتّخذوا من خشبة صلبه شعاراً عاماً لهم ÙŠØ±ÙØ¹ÙˆÙ†Ù‡ Ùوق كلّ المؤسسات والجمعيات والكنائس Ø› معلنين بذلك أسÙهم ÙˆØØ²Ù†Ù‡Ù… على مصابه ومأساته مع العلم بأنّ مأساة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السّلام) بسيطة جداً ÙÙŠ جنب مأساة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) . Ùلماذا ÙŠÙلام الشيعة على ØØ²Ù†Ù‡Ù… وبكائهم لمأساة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ولا ÙŠÙلام غيرهم على Ø§Ù„ØØ²Ù† والبكاء لمأساة سائر العظماء ØŸ!
والخلاصة هي : إنّ هناك شخصيات ÙˆØÙˆØ§Ø¯Ø« ÙÙŠ العالم لا يستطيع التاريخ هضمها ولا الزمان إسدال الستار عليها ولا الأجيال نسيانها Ø› لسبب بسيط : وهو عقم الأيّام عن الإتيان بمثلها ÙˆÙÙŠ طليعة تلك الشخصيات شخصية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆÙÙŠ طليعة تلك الØÙˆØ§Ø¯Ø« ØØ§Ø¯Ø«Ø© عاشوراء .
الوجه الثالث : هو أنّ البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يرمز إلى تأييد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ثورته المباركة وإعلان الثورة العاطÙية على الظلم والظالمين والتعبير عن أعمق مشاعر الاستنكار والسخط ضد أعداء الØÙ‚Ù‘ والعدل والإعراب عن الأس٠على عدم وجودنا ÙÙŠ صÙÙˆÙ Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سادات الشهداء الخالدين وعدم نيلنا توÙيق وسعادة نصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ يوم عاشوراء .
Ùيا ليتنا كنّا معك أبا عبد الله ÙÙ†Ùوز Ùوزاً عظيماً . لبيك داعي الله إنْ لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك Ùقد أجابك قلبي وسمعي وبصري .
هذا لسان ØØ§Ù„ شيعة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ كلّ مكان وزمان ÙØ¥Ø¬Ø§Ø¨Ø© القلب بالإيمان بمبدأ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الذي Ù‚ÙØªÙ„ لأجله وإجابة السمع بالاستماع إلى سيرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأقواله وإجابة البصر سكب الدموع على مآسي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
ÙØ§Ù„بكاء لكلّ ÙˆØ§ØØ¯ من هذه الأهدا٠والغايات الثلاث أمر طبيعي وعقلائي وظاهرة ÙØ·Ø±ÙŠÙ‘Ø© خيّرة من ظواهر Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© السليمة التي وقاها الله تعالى من نكسة القساوة والغلظة ÙˆØªØØ¬Ù‘ر الضمير وهي أخطر الأمراض Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات الروØÙŠØ© التي يتعرّض لها بعض Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ وقانا الله شرّها وهي المعبر عنها بموت القلب .
وإليك ما قاله Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° العقاد : إنّ الطبائع الآدمية قد أشربت ØØ¨Ù‘ الشهداء والعط٠عليهم وتقديس ذكرهم بغير تلقين وإنّما ØªÙ†ØØ±Ù عن سواء هذه السنّة لعوارض طارئة تمنعها أنْ تستقيم أو من نكسة ÙÙŠ الطبع Ø› لأنّ العط٠الإنساني Ù†ØÙˆ الشهداء هو كلّ ما يملك التاريخ من جزاء . . . الخ.
هل تتصوّر أيّها القارئ الكريم إنساناً يستمع إلى تلك المآسي الجسام التي وقعت على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وآله من الصغار والكبار والرجال والنساء ولا ينكسر قلبه ولا يتأثر وجدانه ولا ÙŠØªØØ±Ùƒ ضميره ثمّ تعتبره إنساناً طبيعياً سليم Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© ØŸ! كي٠وقد قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ المأثور عنه : أنا قتيل العبرة ما ذÙكرت عند مؤمن إلاّ استعبر .
وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قوله : Ø¬ÙØ§Ù العيون من قساوة القلوب وما ضرب ابن آدم بعقوبة أشدّ عليه من قساوة القلب . وقد وص٠الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ المؤمنين بقوله : ( رØÙ…اء بينهم ) .
والخلاصة : لم يجد الخبراء وعلماء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والأخلاق بين Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الإنسانية كلّها ØµÙØ© Ø£ÙØ¶Ù„ وأشر٠من الرØÙ…Ø© ورقّة القلب على الآخرين ØØªÙ‘Ù‰ إنّ بعض الÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© عدل عن تعري٠الإنسان بالØÙŠÙˆØ§Ù† الناطق , وهو التعري٠المشهور , عدل عنه إلى أنّه ØÙŠÙˆØ§Ù† ذو Ø¹Ø·ÙØ› وعليه Ùلا إنسانية مطلقاً بدون العط٠على مصائب الآخرين وبدون الرØÙ…Ø© ورقّة القلب على نكبات المظلومين ومآسي المنكوبين .
والØÙ‚يقة أنّ الشيخ الأعسم (رØÙ…Ù‡ الله) قد مثّل ÙÙŠ البيتين السابقين شعور كلّ إنسان سليم Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© تجاه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØÙŠØ« قال :
تبكيكَ عيني لا لأجل٠مثوبة لـكنّما عـيني لأجلكَ باكيهْ
تـبتلّ مـنكم كربلاء بدم ولا تـبتلّ منّي بالدموع٠الجاريهْ